محتويات
هل تربية الطفل بمفردك صعبة فعلًا؟
تتعرّض العديد من العائلات للمشكلات أو الظروف القاهرة التي لا يُمكن التحكّم بها في كثير من الأحيان، والتي ينجم عنها انفصال الوالدين عن بعضهما البعض لأسباب مُختلفة، سواء كان بالطلاق، أم بوفاة أحدهما، أو ربّما لابتعاد أحد الوالدين عن المنزل طيلة الوقت للعمل، ورغم أن مثل هذه الظروف مؤرّقة وثقيلة على نفس الطرف الآخر إلا أنّ التأقلم والتصرّف بحكمة مع الوضع الراهن مُهمّ للغاية، خاصّةً في حال وجود الأطفال؛ إذ إنّ ما قد يواجهه الطفل من مُضاعفات عاطفيّة ونفسيّة يتطلّب ممّن يرعاه انتباهًا وتركيزًا أكبر في تربيته وتنشئته، وتعويض ما قد يشعر به من نقص لغياب والده أو والدته، لذا فإنّ تربية الطفل من طرفٍ واحد مُختلفة عن الوضع الطبيعيّ بوجود كلا الوالدين، وتحمل في طيّاتها تحديّات وصعوبات أكبر.[١]
ما التحديات الشائعة لمن يُربّي الطفل بمفرده؟
باختلاف الأسباب المؤديّة إلى تربية الطفل مع فردٍ واحد من والديه فإنّ وجود الأطفال في مثل هذا الواقع ليس بالأمر السهل حقيقةً؛ إذ إنّ كُلّ ما يُفترض أن يتقاسمه الوالدان من مسؤوليات واهتمام بالطفل يُصبح على عاتق شخص واحد، وينجم عن ذلك العديد من التحديات والصعوبات على الفرد والطفل أيضًا، ومن التحديات والمشكلات الشائعة للشخص الذي يُربي طفلًا بُمفرده ما يأتي:[٢][١]
- الشعور بالأسى والحُزن من نظرة الطفل للعائلات التي يوجد فيها كلا الوالدين، خاصةً من أصدقائه ومن يراهم في المدرسة.
- عادةً ما يتصرف الطفل بفظاظة ويُسيء السلوك مع أحد والديه الذي يعيش معه في المنزل، أكثر من الآخر الذي قد يكون موجودًا لكن يعيش في مكان آخر، كما يحدث مع المُطلّقين أو المُنفصلين من الأزواج.
- جميع المسؤوليات والواجبات تكون على عاتق المُربّي وحده، وليس بالإمكان توزيعها أو تقسيمها كما يحدث مع الأزواج، حتّى اتّخاذ القرارات وحلّ المشكلات يكون أصعب؛ لعدم وجود رأيٍ آخر أو وجهة نظر مُختلفة من الأم أو الأب الغائب.
- نُدرة الوقت الذي يقضيه المُربّي مع نفسه؛ لما عليه من واجبات منزليّة وأعمال خارج المنزل وعناية واهتمام بالطفل، وهو ما يتسبّب بالضغط الشديد عليه.
- منح التعليمات والقوانين للطفل طيلة الوقت من قِبَل فرد واحد قد يُعطي انطباعًا أو شعورًا للفرد بأنّه سئ أو صارم مع طفله.
- صعوبة الدخول في أيّ علاقات جديدة، سواء كانت عاطفيّةً أم اجتماعيّةً، خاصّةً في حال كان الطفل شديد الغيرة أو الشكّ بالآخرين في ما يتعلّق بعلاقات مُربّيه معهم.
- في بعض الحالات في انفصال الوالدين قد يُقحم أطفالهما في الخلافات في ما بينهما، عوضًا عن مُناقشتها بعيدًا عنهم كما ينبغي، وهو ما يُسبّب الضغط والتوتّر للأطفال.
- القلق من عدم وجود مثال أو نموذج للطفل في حال غياب والده أو والدته، وما قد ينجم عنه من تأثيرات.
- قد يواجه المُربّي بعض المشكلات الماليّة، وهو ما يحدث غالبًا مع الأمّهات اللواتي يضطررن للعمل والتربية في ذات الوقت في غياب الأب.
هل توجد نصائح مُعيّنة لمن يُربّي الطفل بمفرده؟
على الرغم من التحديات التي يواجهها المُربّي عند تربية طفل بمُفرده، إلا أنّه توجد مجموعة من النصائح العمليّة الجيّدة، التي تُساعده في التعامل مع الطفل والتعايش مع وضعه، منها ما يأتي:[٣][٤]
- طلب المُساعدة والعون من أفراد العائلة المُقرّبين أو الأصدقاء، الذين بإمكانهم تقليل بعض المسؤوليات عن المُربّي، بمُساعدة الأطفال على الذهاب إلى المدرسة، أو الجلوس معهم بعض الوقت لإتاحة الفُرصة للمُربي للراحة أو العمل.
