تضخم البروستاتا

كتابة:
تضخم البروستاتا

تضخّم البروستاتا

البروستاتا غدة تُنتِج السائل الذي يحمل الحيوانات المنوية خلال عملية القذف، وتحيط بالإحليل، وهو الأنبوب الذي يمرّر البول من المثانة إلى خارج الجسم، وتضخم البروستاتا يعني أن يصبح حجمها أكبر من الطبيعي، ويحدث هذا عند معظم الرجال مع تقدم أعمارهم، ويُسمّى أيضًا تضخم البروستاتا الحميد (Benign prostatic hyperplasia)، وهو ليس سرطانًا، كما أنّه لا يزيد من خطر إصابة الشخص بمرض السرطان.[١]  

أسباب تضخم البروستاتا

توجد غدّة البروستات أسفل المثانة، ويمرّ من منتصفها الإحليل أو ما يُعرَف باسم مجرى البول، ويضغط البروستات المتضخم على مجرى البول، ممّا يُؤدي إلى تضييقه، وفي الحقيقة يستمرّ نمو البروستات لدى أغلب الرجال طوال حياتهم طبيعيًا، لكنّ هذا قد يُسبِّب عند بعضهم الإصابة بتضخّم البروستات، وما ينتج منه من أعراض الألم أثناء التبوّل، ولم يُعرَف سبب إصابة بعضهم بتضخم البروستاتا بدقة، لكن يحدث تضخم البروستاتا لدى الرجال مع تقدم العمر بسبب وجود خلل في الهرمونات الجنسية، بينما يوجد العديد من العوامل التي تزيد من خطر الإصابة بتضخم البروستاتا لدى الرجال، ويُذكَر منها ما يأتي:[٢]

  • تقدم العمر: من النادر أن يتسبب تضخم البروستاتا لدى الرجال الذين تقلّ أعمارهم عن 40 عامًا في ظهور أعراض للتضخم، ويُعاني تقريبًا ثلث الرجال من ظهور أعراض متوسطة إلى حادة لتضخم البروستاتا في سن 60 سنة وما فوق، بينما يعاني نصف الرجال من هذه الأعراض في عمر الثمانين عامًا.
  • وجود تاريخ عائلي: يزداد احتمال الإصابة بتضخم البروستاتا في حال كان الأب أو الأخ مُصابًا به.
  • الإصابة بمرض السكري وأمراض القلب: يُشار إلى أنّ الإصابة بمرض السكري وأمراض القلب، واستخدام أدوية حاصرات البيتا، يزيد من احتمال الإصابة بتضخم البروستاتا.
  • نمط الحياة المُتبّع: تُعدّ السمنة وزيادة الوزن من العوامل التي تزيد من خطر الإصابة بتضخم البروستاتا، بينما تُقلل ممارسة التمارين الرياضية من احتمال الإصابة به.


أعراض تضخم البروستاتا

يتدفق البول عند الرجال من المثانة إلى الإحليل، ويشكِّل تضخم البروستاتا ضغطًا على الإحليل، ممّا يُسبِّب انقباض المثانة بقوة أكبر من أجل دفع البول خارج الجسم، ومع مرور الوقت تصبح عضلة المثانة أكثر قوة وسمكًا وحساسية، إذ تنقبض بمجرد وجود كمية قليلة من البول فيها، بالتالي يصبح الشخص في حاجة إلى التبول بشكل متكرر، لكن في نهاية الأمر لا تستطيع المثانة التغلب على مشكلة تضيق الإحليل، إذ يبقى البول داخلها، ولا تستطيع إفراغه بالكامل؛ مما يؤدي إلى ظهور العديد من الأعراض الأخرى، وتُوضّح مجموعة من أعراض الإصابة بتضخم البروستاتا عل النحو الآتي: [٣]

  • تدفق البول ضعيف أو بطيء.
  • الشعور بعدم القدرة على إفراغ المثانة.
  • صعوبة البدء بالتبول.
  • التبول المتكرر.
  • الاستيقاظ عدة مرات ليلًا من أجل التبول.
  • البول المتقطع، إذ يبدأ جريان البول، ثم يتوقف فجأة.
  • صعوبة التبول.
  • التقطير في نهاية عملية التبول.
  • العودة إلى التبول مرة أخرى بعد انتهاء الشخص منه بعدة دقائق.

