محتويات
كيفية تخريج الأحاديث من الكتب
يُقصد بتخريج الحديث دراسة حال الحديث النَّبويِّ من صحَّة رواته، ومعرفة من رواه من الصَّحابة الكرام -رضوان الله عليهم-، وصحَّة المرويِّ عنهم، والحكم على الحديث صحَّةً وضعفاً بالنَّظر إلى الحديث من جميع طرقه الوارد منها، وللعلماء في التَّخريج عددٌ من الطُّرق يتّبعونها في تخريجهم للأحاديث النبوية، وهي كما يأتي:[١]
التخريج عن طريق معرفة السند
والمقصود بالسَّند هو سلسلة الرُّواة الّذين نقلوا الحديث عن الصَّحابيِّ عن رسول الله -صلى الله عليه وسلّم- ويقصد بهذه الطَّريقة من التخريج، الحكم على صحَّة الحديث النَّبويِّ من خلال معرفة الراوي الأعلى -الصحابي الجليل- النَّاقل للحديث عن رسول الله -صلى الله عليه وسلّم-، أو بمعرفة أحد رواة السَّنَد.[٢]
وكتب الحديث التي تخدم هذا النَّوع من تخريج الأحاديث تُسمَّى بالمسانيد، وما يُميِّز المسانيد بأنّ أحاديث الصَّحابيِّ الواحد تختلف في موضوعاتها، فلا يكون تناسقاً في الأحاديث المرويَّة.[٢]
وطريقة تخريج الحديث تكون من خلال جمع الأحاديث التي وردت عن الصَّحابيِّ الواحد وجمعها في مكانٍ واحدٍ، فيأتي مسند أبو بكر رضي الله عنه مجموعٌ فيه كلُّ ما حدَّثه عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم، وهكذا يكون لكلِّ صحابيٍّ من الصحابة الكرام الذين رووا عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-.[٢]
ومن الكتب التي خرَّجت حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم بهذه الطريقة ما يأتي:[٢]
- المسانيد مثل مسند الإمام أحمد بن حنبل.
- المعاجم مثل معجم الطبراني.
- الأطراف مثل كتاب تحفة الأشراف.
التخريج عن طريق المتن
والمقصود بالمتن هو غاية ماتنتهي إليه سلسلة السَّند من كلامِ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ويكون تخريج الأحاديث النَّبويَّة عن طريق المتن، بالنَّظر إلى أكثر الكلمات بروزًا في حديث رسول الله -صلى الله عليه وسلّم-، فيلزم للباحث في هذه الطريقة أن يكون عارفًا لكلِّ ألفاظ حديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم-.[٣]
ويستحضر منه جملةً بارزةً ليبحث عن الحديث؛ لينظر في صحَّته وحكمه، وعادةً ما تكون الجمل مأخوذةً من بداية الحديث، ويُطلق عليها هنا طرف الحديث وفي مراتٍ أخرى تكون مأخوذةً من وسط الحديث إذا كان الحديث طويلًا،[٣] ومن الكتب التي خدمت هذه الطريقة ما يأتي:[٤]
- جمع الجوامع للإمام جلال الدين السيوطي.
- الجامع الصغير من أحاديث البشير النذير للإمام جلال الدين السيوطي.
- الدرر في حديث سيد البشر لزين الدين عبد الغني.
مع التنبيه على أنَّ هذه الطَّريقة تخدم من الباحث الحافظ لطرفِ المتن أو من يكون حافظاً لكامل المتن، وباستخدام جملةً بارزةً منه ينطلق في بحثه عن تخريج الحديث النَّبويِّ.[٤]
التخريج من معرفة موضوع الحديث
تخدم هذه الطَّريقة من يريد تخريج حديث نبويٍّ معيَّنٍ، ولكن لا يعرف راوي الحديث -الراوي الأعلى-، ولا عِلم له بأوَّل كلمات المتن -طرف المتن-، لكنَّه مستحضراً للموضوع المتحدث عن الحديث النَّبويِّ.[٥]
وفي طريقة التَّخريج على هذه الطَّريقة، يقوم الباحث بالبحث عن تخريج حديثٍ يتكلَّم عن الطَّهارة، فيفتح الكتب المعنيَّة بالتَّخريج على هذه الطريقة، ويفتح باب الطهارة ومن هذا الباب يبدأ بحثه، إلى أن يجد الحديث المعنيَّ،[٥]ومن الكتب التي خدمت هذه الطريقة ما يأتي:
- كتب الجوامع (جامع البخاري ومسلم).
- كتب السنن (سنن الترمذي، النسائي، ابن ماجه).