- تحديد وقت للّعب مع الطفل مهما تعدّدت المسؤوليات وتكاثرت الأعمال؛ إذ إنّ قضاء الوقت مع الطفل أثناء اللعب أو مُجرّد التحدّث عن مُجريات اليوم يُقوّي العلاقة ما بين المُربّي والطفل.
- وضع روتين يوميّ مُحدّد، بمواعيد نوم واستيقاظ ثابتة، وأوقات مُحدّدة لتناول الوجبات، ومُحاولة الحفاظ على سيره قدر الإمكان؛ إذ إنّ ذلك يمنح الطفل شعورًا بالأمان.
- مُشاركة الطفل في بعض الأعمال المنزليّة والمسؤوليات، فلا بأس من بعض المُساعدة في إعداد الوجبات أو تنظيف المنزل.
- مُشاركة الطرف الآخر في تربية الطفل في حال كان موجودًا لكنه ليس في المنزل، مثلما يحدث مع الأزواج المُطلّقين، فعلى الرغم من المشاعر السلبيّة التي يشعر بها العديد من الأزواج تجاه بعضهم بعد الانفصال، إلا أنّه من الضروري أن يرى الطفل كلا والديه دائمًا، وحتّى لو كان يوجد بعض التغيير في شخصيّته أو أسلوبه بعد زيارته للطرف الآخر فلا بأس بذلك؛ إذ إنّ طمأنة المُربّي للطفل ومُحاولة تفهّمه وتهدئته تُشجّعه على التعايش مع مثل هذه الزيارات، ويُستثنى من هذا إن كان الطرف الآخر سببًا للأذى أو الضرر على الطفل، أو كان يتصرّف بعنف معه.
هل توجد إيجابيات مُعينة لمن يُربّي الطفل بمفرده؟
قد يُلاحظ مُعظم الأفراد الذين يُربّون أطفالهم وحدهم أنّ نظرة المُجتمع لهم مليئة بالسلبيّة والإحباط، وقد يُشفق الكثيرون على حال المُربّي وحال الطفل بالفعل، لكن توجد بعض الإيجابيات التي قد يغفل عنها البعض، والتي تنطوي على تربية الطفل من قِبَل أحد الوالدين وحده، وليس ذلك تشجيعًا على الانفصال أو على خوض تجربة الوالد أو الوالدة المُنفردة (Single parent)، وإنّما نظرة إيجابيّة لنصف الكأس المُمتلئ من هذا الظرف الصعب، ويُذكر من هذه الإيجابيات ما يأتي:[٥]
- الأواصر والعلاقات القويّة التي تجمع ما بين المُربّي والطفل، والتي قد تفوق بعض العلاقات الموجودة ما بين الأطفال الذين يعيشون مع كلا الوالدين، وعادةً ما تستمرّ هذه الروابط القويّة حتّى بعد بلوغ الطفل وتناقص اعتماده على المُربّي، وبدء تحمّل مسؤولياته بنفسه.
- وجود الأطفال في بيئة تُحتّم عليهم مُشاركة المسؤوليات والواجبات مع المُربّي تجعل منهم أكثر مسؤوليّةً وتقديرًا للجهود من غيرهم، وأكثر اعتزازًا وثقةً بأعمالهم وإنجازهم، ولا تكون أعمالهم فقط طلبًا للرضا أو الطاعة كما يحدث مع بعض الأطفال الذين يعيشون مع كلا الوالدين.
- تُتيح تربية الطفل من قِبَل شخص واحد الكثير من الخبرات والمُغامرات للطفل، التي يجدها في تعامل من يُساندون المُربّي في تنشئته وتربيته، فوجود الأصدقاء وأفراد العائلة ومجموعات الدعم في مرحلة مُبكّرة من حياة الطفل يمنحه العديد من أوقات التواصل والتفاعل معهم، والتعلّم منهم أكثر من باقي الأطفال.
- يتفاعل الأطفال مع العالم وما فيه من مشكلات وتحديّات من عُمر صغير، ويتعلّمون الاعتماد على أنفسهم مُبكرًّا، ورغم ما قد يرونه من اهتمام وعناية من المُربّي (إن تعامل بجدّ في تربيتهم) ومن الطرف الآخر البعيد عنهم أيضًا، إلا أنّهم يعلمون ويُعايشون الاهتمامات والمسؤوليات الأُخرى لوالديهم، ما يُعرّفهم أكثر على طبيعة العالم الواقعيّ.
المراجع
- ^ أ ب "Single parent? Tips for raising a child alone", mayoclinic,10-4-2020، Retrieved 20-7-2020. Edited.
- ↑ "Single parenting", betterhealth,11-2019، Retrieved 20-7-2020. Edited.
- ↑ Jen Uscher (10-12-2012), "Top 6 Tips for Single Parents"، webmd, Retrieved 20-7-2020. Edited.
- ↑ "Advice for single parents", nhs,9-7-2020، Retrieved 20-7-2020. Edited.
- ↑ Jennifer Wolf (13-11-2019), "The Positive Effects of Single Parenting on Kids"، verywellfamily, Retrieved 20-7-2020. Edited.