دراسة جديدة تكشف أن فرصة الإصابة بأمراض القلب نتيجة تدخين المرأة أعلى بـ 25 ٪ من الرجال المدخنين. على ضوء النتائج ينصح بالتركيز في حملات مكافحة التدخين بشكل خاص على النساء المدخنات.
بحث نشر مؤخرا في المجلة الطبية The Lancet ، حول تدخين المرأة يشير الى أن النساء المدخنات معرضات لخطر أعلى للإصابة بأمراض القلب من الرجال المدخنين. وقد أجريت الدراسة من قبل فريق من علماء الأوبئة من جامعة مينيسوتا وجامعة جونز هوبكنز. على الرغم من أن السبب في ارتفاع خطر الإصابة بأمراض القلب لدى النساء غير معروف، فان الباحثين يعتقدون أن الاختلافات البيولوجية بين الرجال والنساء تؤثر على كيفية رد فعل أجسام النساء لأضرار دخان السجائر. احدى الفرضيات تقول أن النساء تستنشق مواد مسرطنة (المواد المسببة للسرطان ) ومواد سامة أكثر من السجائر بالمقارنة مع الرجال.
في هذه الدراسة، جمع الباحثون معلومات من 75 دراسة سابقة والتي اشترك فيها ما يقرب من أربعة ملايين شخص. هذه الدراسات قارنت مخاطر الإصابة بأمراض القلب لدى المدخنين وغير المدخنين. من خلال هذه الدراسات، التي قارنت بين تدخين الرجل وتدخين المرأة وجد أن النساء المدخنات معرضات بنسبة أعلى ب- 25 ٪ للإصابة بنوبة قلبية من الرجال المدخنين. عن كل سنة تدخن فيها النساء، فان مخاطر الاصابة بالنوبات القلبية تزيد بنسبة اثنين في المائة مقارنة مع الرجال الذين يدخنون لنفس العدد من السنوات.
وعلاوة على ذلك، فإن فرص اصابة النساء بأمراض القلب قد تكون أعلى بكثير من تلك التي وجدت في هذه الدراسة. وذلك لأنه في المتوسط، النساء يدخن عدد سجائر أقل من الرجال. كذلك، على الرغم من أن عدد النساء المدخنات في الولايات المتحدة وصل إلى مستوى قياسي، فان تدخين المرأة في البلدان النامية بدأ فقط مؤخرا.
هنالك أمر آخر اتضح من هذه الدراسة هو أن خطر الوفاة من سرطان الرئة لدى النساء المدخنات أعلى بمرتين من هذا الخطر لدى الرجال. لذلك، يقول الباحثون أن هذا ليس شيء فريد من نوعه، وأن هناك سببا فسيولوجيا أو سلوكيا بسببه تكون النساء المدخنات أكثر عرضة للمرض من الرجال المدخنين.
وفقا لذلك، يعتقد الباحثون أن حملات مكافحة التدخين يجب عليها التركيز على النساء المدخنات، أي، من المستحسن ألا تكون الرسالة عامة، وإنما بشكل محدد للنساء. هذا الرأي أيضا يحظى بالدعم من قبل مديري برامج الإقلاع عن التدخين ومنع التدخين.
التدخين هو السبب الرئيسي للوفيات التي يمكن منعها، لدى الرجال والنساء على حد سواء. الى جانب ذلك، هناك دلائل كثيرة تشير الى أن التدخين يزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب لدى النساء والرجال على حد سواء. لذلك، يدعي الخبراء، إذا لم يتم التركيز على استراتيجيات فعالة لمنع أمراض القلب وعلاجها لدى كلا الجنسين بنفس القدر، فان هناك فرصة في أن يتحسن الوضع فقط لدى أحد الجنسين ويهمل في الآخر.
بالإضافة للمخاطر المذكورة أعلاه، فان تدخين المرأة يعرض صحتها للضرر بطرق أخرى:
- النساء الحوامل المدخنات هن أكثر عرضة للإجهاض ولحدوث المضاعفات أثناء الحمل والولادة. بالإضافة الى ذلك، فتدخين المرأة أثناء الحمل يزيد من فرص ولادة أطفال مع عيوب خلقية، انخفاض وزن المولود عن الوزن المتوسط وأطفال أكثر عرضة للوفاة خلال الأسبوع الأول من الحياة، وكذلك حالات الموت المفاجئ في المهد.
- التدخين يزيد من خطر الإصابة بسرطان عنق الرحم.
- التدخين هو أحد العوامل التي تزيد من خطر تساقط الأسنان في سن اليأس.
- التدخين يزيد من خطر الاصابة بكسور المرتبطة بهشاشة العظام.
في كل عام يموت خمسة ملايين شخص في العالم بسبب أضرار التدخين. ويقول الخبراء أن الاقلاع التام عن التدخين هو أكبر تحسن يقدمه المدخنون والمدخنات من أجل صحتهم. إذا كنتن نساء وترغبن في الاقلاع عن التدخين (وأيضا اذا كنتم رجال)، اليكم بعض النصائح التي قد تساعدكم على ذلك:
- ضعوا لأنفسكم أهدافا واقعية وتقدموا بخطوات صغيرة وآمنة.
- أطلبوا الدعم من الأصدقاء لمساعدتكم في اللحظات الصعبة.
- احرصوا على الاستفسار عن كل الخيارات العلاجية المتاحة للإقلاع عن التدخين واختيار الطريقة التي تناسبكم أكثر بالتشاور مع الأشخاص المهنيين. قد تحتاجون إلى الجمع بين عدد من العلاجات للحصول على أقصى قدر من الفعالية.
- الحفاظ على نهج إيجابي. لا تيأسوا إذا لم تنجحوا في البداية. فكسر العادات القديمة وذات الطابع الادماني غالبا ما يتطلب عدة محاولات حتى تحقيق النجاح.
اقرا المزيد:
- تقرير هارفرد الصحي:استشارة العشر دقائق للاقلاع عن التدخين!
- علاج النيكوتين المستنشق للاقلاع عن التدخين.
- علاج الامساك المنزلي هل هو كاف؟
- ما هي التغذية الصحية؟