- الموطآت (موطأ مالك بن أنس).
كيفية تخريج الحديث بالوسائل الحديثة
تعدُّ هذه الطَّريقة من الطُّّرق السَّريعة في تخريج الأحاديث عن طريق السند أو المتن، وتكون بوضع طرف المتن أو أيِّ كلمةٍ من كلمات المتن، أو بوضع الرواي الأعلى للحديث النَّبويِّ، ومن البرامج التي خدمت الحديث النَّبويِّ ما يأتي:[٦]
- برنامج مكتبة الحديث الشريف
واشتملت هذه المكتبة على مصنَّفاتٍ منوَّعةٍ من كتبٍ لها صلةٌ بالدِّين الإسلامي؛ بعض من كتب التَّفسير، وكتب الحديث النَّبويِّ لكنَّ عددها أكبر من كتب التَّفسير، وكتب الشُّروح الحديثة، وكتب غريب الحديث، وبعض من كتب مصطلح الحديث.
- برنامج موسوعة الحديث النبوي الشريف
واشتمل هذا البرنامج على الكتب التالية: الكتب الستَّة وموطأ مالك ومسند أحمد وسنن الدارمي.
- برنامج المحدث
اشتمل هذا البرنامج على الكتب التالية: الكتب الستة المشهورة، وموطأ مالك ومسند أحمد ومسند الشَّافعي ومسند أبي حنيفة، ونصب الراية، ومجمع الزوائد، ورياض الصالحين، والأذكار للنووي، ونظم المتناثر للكتاني، وتخريج أحاديث الإحياء للحافظ العراقي، وكشف الخفاء للعجلوني، وصحيح الإمام البخاري باللغة الإنجليزية، والجامع الصغير وزيادته للسيوطي، والدُّرر المنتثرة في الأحاديث المشتهرة للسيوطي، وكنز العمال للمتقي الهندي، وفيض القدير للمناوي.
أهم كتب تخريج الحديث
اشتملت مكتبة تخريج الأحاديث النَّبويَّة على عددٍ كبيرٍ من المؤلفات التي تمَّ تسخير الوقت والجهد لإصدارها، ومن أهمِّ كتب تخريج الحديث النَّبويِّ:[٧]
- جامع الأصول في أحاديث الرسول لمؤلفه مجد الدين أبو السعادات المبارك بن محمد الجزري ابن الأثير.
- جامع المسانيد والسُّنَن الهادي لأقوم سَنَن لمؤلفه ابن كثير القرشي الدمشقي
- نصب الراية لأحاديث الهداية لمؤلفه الزيلعي
- المغني عن حمل الأسفار في الأسفار في تخريج ما في الأحياء من الأخبار لمؤلفه الحافظ العراقي
- البدر المنير في تخريج الأحاديث والآثار الواقعة في الشرح الكبير لمؤلفه ابن الملقن.
فوائد تخريج الحديث
فيما يات بعض من الفوائد المترتبة على تخريج احاديث رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ومنها ما يأتي: [٨]
- تمييز الأحاديث الصَّحيحة من الضَّعيفة من المنكرة، والعمل بناءً على صحيحها وحَسَنها، والتَّحذير من منكرها وموضوعها.
- التَّمييز بين الأحاديث التي يستخرج منها الأحكام الفقهيَّة الشَّرعية عن الأحاديث التي لا استنباط فيها للأحكام الشَّرعيَّة.
- حفظ السُّنَّة النَّبويَّة الواردة عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- باعتبارها ثاني مصدر من مصادر التَّشريع الإسلامي.
المراجع
- ↑ عبدالغفور البلوشي، كتاب علم التخريج ودوره في خدمة السنة النبوية، صفحة 13. بتصرّف.
- ^ أ ب ت ث سعد آل حميد، طرق تخريج الحديث، صفحة 26-27. بتصرّف.
- ^ أ ب حاتم العوني، كتاب التخريج ودراسة الأسانيد، صفحة 29. بتصرّف.
- ^ أ ب محمد بكار، كتاب علم التخريج ودوره في حفظ السنة النبوية، صفحة 22. بتصرّف.
- ^ أ ب محمد بكار، كتاب علم التخريج ودوره في حفظ السنة النبوية، صفحة 49. بتصرّف.
- ↑ عبدالغفور البلوشي، كتاب علم التخريج ودوره في خدمة السنة النبوية، صفحة 110. بتصرّف.
- ↑ مجموعة من المؤلفين، صحيح الكتب التسعة، صفحة 32. بتصرّف.
- ↑ حاتم العوني، كتاب التخريج ودراسة الأسانيد، صفحة 14. بتصرّف.