عندما لا تُفرَغ المثانة بشكل كامل يزداد خطر إصابة الشخص بالتهاب المسالك البولية، كما تتطور مشكلات خطيرة عند الشخص؛ مثل: حصى المثانة، ووجود دم في البول، واحتباس البول الحادّ، وعدم القدرة المفاجئة على التبول، وهي حالة طارئة تستلزم تدخلًا فوريًا من الطبيب، إذ قد يصاب الشخص في حالات نادرة بتلف في المثانة أو الكلى.[٣]


تشخيص تضخم البروستاتا

يوجد العديد من الفحوصات التي تُنفّذ لتشخيص تضخم البروستاتا، ومن أهم هذه الفحوصات ما يأتي:[١]

  • سؤال الشخص عن التاريخ الطبي الخاص به.
  • فحص المستقيم من أجل الشعور بغدة البروستاتا.
  • فحص معدل تدفق البول.
  • فحص تحليل البول؛ للكشف عن وجود التهاب أو دم في البول.
  • فحص زراعة البول؛ للكشف عن وجود عدوى ما.
  • تنظير المثانة.
  • فحص تذفق الضغط؛ ذلك لقياس الضغط في المثانة أثناء التبول.
  • اختبار مستضد البروستاتا النوعي (PSA).
  • فحوصات الدم للكشف عن مستويات نيتروجين يوريا الدم (BUN) والكرياتينين.


علاج تضخم البروستاتا

يوجد عدد من طرق العلاج التي يتبعها الرجل للتخفيف من أعراض تضخم البروستاتا، وفي حال كان الشخص يعاني من أعراض معينة فإنّه يناقش الأمر مع الطبيب، ويعرف خطوات العلاج منه، ومن ضمن هذه الطرق الآتي:[٤]

  • العلاجات الدوائية: ذلك بتناول الأدوية التي تعالج مشكلة تضخم البروستاتا عند الرجل، ومنها: دواء الدوكسازوسين، والتيرازوسين فيناسترايد، والدوتاستيريد، بالإضافة إلى دواء التامسولوسين-دوتاستيريد، وتجدر الإشارة إلى أنَّ لهذه الأدوية العديد من الآثار الجانبية التي تؤثر في الرَّجل، ومن هذه الآثار:
  • انخفاض الدافع الجنسي عند الرجل.
  • وجود مشكلة في الحفاظ على الإنتصاب.
  • مشكلة في الوصول إلى الانتصاب.
  • العمليات الجراحية: في حال لم تُخفّف الأدوية من أعراض تضخم البروستاتا يلجأ الطبيب إلى إجراء العمليات الجراحية، وتشمل الخيارات العلاجية ما يأتي:
  • استئصال البروستات عن طريق الإحليل؛ في هذه الطريقة تُزال بعض أنسجة البروستاتا، وتُعدّ أكثر الطرق المؤكّدة والمستخدمة في علاج تضخم البروستاتا، مع أنّها قد تسبب العديد من الآثار الجانبية الجنسية -كضعف الانتصاب ومشاكل القدف- بالإضافة إلى القذف الجاف؛ الذي يعني دخول السائل المنوي إلى المثانة بدلًا من خروجه من الجسم أثناء رعشة الجماع.
  • قطع البروستاتا عن طريق الإحليل.
  • العلاج عن طريق الميكروويف الحراري، إذ تُستخدَم موجاته في تدمير أنسجة البروستاتا الزائدة.
  • رفع البروستاتا، إذ تُرفَع أنسجة غدة البروستاتا المتضخمة بعيدًا عن مجرى البول أو الإحليل.
  • تغيير أنماط الحياة: قد يساعد في تخفيف علامات تضخم البروستاتا عند الرجل، ومن طرق أنماط الحياة المتبعة ما يأتي:
  • الحفاظ على الوزن الصحي.
  • الامتناع عن الشرب في المساء وقبل النوم.
  • التأكد أنّ هناك أدوية يتناولها الشخص تزيد من أعراض مرض تضخم البروستاتا أو لا.
  • ممارسة التمارين الرياضية، إذ يستفيد أيّ شخص في حال ممارسته التمارين الرياضية بشكل معتدل، إذ إنّها تزيد من صحة القلب والأوعية الدموية، كما تساعد تمارين كيجل بعض المصابين في تخفيف الأعراض المرتبطة بتضخم البروستاتا.
  • الحد من تناول المشروبات المحتوية على الكافيين، والكحول، والأطعمة الغنية بالتوابل، إذ إنّها مهيّجة للمثانة، وتزيد من أعراض التبول[٥].
  • قد يساعد شرب المزيد من السوائل بما يصل إلى ثمانية أكواب من الماء يوميًا في الوقاية من الإصابة بعدوى المسالك البولية، التي يزداد خطر الإصابة بها في حال تضخم البروستاتا، لكن قد يؤدي ذلك إلى تفاقم المشكلة بالنسبة لمن يعاني من الرجال من تكرار التبول؛ لذا ينصح بشرب الماء على أساس العطش وعند الضرورة لدى هؤلاء.[٥]
  • شرب عصير التوت البري؛ إذ لوحظت فائدته في الوقاية من التهابات المسالك البولية.[٥]


