تربية الأطفال تربية طفل مستقل

كتابة:
تربية الأطفال تربية طفل مستقل

تربية الأطفال أمر يحتاج إلى الصبر والمعرفة المُسبقة، وفي هذا المقال سنسلط الضوء على كيفية تربية طفل مستقل.

فرضت تغيرات العصر الحالي الكثير من الأولويات التربوية التي لا بد من مواكبتها حتى يكبر الطفل ليكون فردًا ناجحًا فاعلًا، لذا أصبح التركيز الأكبر لتربية الأطفال قائم على جعلهم أكثر ثقة بنفسهم وأكثر استقلالية.

في ما يأتي سنستعرض مجموعة من الأساليب والطرق الصحيحة لتربية طفل مُستقل:

أسس تربية الأطفال المستقلين

ليست الاستقلالية بمفهوم يمكن أن يتوصل إليه الأطفال وحدهم، وهم لا يملكون في مراحل عمرهم المبكرة التجارب أو المهارات الكافية لتطوير الاستقلالية بمعزل عن الأهل، لذا تربية طفل مُستقل يعتمد على الأهل في بداية عمر الطفل، وهذه التربية يعتبرها الأبناء هدية تنفعهم طوال حياتهم.

من المكونات التربوية الأساسية التي تُساعد الطفل على اكتساب الاستقلالية:

  • منح الطفل الحب والاحترام.
  • إبداء الثقة في قدرات الطفل.
  • إخبار الطفل أنه يملك التحكم بحياته والمسؤولية عنها.
  • توفير الإرشاد والتوجيه ثم منحه الحرية لاتخاذ قراراته الخاصة.

طرق تربية طفل مُستقل

تربية الأطفال أمر يحتاج إلى الصبر، وفي ما يأتي مجموعة من الطرق والأساليب التي تُساهم في تربية طفل مُستقل:

1. مدح الطفل بشكل كافٍ لكن بحكمة

يُعد المديح أسلوبًا جيدًا لبناء الثقة إن كان مستحقًا وحقيقيًا، حيث يُعد مدح الطفل في أول مرة ينجح فيها بفعل أمرٍ ما شيئًا جيدًا، فإن المديح الزائد وبلا سبب يترك الطفل حائرًا بشأن معايير الإنجاز والنجاح، ويفقد المديح والتشجيع قيمته.

2. إعطاء الطفل مهام ومسؤوليات مناسبة لعمره

يصف الخبراء جيل اليوم من الطلاب بأنهم يتمتعون بالمعرفة والإنجاز الفكري، لكن دون مهارات حياتية، لذا يجب التركيز على تربية الأطفال بإكسابهم هذه المهارات، وذلك من خلال البدء بأمور بسيطة، مثل:

  • جمع الألعاب وترتيبها.
  • زيادة تولي مسؤوليات الاهتمام والعناية الشخصية عند الطفل، مثل: اختيار ثيابه وارتدائها بنفسه.
  • أن يُطلب منه المساعدة في الأعمال المنزلية، فهذا أمر هام لتربية طفل مُستقل.
  • القيام بالواجبات المدرسية دون مساعدة قدر الإمكان.

هكذا يتم غرس الإحساس بالمسؤولية والثقة والاستقلالية بالتدريج مع نمو الطفل.

3. إدراك الأهل أن الطفل لن يكون بارعًا في كل شيء

على الوالدين أن يدركا أولًا ثم يعلما الأطفال أن لكل شخص نقاط قوة وضعف، لذا يجب تربية الأطفال بطريقة تجعلهم يتقبلون النواحي المختلفة من قدراتهم وشخصيتهم، فهذا سوف يُساعد على تعزيز إدراك صحي وواقعي حول الذات، كما سوف يُساعد على تقبل وتقدير الآخرين على اختلافاتهم.

4. ترك للطفل مساحته الخاصة

لتربية طفل مُستقل يجب منح الطفل الفرصة لحل المشكلات بنفسه، وإذا كان الأمر يفوق قدراته، فلا يجب على الأهل أن يتولوا الأمر بشكل كامل، بل يجب تحويلها إلى تجربة للطفل يتعلم منها كيف يتصرف في المواقف المشابهة، وذلك من خلال أسلوب يعتمد على مبدأ "لنكتشف معًا كيف يمكننا التعامل مع هذا الأمر".

كما يجدر الذكر أنه يجب عدم التواجد حول الطفل دائمًا، لأنه حين لا يجد الأم أو الأب في المحيط المنظور، فسوف يدفعه ذلك للتصرف بشكل مستقل في ما يُواجهه من مواقف بسيطة.

