محتويات
المغرب الغربي
يُعتبر المغرب العربي أو اتحاد المغرب العربي البوابة الغربية المؤدية للعالم العربي، ويقع اتحاد المغرب العربي في شمال أفريقيا على شاطئ البحر الأحمر الأبيض المتوسط ليمتد وصولاً إلى المحيط الأطلسي.[١] ويمكن القول إن اتحاد المغرب العربي هو ما يضم جميع الدول العربية الواقعة شمال أفريقيا ما عدا جمهورية مصر العربية،[٢] وهذه الدول هي الجزائر، والمغرب، وتونس، وليبيا وموريتانيا. وتبلغ مساحة اتحاد المغرب العربي نحو 5,782,140كم2، حيث يشكل 42% من مساحة الوطن العربي، وتشكل جمهورية الجزائر نحو 41% من مساحة المغرب العربي بأكمله، ويصل طول الشريط الساحلي للمغرب العربي إلى ما يقارب 6,505كم، أي ما يقارب 28% من سواحل الوطن العربي الإجمالي.[١]
تقع معظم أراضي المغرب العربي ضمن نطاق الصحراء الكبرى والذي يتميّز بالجفاف الشديد وارتفاع درجات الحرارة وقلة الأمطار، حيث تسقط الأمطار في فصل الشتاء على السواحل الشمالية فقط، ويعتمد إقليم المغرب العربي على الزراعة، والرعي، وصيد الأسماك، أما الصناعة فلا تساهم إلّا بشيء قليل من مجمل اقتصاده. ومن أهم ما يُزرع في المغرب العربي الزيتون والتمر، والجدير بالذكر أنه توجد في المغرب العربي العديد من الثروات المعدنية مثل الحديد، والمنغنيز، والفوسفات، بالإضافة إلى وجود النفط والغاز الطبيعي.[٢] وقد أُنشئ اتحاد المغرب العربي بشكل رسمي في عام 1989م. أما فكرة الاتحاد بحد ذاتها فقد ظهرت قبل أن تتجه الدول العربية نحو استقلالها، وكان أول ظهور لها في مؤتمر الأحزاب المغاربية الذي عُقد في مدينة طنجة في عام 1958م والذي ضم مجموعةً من المشاركين الممثلين للحزب الدستوري التونسي، وجبهة التحرير الجزائرية، وحزب الاستقلال المغربي.[٣]
وفي 17 شباط/ فبراير من عام 1989م تم إعلان اتحاد المغرب العربي بمدينة مراكش، وكانت معاهدة إنشاء هذا الاتحاد تنص على مجموعة من الأهداف من بينها توثيق العلاقات بين الدول الأعضاء وشعوبهم، وتحقيق الرفاهية للشعوب والدفاع عن حقوقهم، وأن تسير الدول الأعضاء على سياسات مشتركة في مختلف المجالات، بالإضافة إلى المساهمة في الحفاظ على السلام الذي يتّصف بالعدالة والإنصاف، والعمل بشكل تدريجي على تحقيق حرية تنقل الأشخاص، والسلع، ورؤوس الأموال، والخدمات بين دول المغرب العربي.[٣]
تضاريس المغرب العربي
تتنوّع تضاريس المغرب العربي بين الجبال، والهضاب، والسهول، بالإضافة إلى الصحارى، ومن أهم هذه التضاريس:[١]
سلسلة جبال الأطلس
وهي عبارة عن سلسلة جبلية تقع في الجزء الشمالي الغربي من القارة الأفريقية بحيث تعبر الجزائر، والمغرب، وتونس، وهي موازية للبحر الأبيض المتوسط، وتعلو وتصبح أعرض بالاتجاه من الشرق إلى الغرب، وتتكون من:[٤][٥]
- أطلس التل: وهي عبارة عن سلسلة من الجبال تمتد على المغرب بموازاة الساحل وتبدأ من جبل طارق بجبال الريف التي يصل ارتفاعها إلى 2,200 مترٍ فأكثر، والتي تمتد في الجزائر على شكل سلسلتين متوازيتين، وتنتهي جبال أطلس التل في الرأس الأبيض في تونس.
- أطلس الصحراء: وهي عبارة عن سلسلة جبليّة تسير نحو الصحراء، وأشهر هذه الجبال جبل أوراس الواقع في الجزائر، وجبل القصرين الواقع في تونس، بالإضافة إلى وجود ثلاث سلاسل جبلية تبدأ في مرّاكش وتنتهي بالرأس الطيب في تونس، ويصل ارتفاع أعلى قمة في الأطلس الصحراوي إلى 2,336 متراً، وهي قمة جبل عيسى.
