محتويات
الحمل
يحصل الحمل عندما تُخصِّب الحيوانات المنوية البويضة بعد إطلاقها من المبيض أثناء الإباضة ثم تنتقل إلى داخل الرحم ويحدث غرسها، وتكتمل عملية زرع البويضة الناجحة، مما يؤدي إلى الحمل، وفي المتوسط يستمرّ الحمل الكامل لمدة 40 أسبوعًا، وهناك العديد من العوامل التي تؤثر في الحمل، حيث المرأة التي تُشخّص بالحمل المبكّر وتُقدّم لها الرعاية قبل الولادة تتمتع بحمل سليم، وتلد طفلًا يتمتع بصحة جيدة؛ لذلك من المهم معرفة ما يُتَوَقّع خلال مرحلة الحمل الكاملة لمراقبة صحتَي الأم والجنين.[١]
تطور الجنين
يبدأ نمو الجنين بعد الحمل بوقت قصير، ثم تلاحظ الأم كيف ينمو الجنين، ويتطور خلال الأشهر الثلاثة الأولى من الحمل الى الولادة، وتُقسّم وفق ما يأتي:[٢]
- الأسبوعان الأول والثاني، يحدث الحمل بعد أسبوعين من تاريخ بدء آخر دورة شهرية، ولحساب موعد الولادة المحدد يحسب مقدم الرعاية الصحية الخاص بالأم 40 أسبوعًا مقدمًا من تاريخ بدء آخر دورة شهرية لها، وهذا يعني أنّه تُحسَب الدورة الشهرية في شكل جزء من الحمل، رغم أنّ الأم لم تكن حاملًا في ذلك الوقت.
- الأسبوع الثالث، يتّحد كلٌّ من الحيوان المنوي والبويضة في قناتَي فالوب ليشكّلا معًا وحدة واحدة تُدعى الزيجوت، وإذا انقسمت البويضة المخصبة قسمين فقد توجد لواقح متعددة، ويحتوي الزيجوت على 46 كروموسومًا؛ 23 منها من الأم و 23 من الأب، وتساعد هذه الكروموسومات في تحديد جنس الجنين وصفاته الجسمية، وبعد التخصيب ينتقل الزيجوت أسفل قناة فالوب باتجاه الرحم، وفي الوقت نفسه يبدأ بالانقسام لتكوين عنقود من الخلايا التي تشبه حبيبات التوت.
- الأسبوع الرابع، تبدأ الخلايا الانقسام بشكل سريع وتُعرَف باسم الكيسة الأريمية بالانغراس في بطانة الرحم، ويُطلَق على هذه العملية اسم الغرس، ويتشكّل الجنين داخل الكيسة الأريمية من المجموعة الداخلية من الخلايا، وتكوّن الطبقة الخارجية جزءًا من المشيمة التي تُغذّي الجنين طوال الحمل.
- الأسبوع الخامس، حيث مستويات الهرمونات التي ينتجها الجسم تزداد، إذ يتنبّه الكيسة الأريمية المبيض لإيقاف إطلاق البويضات وإنتاج المزيد من الإستروجين والبروجسترون، حيث زيادة مستويات الهرمونات توقف الدورة الشهرية، وغالبا ما يشكّل ذلك أوّل علامات الحمل، وتعزّز نمو المشيمة، ويتكوّن الجنين في هذه المدة من ثلاث طبقات؛ الطبقة العلوية الأديم الظاهر، التي تكوّن الطبقة الخارجية لجلد الجنين، والأجهزة العصبية المركزية والطرفية، والعينين، والأذن الداخلية، والطبقة الوسطى من الخلايا الأديم المتوسط التي تُكوّن قلب الجنين، ونظام الدورة الدموية البدائي، وهذه الطبقة من الخلايا أيضًا تكوّن عظام الجنين والأربطة والكلى والكثير من الجهاز التناسلي، أمّا الطبقة الداخلية من الخلايا الأديم الباطن هي المكان الذي تنشأ منه رئتا الجنين وأمعاؤه.
- الأسبوع السادس، يصبح النمو سريعًا خلال هذا الأسبوع، وبعد أربعة أسابيع فقط من الحمل يُغلَق الأنبوب العصبي بطول ظهر الجنين، وينمو الدماغ ونخاعه الشوكي من هذا الأنبوب، ويبدأ تكوّن القلب وأعضاء أخرى، وتنمو التركيبات الضرورية لنمو العينين والأذنين، وتظهر براعم صغيرة تتحوّل بعد مدة صغيرة إلى الذراعين، ويبدأ جسم الجنين اتّخاذ شكل انحناء كحرف C.
