تصلب بطن الحامل في الشهر التاسع

هل من الطبيعي أن تشعر الحامل بتصلب البطن في الشهر التاسع؟

يبدو أنَّ تصلب البطن خلال الشهر التاسع من الحمل يُعدّ أمرًا شائعًا بين النساء، ومن الطبيعي حدوثه، فهو غالبًا ما يُسفر عن زيادة تكرار حدوث تقلصات المخاض الكاذب في هذا الشهر، أو المعروف باسم تقلصات براكستون هكس (Braxton Hicks) مع استعداد الرحم للولادة.^[١] وفي المحاور التالية نوضّح ماهية تقلصات براكستون هكس وارتباطها بتصلب البطن في الشهر التاسع، وكيفية التعامل معها:

كيف يبدو تصلب البطن المرتبط بتقلصات براكستون هكس؟

يُشار إلى أنَّ تقلصات براكستون هكس خلال الشهر التاسع من الحمل قد تظهر على صورة شدّ وتصلب في البطن، يُمكن الشعور به وكأنَّه طبلة مشدودة عند لمسه باليد، ويتكرَّر حدوث هذه التقلصات حوالي 3-4 انقباضات في السَّاعة الواحدة، فتتوقف بعد ذلك لأسباب مجهولة، وربما يتحفَّز ظهورها مرّة أخرى خلال الساعة التالية، أو بعد أسابيع عِدة، فهي غير منتظمة بطبيعتها، وليست سببًا في ولادة الطفل أو توسُّع عنق الرحم، وغالبًا ما يتحفز حدوثها عند حركة الجنين أو قيام أحدهم بلمس بطن الحامل.^[١]

كيف تتعامل الحامل مع تصلب البطن بسبب تقلصات براكستون هكس؟

لا توجد طريقة للسيطرة على هذه الانقباضات المسبِّبة لتصلب البطن، ولكنَّها سرعان ما تزول خلال بضع ثوان، وفي هذه الأثناء يُمكن اتباع مجموعة من النصائح لتخفيف الشعور بالألم والتصلب في البطن، ونذكر في الآتي بعض من هذه النصائح:^[١][٢]

• التنفس بعمق، شهيقًا وزفيرًا.
• شرب القليل من الماء لتخفيف التصلب، والاستلقاء لبضع دقائق، إذْ إنّ الجفاف يعدّ محفِّزًا لحدوث تقلصات براكستون هكس.
• تغيير وضعية الجسم، سواءً بالانتقال من جانب لآخر، أو الاستلقاء، فأحيانًا تكون وضعية الجسد سببًا في زيادة الضغط المؤثر على الرحم، ومحفِّزًا لحدوث تقلصات براكستون هكس وتصلب البطن.
• شرب كوب من الحليب الدافئ، أو نوع من شاي الأعشاب التي يسمح الطبيب بتناولها، فذلك يُساعد على الاسترخاء وترطيب الجسم.
• استخدام المرحاض وتفريغ المثانة، فأحيانًا تكون المثانة المُمتلئة سببًا في حدوث تقلصات براكستون هكس، وتفريغها قد يساهم في وقف هذه التقلصات.
• الاستحمام بالماء الدافئ، فقد يساعد الماء الدافئ على ارتخاء العضلات المُتعَبَة وتخفيف التقلصات، بما في ذلك عضلات الرحم.

هل لقرب موعد الولادة علاقة بشعور الحامل بتصلب البطن؟

أجل، فأحيانًا يرتبط حدوث تصلب البطن في الشهر التاسع بأعراض المخاض وقرب الولادة، فيكون تصلب البطن عندها ناجمًا عن تحفُّز ظهور تقلصات الرحم التي تستمر لمدة تتراوح بين 30-60 ثانية، وتتكرَّر أربع مرات خلال الساعة الواحدة أو أكثر، بينما تُصبح الانقباضات أكثر قوة وأكثر تقارب فيما بينها مع مرور الوقت واقتراب موعد الولادة، فلا تُظهر تحسُّنًا عند الراحة.^[٣][٤]

ومن جانبٍ آخر، قد يحدث تصلب البطن مع اقتراب الولادة نتيجة عن زيادة الضغط في منطقة الحوض ودفع الطفل بقوة على منطقة المهبل. وبكلّ الأحوال، لا بدّ من مراجعة الطبيب في حالة ظهور أعراض تدلّ على اقتراب موعد الولادة.^[٣]

هل تصلب بطن الحامل في الشهر التاسع يدل على مشكلة في حركة الجنين؟

خلال الشهر التاسع من الحمل، قد تلاحظ المرأة تغير في نشاط جنينها بسبب صغر حجم الرحم، خاصةً عند نزوله إلى منطقة الحوض قبل الولادة في الشهر التاسع، إذْ تكون ركلاته أقل من المعتاد، ويُمكن الشعور بقوة حركة رأسه في الجزء السفلي من البطن، وهنا لا بدّ من الإشارة إلى أنَّ حركة بعض الأطفال قد تنخفض قليلًا في الرحم قبل حدوث الولادة، ومع ذلك يجب الشعور بحركته يوميًا، ولا بدّ من مراجعة الطبيب في حالة انخفاض الحركة بشكل ملحوظ.^[٥][٤]