- الأطلس الكبير أو الأطلس العظمى: تتفرّع هذه السلسلة من أطلس الصحراء، وتمتد على 600 كم، أما عرضها فيتراوح بين 60-130كم، وتنفصل عن أطلس الوسطى بالوادي الطويل، وعن أطلس الداخلية بوادي نهر السوس، ويمكن القول أن الأطلس الكبير يقع في وسط المغرب ثم يمتد في الاتجاه الشرقي من الحدود المغربية الجزائرية.
- الأطلس الوسطى: يقع الأطلس المتوسط في شمال وسط المغرب ويرتبط بالأطلس الكبير من الحدود الجنوبية له، ويتراوح ارتفاع القمم فيه بين 2000-3000 مترٍ.
- أطلس الداخلية أو الأطلس الصغير: ويقع جنوب أطلس العظمى، وبالتحديد في جنوب المغرب كما يمتد من الجهة الجنوبية الغربية من المحيط الأطلسي ليصل إلى الشمال الشرقي حيث هضبة ورزازت.
والجدير بالذكر أن أعلى قمّة في سلسلة جبال الأطلس تصل إلى 4,165 متراً وهي قمة جبل توبقال في المغرب، وتشكل سلسلة جبال الأطلس تضاريساً حيويةً مليئة بالعناصر المعدنية، مثل خامات الحديد، والرصاص، والنحاس، والفضة، والزئبق، والفوسفات، والملح الصخري، بالإضافة إلى احتوائه على الغاز الطبيعي. كما تتنوّع النباتات بشكل كبير، حيث توجد أشجار السنديان الأخضر، والسرو، والصنوبر، وأشجار الأرز في أعالي الجبال.[٤]
وهناك أيضاً أشجار الزيتون البري، والتين، واللوز، والعرعر، والأزهار المختلفة مثل الزنبق والأقحوان، بالإضافة إلى نباتات الرعي. أما بالنسبة للثروة الحيوانية فيجدر ذكر أن سلسلة جبال الأطلس فقدت جزءاً كبيراً من ثروتها الحيوانية التي كانت قد احتفظت بها لفترة طويلة من الزمن، حيث انقرضت الفيلة، وأسد الأطلس الشهير، وقلت أعداد النمور والغزلان، ولا زال هناك بعضٌ من أنواع الطيور المنتشرة فيها، وقد تم إنشاء العديد من المحميات التي تتمثل مهمتها في إنقاذ الثروة الحيوانية المتبقية.[٤]
السواحل
تمتد سواحل البحر الأبيض المتوسط على مسافاتٍ كبيرةٍ من أجزاء المغرب العربي، حيث يبلغ طول السواحل في المغرب وتحديداً في مراكش نحو 450 كم، وفي الجزائر نحو 1,200كم، ونحو 1,200كم في تونس، ونحو 1,900كم في ليبيا، وتلتقي الجبال بالبحر لتتكون الخلجان مثل خليج مليلة وطنجة في المغرب، وخليج قابس، والحمامات، وطبرقة، وبنزرت في تونس، وخليج البمبة، وسرت، وسدرة في ليبيا. كما توجد أيضاً الرؤوس مثل رأس الماء ورأس سبتة في المغرب، ورأس آذار، ورأس الطيب ورأس سراط في تونس، ورأس مسراطة، ورأس بنغازي، ورأس أجدير في ليبيا، أما سواحل المحيط الأطلسي فتمتد على 800كم في موريتانيا، و1,200 كم في المغرب ممتدة من مدينة طنجة وصولاً إلى طرفاية.[٦]
السهول
تظهر السهول أو الأحواض عند الجهة التي يلتقي فيها نهر مجردة برافده ملاق، وتمتد هذه السهول إلى 80كم وبعرض 20كم تقريباً، وهي سهول تتميز بخصوبتها، وعندما يجتاز نهر مجردة الخانق الموجود عند مجاز الباب يبدأ واديه بالاتساع تدريجياً ليتكون سهل كبير يمتد بين تونس وبنزرت وما يلبث النهر إلّا أن يلتقي برافده سليانة عند بداية السهل الكبير، أما دلتا النهر فتبدأ عند الجديدة، ويعتبر نهر مجردة هو النهر الوحيد الذي تتشكل له دلتا في بلاد المغرب، ويصب هذا النهر في خيلج تونس ليملأه بالرواسب، والجدير بالذكر أن هذه الرواسب هي التي وصلت مدينة تونس بالساحل حيث لم تكن مدينة تونس سوى جزيرة.[٧]
