محتويات
ما هي حالة تضيق المريء؟ ما هي أسبابها؟ كيف يمكن علاجها وتخفيف حدة أعراضها؟ معلومات هامة حول هذه الحالة تجدونها في المقال الآتي.
سوف نعرفك في ما يأتي على حالة تضيق المريء (Esophageal Stricture) وبعض المعلومات الهامة حولها:
ما المقصود بحالة تضيق المريء؟
هي حالة تنشأ جراء حصول تضيق غير طبيعي في تجويف المريء، ونظرًا لأن المريء هو الأنبوب العضلي الذي تعبر من خلاله الأغذية والمشروبات من الفم إلى المعدة، قد يؤدي التضيق الحاصل فيه لإعاقة مرور الأغذية والمشروبات، مما قد يكون له العديد من التبعات الصحية.
بسبب التضيق الحاصل، قد يواجه المصاب صعوبة عند محاولة ابتلاع الطعام والمشروبات المختلفة، لذا ومع مرور الوقت قد يؤدي التضيق الحاصل لفقدان الوزن والجفاف.
ينشأ تضيق المريء غالبًا جراء إصابة المريء بنوع من الالتهاب أو التلف، والعوامل التي قد تؤدي لحصول هذا النوع من الخلل في المريء عديدة، أبرزها الإصابة بمرض الارتجاع من المعدة إلى المريء.
غالبًا ما ينشأ تضيق المريء تحديدًا في المنطقة القريبة من نقطة التقاء الطرف العلوي من المعدة بالطرف السفلي من المريء، ولكن قد ينشأ التضيق في أقسام أخرى كذلك من المريء.
أنواع تضيق المريء
قد يكون تضيق المريء خبيثًا، حيث يميل التضيق الحاصل للتطور والتفاقم بوتيرة سريعة أو قد يكون حميدًا، حيث يميل التضيق للتطور بطريقة تدريجية. كما يصنف تضيق المريء عادة في نوعين رئيسين، كما يأتي:
1. التضيق البسيط (Simple stricture)
في هذا النوع يكون التضيق الحاصل خفيف الحدة، وتكون الجدران الداخلية للمريء في منطقة التضيق مستقيمة وملساء ومنتظمة السطح.
2. التضيق المعقد (Complex stricture)
مقارنة بالنوع السابق، يمتد هذا النوع من التضيق طوليًّا على مساحة أكبر من المريء، كما يكون التضيق الحاصل أكثر حدة. على عكس الحالة السابقة تكون الجدران الداخلية للمريء في منطقة التضيق المعقد غير ملساء وغير منتظمة السطح.
أسباب تضيق المريء
قد ينشأ تضيق المريء جراء تعرض المريء لالتهاب أو لإصابة ما قد ألحقت الضرر بأنسجته وتسببت بتكون أنسجة الندوب أو جراء الإصابة بالأورام، وهذه أبرز العوامل التي قد تجعلك عرضة لتضيق المريء:
1. الإصابة بأمراض أو مشكلات صحية معينة
مثل الآتي:
- وترة المريء (Esophageal web).
- سرطان المريء، أو بعض أنواع السرطان الأخرى التي قد تظهر في منطقة العنق.
- التهاب المريء، لا سيما التهاب المريء اليوزيني (Eosinophilic esophagitis).
- ارتجاع الأحماض المستمر أو مرض الارتجاع من المعدة إلى المريء المزمن.
- مشكلات صحية أخرى، مثل: تصلب الجلد (Scleroderma)، والفتق الحجابي (Hiatal hernia)، والقرحة الهضمية (Peptic ulcer)، وعسر البلع (Dysphagia).
2. الخضوع لعلاجات معينة
مثل الآتي:
- تناول أنواع معينة من الأدوية، مثل: المضادات الحيوية المخصصة لمقاومة الملاريا، ومسكنات الألم.
- العلاج بالأشعة في منطقة العنق أو الصدر.
- المعالجة بالتصليب (Sclerotherapy).
- الخضوع لجراحة في المريء.
- الوجود المطول لأنبوب أنفي معدي في جسم المريض.
3. عوامل أخرى
مثل الآتي:
- ابتلاع مواد كيميائية كاوية.
- عيوب خلقية.
- العمر، إذا غالبًا ما تنشأ هذه المشكلة بعد تجاوز عمر 40 عامًا.
- شرب الكحوليات.
أعراض تضيق المريء
هذه أبرزها:
- صعوبة البلع أو الشعور بألم عند البلع.
- صعود الطعام إلى الحلق بعد ابتلاعه والشعور بوجود شيء عالق في الحلق.
- السعال الليلي.
- التجشؤ المتكرر أو الإصابة المتكررة بالحازوقة.
- فقدان الوزن غير المقصود.
- ارتجاع الأحماض أو الشعور بنوع من الحرقان في الصدر أو العنق.
- مرارة الفم أو مذاق حمضي في الفم.
- أعراض أخرى، مثل: الجفاف، والاختناق المتكرر، وسوء التغذية.
يجب التواصل مع الطبيب فورًا في حال تفاقم أي من الأعراض المذكورة أعلاه أو في حال ظهور أي من الأعراض الآتية: حمى، وتقيؤ مستمر، وألم لا تخف حدته حتى مع استخدام الأدوية، وصعوبة التنفس المفاجئة، وإخراج فضلات سوداء اللون، وألم الصدر الحاد.
تشخيص تضيق المريء
هذه أبرز الإجراءات الطبية التي قد تساعد على تشخيص تضيق المريء:
- فحص بلعة الباريوم: حيث يتم شرب سائل الباريوم كثيف القوام، ومن ثم تصوير المريء والمعدة بالأشعة السينية.
- الفحص بالتنظير: حيث يتم إدخال أنبوب مزود بكاميرا إلى المريء لتفحصه من الداخل لمحاولة رصد سبب التضيق.
- الفحص بالأشعة فوق الصوتية: حيث يتم الحصول على صور مفصلة لقياس سماكة المريء ولتحري حدة التضيق الحاصل.
- فحوصات أخرى: كالتصوير المقطعي المحوسب، وفحص قياس ضغط المريء (Esophageal manometry).
علاج تضيق المريء
يتم علاج تضيق المريء عادة من خلال إخضاع المريض لإجراء طبي معين يقوم خلاله الأطباء بمحاولة توسعة التضيق الحاصل بلطف.
تختلف طريقة العلاج التي يمكن اتباعها مع الحالة تبعًا للسبب الذي أدى لنشأة التضيق، وهذه بعض الخيارات المتاحة:
- إحداث تغييرات في الحمية والعادات الغذائية، إذا ما كان المريض مصابًا بمرض الارتجاع من المعدة إلى المريء.
- استخدام أدوية قد تساعد على تقليل كمية أحماض المعدة، مما قد يسهم في تخفيف حدة تهيج المعدة والمريء عند الإصابة بالحموضة.
- إخضاع المريض لتوسعة المريء (Esophageal dilation)، حيث يتم إدخال بالون إلى المريء بتقنية التنظير ومن ثم نفخه قليلًا لتوسعة المريء.
- الجراحة أو بعض الإجراءات الطبية الأخرى لتحقيق أغراض معينة، مثل: استئصال جزء من المريء، وإصلاح التلف الحاصل في المريء، واستئصال الأنسجة الزائدة.