محتويات
مرض السعار
يحتاج الإنسان إلى تطعيم السّعار عندما يصاب بداء الكلب، وهو فيروس قد يُنهي حياة الإنسان بعد أن ينتقل إليه من لعاب الحيوانات المصابة أو من خلال عضّة، وفي حالات نادرة ينتقل عند دخول لعاب مصاب إلى جرح مفتوح أو بعض الأغشية المخاطية -كالعين والفم-، والكثير من الحيوانات تنقل داء الكلب؛ كالماعز، والأبقار، والنّاموس، والثّعالب، والقرود، والخيول.
ينتشر داء الكَلَب بشكل كبير -خاصة في الولايات المتحدة الأمريكية وأفريقيا وآسيا-، ولا بُدّ من مراجعة الطبيب عند الإصابة بعضّة من أي حيوان، أو التّعرض لحيوان يُشكّ في أنّه مصاب بهذا الداء للخضوع للإجراءات العلاجية بشكل فوري؛ لأنّه لا توجد طريقة للكشف عن نقل الحيوان هذا الداء إلى الإنسان.[١]
تطعيم السّعار للإنسان
قد تظهر في بعض التحاليل المخبرية بعض الأجسام المضادة، لكنّ ذلك يحدث بعد تطوّر المرض، وقد يُكشَف عن الفيروس من خلال عزل اللعاب، أو خزعة الجلد؛ لذا فإنّ الطبيب يبدأ الإجراءات العلاجية بشكل فوري، التي تتضمن تطعيم السّعار. وفي ما يأتي توضيح ذلك:[١]
- تطعيم السّعار، الذي يعطى فور تعرّض الإنسان لعضّة كلب بغض النّظر عن إصابة الحيوان بداء الكلب أم لا، ويعطي الطبيب هذا اللقاح الذي يحتوي على غلوبولين مناعي ضد فيروس السّعار بالقرب من المنطقة التي عضّها الحيوان، ويُفضّل أن تعطى هذه الحقنة في أسرع وقت بعد العضّة.
- إعطاء الشخص الذي تعرّض لعضّة كلب سلسلة من اللقاحات بهدف مساعدة الجسم في كيفية التحقق من فيروس السّعار ومكافحته، وتؤخذ هذه اللقاحات في الذّراع لأربعة عشر يومًا.
أعراض السّعار
تظهر أعراض داء الكلب ضمن خمس مراحل مختلفة. وفي ما يأتي شرح لكلّ واحدة:[٢]
- مرحلة الحضانة، هي المدة التي تسبق ظهور الأعراض وتستمر ما يتراوح بين 3-12 أسبوعًا وقد تستغرق أكثر من عامين، وتعتمد مدّة هذه المرحلة على مكان العضّة، فكلّما بدت العضّة قريبة من الدّماغ ظهرت الأعراض بشكل أسرع.
- مرحلة ظهور الأعراض، تشبه أعراض الإصابة بداء الكلب أعراض الإنفلونزا، وقد تستمر لعدّة أيّام، ويأتي في مقدّمتها ارتفاع في حرارة الجسم أكثر من 38 درجة مئوية، وصداع في الرّأس، والتهاب الحلق، والسّعال، بالإضافة إلى الاستفراغ، والغثيان.
- المرحلة الحادة، تبدو الأعراض حادة، وتتمثّل في صعوبة التّنفس، ووخز في العضلات وتشنّجها، وإفراز الكثير من اللعاب نتيجة تأثير الفيروس في الجهاز العصبي للإنسان، والهلوسة والكوابيس، والأرق، والخوف من الضّوء والماء.
- مرحلة الموت، تتطوّر الأعراض حتّى يدخل المصاب في غيبوبة، وما إن يدخلها فإنّ الموت يحدث خلال ساعات، ومن النّادر أن يتعافى المصاب في هذه المرحلة المتقدّمة.
عوامل تزيد من الإصابة بالسّعار
توجد بعض العوامل لدى الكثير من الناس تزيد من خطر إصابتهم بالسّعار. ومن أبرز هذه العوامل:[٣]
- السّفر إلى البلدان النّامية.
- العيش في مناطق توجد فيها الخفافيش.
- العيش في مناطق ريفيّة يوجد فيها الكثير من الحيوانات البرّية.
- العيش في أماكن لا توجد فيها اللقاحات.
- التّخييم في أماكن فيها الحيوانات.
- العمر، رغم أنّ داء الكلب يصيب الأشخاص جميعهم على اختلاف أعمارهم، غير أنّه أكثر انتشارًا لدى البالغين من العمر 15 عامًا فما دون.
للوقاية من الإصابة بهذا الداء ينبغي الحصول على تطعيم السّعار قبل السّفر إلى البلدان النّامية، وترك مسافة بعيدة عند التعامل مع الحيوانات، وتلقيح الحيوانات الأليفة، ومنع تجوالها خارج أماكنها المخصصة، وتجنّب ملامسة الحيوانات البرية، ومنع الخفافيش من الدّخول إلى أماكن المعيشة، أو الحضور بالقرب منها، بالإضافة إلى إبلاغ الجهات المسؤولة عند وجود حيوانات مصابة، ولا بُدّ من الإشارة إلى أنّ حدوث ألم في مكان التطعيم وتورّم، والإحساس بصداع، وغثيان، وألم في المعدة يُعدّ أمرًا طبيعيًا، وهذه آثار جانبية لهذا اللقاح.