وفي جنوب سهل المجردة تظهر سلسلة الظهر التونسي في اتجاه شبه جزيرة الرأس الطيب، والتي تفصل بين السهل الشمالي التونسي عن السهل الشرقي، وهو عبارة عن سهل تونسي يمتد إلى 300 كم، بعرض يتراوح بين 20-80كم، وبارتفاع يصل إلى 250 متراً فوق سطح البحر. وقد غُطي هذا السهل بسبب التكوينات القارية والبحرية. وينقسم السهل الشرقي بفعل خليج قابس إلى قسمين، هما: القسم الشمالي والمعروف باسم الساحل ويتميز بأرضه الخصبة، والقسم الجنوبي ويعرف باسم جفارة، وسهل جفارة هو من أكبر سهول شمال أفريقيا، ويمتد في تونس وليبيا حيث يقع نصفه في تونس والنصف الآخر في ليبيا، ويأخذ في ليبيا شكلاً مثلثاً يكون رأسه في رأس السن، وضلعاه هما ساحل البحر الأبيض المتوسط وجبال طرابلس. ويمتد سهل جفارة على شكل نصف دائرة حول الساحل ليعود ويلتقي بخليج قابس من رأس السن.[٧]
والسهول المغربية الموجودة على المحيط الأطلسي تكون محصورة بين المزيتا المغربية ومياه المحيط الأطلسي، ويختلف اتساعه من جهة لأخرى حيث يمتد على سهل الشاوية، ووادي أم الربيع، ومنطقة الدخلة باتساعات مختلفة ليتلاشى عند رأس حديد، ثم يعود ويتسع من جديد خلف الصويرة، أما أقصى شمال السهل الساحلي فهو سهل الغرب الذي يخترقه واديان كبيران هما وادي سبو، ووادي لوكوس ويسير السهل الساحلي باتجاه شرقي لتقع فيه مدينة فاس.[٧]
الهضاب
توجد في المغرب العربي هضبة يبلغ متوسط ارتفاعها 1000 قدم، وتنحدر هذه الهضبة تدريجياً من المرتفعات الشمالية إلى الجنوب، ثم ترتفع من جديد في الحدود الجنوبية بالقرب من جبال تيبسي، وتشتمل هذه الهضبة على هضبة حمادة والتكوينات الرملية المعروفة باسم دهان أو العرق. بالإضافة إلى اشتمالها على التكوينات البركانية. وتوجد أيضاً مرتفعات التل التونسية والتي تمتد إلى الجنوب منها الهضبة الصحراوية التي تخترقها بعض المنخفضات، مثل شط الجريد الذي يقع على 50 قدم تحت سطح البحر.[٧]
سكان المغرب العربي
إن من أهم الأعراق التي تسكن المغرب العربي هم العرب، والأمازيغ، والزنوج، أما الأمازيغ فينتشرون في الجزائر والمغرب أكثر من تونس وليبيا. وتوجد أقلية منهم في موريتانيا وهي متركزة في المدن الكبيرة وفي الشريط الجنوبي المجاور للسنغال. أما ديانات شعوب المغرب العربي فهي الإسلامية بنسبة غالبة، ويمكن القول إن منطقة المغرب العربي هي منطقة تتداخل فيها الأعراق والثقافات، إلّا أنه يوجد انسجام وتمازج بين هذه الأعراق إلى درجة كبيرة.[١]
المراجع
- ^ أ ب ت ث "المنطقة المغاربية.. قواسم مشتركة تفرقها الصراعات السياسة"، www.aljazeera.net، 2017-6-20، اطّلع عليه بتاريخ 2018-2-20. بتصرّف.
- ^ أ ب "نبذة تعريفية عن المغرب العربي "، www.ksag.com، اطّلع عليه بتاريخ 2018-2-20. بتصرّف.
- ^ أ ب "اتحاد المغرب العربي.. الحلم المؤجل"، www.aljazeera.net، 2016-2-18، اطّلع عليه بتاريخ 2018-2-20. بتصرّف.
- ^ أ ب ت "جبال الأطلس"، www.aljazeera.net، 2015-12-16، اطّلع عليه بتاريخ 2018-2-20. بتصرّف.
- ↑ ناجي علوش، الوطن العربي: الجغرافية الطبيعية والبشرية، صفحة 17-20. بتصرّف.
- ↑ ناجي علوش، الوطن العربي: الجغرافية الطبيعية والبشرية، صفحة 23-24. بتصرّف.
- ^ أ ب ت ث يحيى نبهان (2010)، أطلس الوطن العربي الجغرافي والطبيعي والسياسي، يافا العلمية للنشر والتوزيع، صفحة 256-258. بتصرّف.