تصلب الجلد

كتابة:
تصلب الجلد

تصلب الجلد

تصلب الجلد هو أحد أمراض المناعة الذاتية المزمنة والنادرة التي تصيب الأشخاص، وهو حالة تُستبدل فيها الأنسجة الطبيعية بأنسجة ليفية سميكة وكثيفة، وتقتضي وظيفة الجهاز المناعي السليم حماية الجسم ومساعدته على المقاومة ضد مسببات الأمراض والعدوى، إلا أنه لدى الأشخاص المصابين بتصلب الجلد يحفز خلايا أخرى في الجسم لإنتاج كميات كبيرة من بروتين الكولاجين، فتتراكم الكميات الفائضة منه وتترسب في الجلد وأعضاء الجسم، مسببةً تصلب وزيادة سمك الجلد بعملية مماثلة لعملية التندب. وعلى عكس ما يدل عليه اسم المرض، إلا أنَّ اضطراب تصلب الجلد قد يؤثر في العديد من مناطق وأجزاء الجسم الأخرى، مثل: الجهاز الهضمي، والرئتين، والكلى، والقلب، والأوعية الدموية، والعضلات، والمفاصل، وقد ينجم عن حالات تصلب الجلد الشديدة تهديد حياة الأشخاص والتسبب بوفاتهم.[١]


أنواع تصلب الجلد

يوجد نوعان رئيسان من تصلب الجلد، يمكن توضحيهما كالآتي:[٢]

  • تصلب الجلد الموضعي: هو تصلب يصيب مناطق الجلد ويؤثر عليها في الغالب، وينقسم هذا النوع إلى نوعين فرعيين على النحو الآتي:
    • القشيعة أو تصلب الجلد المتحدد، ويختص بظهور بقع صلبة ذات شكل بيضاوي على الجلد، وتتخذ هذه البقع اللون الأحمر أو الأرجواني بدايةً، ثم يتغير لونها ويظهر وسط البقعة بلون أبيض، وقد يؤثر هذا النوع من تصلب الجلد على الأوعية الدموية أو الأعضاء الداخلية أحيانًا، ويطلق على هذا الأخير اسم القشيعة المعمَّمة.
    • تصلب الجلد الخطي، وهو تصلب يمتاز بظهور خطوط أو شرائط من الجلد السميك على مناطق الذراعين، أو الساقين، أو الوجه.
  • تصلب الجلد الجهازي: أو ما يعرف بتصلب الجلد المعمَّم، وهو تصلب قد يؤثر في العديد من أجزاء أو أجهزة الجسم، وينقسم هذا النوع إلى نوعين فرعيين كالآتي:
    • تصلب الجلد المحدود، وهو تصلب بطيء التقدم يؤثر في جلد الوجه، واليدين، والقدمين، وقد يلحق الضرر بالرئتين، أو الأمعاء، أو المريء، ويطلق على هذه الحالة اسم متلازمة كريست أحيانًا، ويزداد هذا النوع سوءًا وتتفاقم حالة العديد من الأشخاص مع مرور الوقت، كما قد يؤثر في القلب ويسبب زيادة ضغط الدم في الرئتين، الأمر الذي يمكن علاجه.
    • تصلب الجلد المنتشر، يتطور هذا النوع من تصلب الجلد سريعًا، ويمتاز بزيادة سماكة الجلد الموجود في الجزء الأوسط من الجسم، والفخذين، والذراعين العلويين، واليدين، والقدمين، وقد يؤثر في الأعضاء الداخلية في الجسم أيضًا، مثل: القلب، والرئتين، والكلى، والجهاز الهضمي.


أعراض تصلب الجلد

تتمثل الأعراض الأولية لحالة تصلب الجلد بحدوث تغيرات في الأصابع واليدين، كالشعور بالتيبس والشد، بالإضافة إلى الانتفاخ الناجم عن التحسس من البرودة أو الضغط العاطفي، كما قد تتعرض اليدان والقدمان للانتفاخ والتورم، خاصّةً في فترات الصباح. كما تتباين أعراض تصلب الجلد تبعًا لنوعه، والمنطقة المتأثرة به، سواء كانت جزءًا واحدًا من الجسم أو جهازًا كاملًا فيه، ويمكن بيان هذه الأعراض على النحو الآتي:[٣]

  • تراكم وترسب الكالسيوم في الأنسجة الضامة.
  • حدوث تضيق في الأوعية الدموية المنتشرة في اليدين والقدمين، وتعرف هذه الحالة باسم مرض رينود.
  • حدوث مشاكل في المريء، وهو القناة التي تربط بين الحلق والمعدة.
  • زيادة سمك الجلد والشعور بالشد في الأصابع.
  • ظهور بقع حمراء منتشرة على الوجه واليدين.