وكما أشرنا سابقًا، فإنَّ حركة الجنين في الرحم قد تحفِّز حدوث تقلصات الرحم والشعور بتصلب البطن، لذا، نجد أنَّ تكرار حدوث تصلب البطن خلالالشهر التاسع قد يكون أيضًا ناجمًا عن زيادة حركة وهياج الجنين في الرحم، والذي ليس بالضرورة أنْ يدل على حدوث شيء سيء، فلا توجد دراسات وأبحاث تركز على ارتباط زيادة حركة الجنين في الشهر التاسع وحدوث مضاعفات الحمل، كما أنَّ زيادة حركة الجنين وتكرار تصلب البطن، قد لا يكون أيضًا من علامات المخاض والولادة، وهنا فلا بدّ من النظر إلى الأعراض الأخرى الدَّالة على اقتراب الولادة، مثل: فقدان السدادة المخاطية، ونزول الطفل للحوض، ونزول ماء الرأس، وتوسع عنق الرحم وترققه، وغيرها من الأعراض الأخرى التي تُساعد على توقع اقتراب موعد الولادة، ومع ذلك، يجب مراجعة الطبيب واستشارته في حالة وجود مخاوف أو قلق تجاه أيْ تغيرات تحدث خلال الحمل.^[٦]

هل تصلب البطن في الشهر التاسع له أسباب أخرى؟

في حالة الشعور بتصلب البطن خلال الشهر التاسع، وحتى إنْ كانت الشكوك تدور حول حدوث تقلصات براكستون هكس، يُنصَح باستشارة الطبيب، فربما يكون مصدر الألم جزء آخر في الجسم غير الرحم، ووجود مشكلات تحتاج للاستقصاء والتشخيص من قِبل الطبيب، للتأكد من عدم وجود أيْ خطورة، وعلاج المشكلات. ونذكر في الآتي بعض من هذه الأسباب:^[١]

• تصلب البطن لوجود أسباب ومشكلات متعلقة بالمثانة، إذْ يُمكن الشعور بها في جهة الرحم.
• تصلب البطن بسبب شدّ العضلة في منطقة البطن.
• تصلب وشدّ البطن جرَّاء وجود مشكلات هضميَّة.
• تصلب البطن وتحجره بسبب الإفراط في تناول الطعام، فأحيانًا تُكثر المرأة الحامل من تناول الطعام ظنًّا منها بأنَّ على الحامل تناول الطعام عن شخصين، ممَّا يتسبَّب في شدّ البطن وتصلبه.^[٧]
• تصلب البطن بسبب الإصابة بالإمساك، سواءً كان مرتبطًا بطبيعة الأكل أو العادات الغذائية، أو جرَّاء زيادة ضغط الرحم على الأمعاء، أو زيادة إفراز هرمون البروجسترون في الجسم خلال الحمل، ودوره في إبطاء حركة الأمعاء.^[٧]

مراجعة الطبيب بسبب تصلب البطن في الشهر التاسع

يوصى دائمًا بمراجعة الطبيب عند حدوث أيْ تغيرات أو ظهور أيَّة أعراض خلال فترة الحمل، غير أنَّ هناك عدة حالات تستدعي مراجعة الطبيب للضرورة القصوى عند المعاناة من تصلب البطن، وذلك عندما تكون مصحوبة بواحدة أو أكثر من الآتي:^[٧]

• الشعور بآلام شديدة.
• صعوبة في التنفس.
• حدوث انقباضات تتكرر أكثر من 4 مرات في أقل من ساعة.
• حدوث النزيف.^[٣]
• تغيرات الرؤية، أو الصداع، أو التورم المفاجئ والشديد.^[٣]
• عدم الشعور بحركة الجنين.^[٣]

المراجع

1. ^ ^{أ ب ت ث} "Pregnancy: When to Go to the Hospital", familyeducation, Retrieved 27/5/2021. Edited.
2. ↑ Nicole Galan (25/1/2020), "Causes of stomach tightening during each trimester", medicalnewstoday, Retrieved 27/5/2021. Edited.
3. ^ ^{أ ب ت ث ج} "Are You in Labor?", kidshealth, Retrieved 27/5/2021. Edited.
4. ^ ^{أ ب} "Pregnancy: The ninth month", aboutkidshealth, Retrieved 27/5/2021. Edited.
5. ↑ Colleen de Bellefonds, "Fetal Movement During Pregnancy", whattoexpect, Retrieved 27/5/2021. Edited.
6. ↑ Jennifer Larson (22/4/2020), "Have Your Baby’s Movements Changed? Here’s When to Worry", healthline, Retrieved 27/5/2021. Edited.
7. ^ ^{أ ب ت} "Stomach Tightening During Pregnancy", parenting, Retrieved 27/5/2021. Edited.