مضاعفات تضخم البروستات

قد يؤدي هذا المرض إلى حدوث العديد من المضاعفات غير المرغوبة إذا تُرِكَ دون علاج، ومن هذه المضاعفات يُذكر ما يأتي:[٦]

  • ألم في أسفل البطن بسبب ضيق مجرى البول، إذ لا يتدفق البول عبره بشكل طبيعي؛ مما يؤدي إلى تراكمه بشكل مؤلم في المثانة.
  • التهابات المثانة بسبب وجود البول راكد فيها؛ الذي يُعدّ بيئة مناسبة لنمو البكتيريا.
  • تشكّل حصوات صلبة وكبيرة في المثانة؛ ذلك بسبب تراكم البول فيها، وفي الحقيقة فإنّها قد لا تسبب أيّ مشكلات عندما توجد في المثانة في أغلب الأحيان، لكن عند دخولها إلى مجرى البول فقد تعلق وتسبب ألما شديدًا مفاجئًا.
  • اضطراب النوم بسبب الحاجة إلى الاستيقاظ عدة مرات أثناء الليل للتبول.
  • انخفاض جودة الحياة؛ بسبب مشكلات التبول.
  • مشكلات خطيرة في الكلى في حالة انسداد تدفق البول خارج المثانة؛ التي قد تسبب تراكمًا للضغط على طول الطريق إلى الكلية.


المراجع

  1. ^ أ ب "Enlarged prostate", medlineplus.gov, Retrieved 10-11-2019. Edited.
  2. "Benign prostatic hyperplasia (BPH)", mayoclinic,2-3-2019، Retrieved 10-11-2019. Edited.
  3. ^ أ ب "Enlarged Prostate: A Complex Problem", www.webmd.com, Retrieved 10/11/2019. Edited.
  4. Jenna Fletcher, "What are the effects of an enlarged prostate on sex?"، www.medicalnewstoday.com, Retrieved 10/11/2019. Edited.
  5. ^ أ ب ت Khaled Fareed, "BPH (Prostate, Benign Prostatic Hyperplasia)"، www.emedicinehealth.com, Retrieved 9-11-2019. Edited.
  6. "Prostate enlargement", www.mydr.com.au, Retrieved 9-11-2019. Edited.
4826 مشاهدة
للأعلى للسفل
×