5. ترك الطفل يُجرب الإحباط وخيبة الأمل

قد يكون تعرض الطفل للفشل من أكثر الأمور تأثيرًا على الوالدين، لكن سعي الأهل لتصحيح الوضع يزيد من أهمية هذه الأحداث وصداها في نفسية الصغار معتقدين أن هذا مفيد في تربية الأطفال.

الصحيح هو أنه لا ينبغي أن يتحول الفشل إلى مأساة وكما لا يجب تجاهله تمامًا، بل يجب منح الطفل القدر الكافي من الدعم لترتفع معنوياته وفي نفس الوقت كي يكوّن مناعة عاطفية.

يجب تعليم الطفل أن الفشل والأخطاء جزء من الحياة وليست نهاية المطاف بل قد تكون منعطفات في الطريق إلى النجاح، وهذا المبدأ مهم لتربية طفل مُستقل.

6. بناء مهارات الطفل الاجتماعية

لا يعيش الإنسان الطبيعي في جزيرة منعزلة عن محيطه، ولا تكتمل الحياة دون الأصدقاء، لذا يجب العمل على تعزيز مهارات الطفل الاجتماعية من خلال:

  • غرس قيم المشاركة والتعاطف ومساعدة الغير.
  • طلب المساعدة عند الحاجة.

هذه المهارات هي أساس الحياة الاجتماعية والعلاقات الصحية في المستقبل بما يخص أمر تربية الأطفال، وخاصةً تربية طفل مُستقل.

7. منح الطفل مجالًا للإبداع واللعب غير المبرمج

يسمح الوقت الحر للأطفال بأن يستكشفوا ويعززوا اهتماماتهم ومهاراتهم في العمل بشكل منفرد أو مستقل.

يكون الطفل صاحب التوجيه الذاتي أكثر سعادة من ذلك الذي ينتظر دومًا الضوء الأخضر من الكبار.

8. السماح للطفل باتخاذ القرارات وتحديد الأهداف وتحمل المسؤولية

إن ترك الأطفال يتخذون بعضًا من القرارات المتعلقة بهم والمخاطرة قليلة العواقب سوف يطور مهارات اتخاذ القرارات لديهم، وهي من أهم المهارات في تربية الطفل المُستقل.

إذا لم تكن النتائج كما توقعها الطفل، فيجب مناقشة معه الأسباب وإمكانية اتخاذ خيارات أفضل في المرة القادمة لتحقيق أهدافه مع أهمية معرفة الطفل أنه يتحمل مسؤولية تلك القرارات الصغيرة.

الفرق بين الطفل الاتكالي والطفل المستقل

بعد التعرف على أسس تربية الأطفال وطرق تربية طفل مُستقل، فلنتعرف على الفرق بين الطفل الاتكالي والطفل المستقل كما هو مُوضح بالجدول الآتي:

 
الطفل المستقل الطفل الاتكالي
دوافعهم للإنجاز والنجاح ذاتية لأنهم حصلوا على المساحة الكافية لتحديد أسبابهم الخاصة للنجاح. يعتمدون على الآخرين في توفير دافعية الإنجاز وأسباب القيام بالأنشطة.
تم منحهم الفرصة والتوجيه لاستكشاف فعاليات من اختيارهم.

يعتمدون على الآخرين من أجل سعادتهم لأنهم لا يملكون المسؤولية تجاه أفكارهم وعواطفهم وتصرفاتهم.

يستخدم الأهل أسلوب المكافأة كأسلوب تحفيز خارجي وبدرجة مناسبة دون مبالغة.​ يتم تعزيز سلوكياتهم بمكافآت غير مناسبة بلا حدود، وبغض النظر عن تصرفاتهم.
جيدون في اتخاذ القرارات إذ تتاح لهم خيارات عديدة، وهم يتخذون قراراتهم الخاصة بدعم وتوجيه من الأهل. غير بارعين في اتخاذ القرارات لأن أهلهم يعتقدون أنهم يعلمون دائمًا ما هو الأفضل لهم دون الرجوع إلى رغباتهم.
تكون العلاقة مع الأهل تعاونية أكثر من سلطوية، ويتم أخذ أفكار ورغبات الأطفال بعين الاعتبار. تكون العلاقة مع الأهل أكثر سلطوية، وغالبًا لا يتم أخذ أفكار ورغبات الأطفال بعين الاعتبار.
4721 مشاهدة
للأعلى للسفل
×