أسباب تصلب الجلد

يلعب النسيج الضام في الأحوال الطبيعية دورًا مهمًا في تشكيل الألياف التي تمثل البنية التي تدعم الجسم، وتوجد هذه الألياف تحت الجلد والمناطق المحيطة بالأعضاء الداخلية والأوعية الدموية، وتساهم في دعم العضلات والعظام. ويُعتقَد أن تصلب الجلد أحد أمراض المناعة الذاتية التي تختص بزيادة إنتاج الأنسجة الضامة في الجسم كما ذُكرَ سابقًا، مما يسبب زيادة سماكة الجلد أو حدوث تليف وتندب في الأنسجة، لكنَّ السبب الدقيق الكامن وراء الإصابة غير معروف إلى الآن، ويعتقد الباحثون أن العوامل الوراثية والعوامل البيئية قد تلعب دورًا في زيادة خطر الإصابة بمرض تصلب الجلد، إلا أن هناك حاجةً إلى مزيد من الأبحاث للتأكد من صحة ذلك، وتختص معظم الحالات بوجود مرض مناعي ذاتي آخر بين أفراد عائلة المُصاب، وتجدر الإشارة إلى أنَّه لا يُعد مرضًا معديًا.[٣]


علاج تصلب الجلد

قد تختفي بعض مشاكل الجلد المرتبطة بتصلب الجلد تلقائيًا في غضون فترة تتراوح بين عامين إلى خمسة أعوام، لكن يزداد سوء أنواع تصلب الجلد المؤثرة في الأعضاء الداخلية مع مرور الوقت عادةً، ويمكن علاج هذه الحالة باستخدام بعض الطرق العلاجية، ومنها ما يأتي:[٤]

  • الأدوية: لا يتوفر علاج لحالة تصلب الجلد نهائيًا، ولا إيقاف فرط إنتاج الكولاجين في الجسم، إلا أنه قد تساهم بعض الأدوية في السيطرة على الأعراض والوقاية من المضاعفات التي قد تنجم عنه، ومن الأدوية التي قد يوصي الطبيب باستخدامها ما يلي:
    • الأدوية التي تساعد على العلاج أو إبطاء سرعة حدوث التغيرات في الجلد، مثل المراهم أو الحبوب المحتوية على الستيرويدات، والتي تساهم في تقليل التورم وألم المفاصل، وتخفف من تيبس الجلد.
    • أدوية علاج ضغط الدم، وتساعد هذه الأدوية على تمدد الأوعية الدموية، مما يساهم في الوقاية من مشكلات الرئة والكلى، وقد تلعب دورًا في علاج ظاهرة رينود أيضًا.
    • الأدوية المثبطة للجهاز المناعي، مثل الأدوية التي تؤخذ بعد إجراء عمليات زراعة الأعضاء، وقد تساعد هذه الأدوية على تخفيف أعراض تصلب الجلد.
    • الأدوية التي تساعد على تخفيف أعراض الجهاز الهضمي، مثل: الأقراص التي تقلل من حرقة وحموضة المعدة، والمضادات الحيوية، والأدوية التي تساعد في تحريك الطعام عبر الأمعاء وتقلل من الانتفاخ والإسهال والإمساك.
    • الأدوية التي تساعد على الوقاية من العدوى، مثل المراهم المحتوية على المضادات الحيوية.
    • مسكنات الألم غير الملزمة بوصفة طبية، أو مسكنات الألم قوية المفعول الملزمة بوصفة طبية.
  • العلاج الطبيعي: يساعد هذا العلاج على تمكين الأشخاص من السيطرة على الألم، وتحسين القوة والحركة، والقدرة على تأدية المهام اليومية.
  • الجراحة: يلجأ الأطباء إلى هذا الخيار كعلاج أخير عند حدوث مضاعفات لتصلب الجلد، ومن هذه الخيارات الجراحية ما يلي:
    • البتر، فقد تستلزم حالات تصلب الجلد التي تتطور فيها تقرحات الأصابع لتصل إلى موت نسيج أطراف الأصابع الحاجة إلى البتر، وعادةً ما تنتج هذه التقرحات عن ظاهرة رينود الشديدة.
    • زراعة الرئة، وذلك عند حدوث مشكلات حادة فيها.


المراجع

  1. "Scleroderma: An Overview", my.clevelandclinic.org,17-9-2019، Retrieved 6-11-2019. Edited.
  2. "Scleroderma: Main Types & Top Questions Answered", www.webmd.com,14-7-2017، Retrieved 6-11-2019. Edited.
  3. ^ أ ب Yvette Brazier (20-11-2017), "What you need to know about scleroderma"، www.medicalnewstoday.com, Retrieved 6-11-2019. Edited.
  4. Mayo Clinic Staff (18-5-2019), "Scleroderma"، www.mayoclinic.org, Retrieved 6-11-2019. Edited.
4953 مشاهدة
للأعلى للسفل
×