- الأسبوع السابع، يبدأ الدماغ والوجه بالنمو، وتصبح التجاويف التي تشكّل فتحات الأنف بارزة، وتبدأ الشبكية بالتكوّن، وتظهر براعم الأطراف السفلية التي ستكوّن الساقين، أمّا براعم الذراعين التي نبتت الأسبوع السادس فتأخذ شكل المضارب الصغيرة.
- الأسبوع الثامن، تتخذ براعم الجنين السفلية شكل المجاديف، وتبدأ الأصابع بالتشكل، وتظهر تورمات صغيرة تحدد الأجزاء المستقبلية للأذنين، وتظهر في شكل صدفة، وتصبح العينان ظاهرتين، وتتشكّل الشفة العلوية والأنف، ويبدأ الجذع والرقبة بالتقويم، وفي نهاية هذا الأسبوع يصبح طول الجنين 11 إلى 14 ميلليمترًا من رأسه إلى أردافه.
- الأسبوع التاسع، تنمو ذراعا الجنين ويظهر مرفقاه، وأصابع القدم، وشكل الجفون، ويكبر رأس الجنين، لكن ما زال ذقنه غير مكتمل، وفي نهاية هذا الأسبوع طول الجنين أقلّ بقليل من 16 إلى 18 ملليمترا من رأسه إلى أردافه في حجم العملة المعدنية الصغيرة.
- الأسبوع العاشر، يصبح رأس الجنين أكثر استدارة، ويستطيع ثني مرفقيه، وتصبح أصابع القدم واليد أطول، ويستمر الجفنان والأذنان الخارجيتان بالنمو، ويظهر الحبل السري بوضوح.
- الأسبوع الحادي عشر، حيث رأس الجنين يشكّل نصف طوله، ويُعدّ في هذا الأسبوع رسميًا أنّه جنين، ورأسه واسع، والعينان منفصلتان انفصالَا واسعَا، والجفنان مصهوران، وموقع الأذن منخفض، وتظهر البراعم للأسنان المستقبلية، وتبدأ خلايا الدم الحمراء التكوّن في كبد الجنين، وفي نهاية هذا الأسبوع تبدأ الأعضاء التناسلية للجنين النمو إلى قضيب أو بظر، وقد يبلغ طول الجنين 50 مليمترًا تقريبًا من الجمجمة إلى الأرداف، ويبلغ وزنه تقريبًا 8 جرام.
- الأسبوع الثاني عشر، تبدأ أظافر الجنين بالتشكّل، وتتّضح معالم وجه الجنين على نحو أكثر تطورًا، كما أنّ أمعاءه قد تشكّلت في بطنه، وقد يبلغ طوله 61 ملليمترًا تقريبًا من الجمجمة إلى الارداف، ويبلغ وزنه نصف أوقية 14 جرامًا.
تطور الجنين في الثلث الثاني
يبدأ الثلث الثاني من الحمل في الأسبوع 13 في نهاية المرحلة الجنينية، ويبلغ طول الجنين ما يقارِب 80 مليمترًا ويزن 31 غرامًا بمجرد انتهاء هذه المرحلة، وفي الأسبوعَين الثاني عشر وحتى الرابع عشر يبدأ الجنين الامتصاص، والبلع، والتحرك داخل الرحم، على الرغم من أنّه قد يصبح من المبكّر جدًا الشعور بهذه الحركات، ينمو الجنين إلى 152 مليمترًا خلال هذين الأسبوعين، ومع نمو عضلات الجنين تبدأ ملاحظة الحركة خلال الأسابيع من 15 إلى 18، كما أنّه في الوقت نفسه تقريبًا يتطور جلد الجنين إلى مادة بيضاء تُسمّى بطلاء جبني، التي تحمي البشرة من السائل الأمنيوسي، ويبدأ الجنين إجراء حركات الوجه داخل الرحم، وقد تؤخذ لمحة عن الجنين أنّه يبتسم ترى عبر الموجات فوق الصوتية ثلاثية الأبعاد، وتتطور الأذن الوسطى للجنين في الأسبوع 20، ومع هذا التطور يسمع الجنين صوت دقات قلب والأم وصوت كلامها، وخلال الأسابيع الأخيرة من المرحلة الثاني من الحمل تبدأ الدهون بالنمو على جلد الجنين، وتصبح أعضاؤه الرئيسة؛ مثل: الكبد، والبنكرياس أقوى، وفي نهاية 24 أسبوعًا يبلغ طول الجنين 254 مليمترًا إلى 280 مليمترًا، ويزن 1 باوند.[٣]
تطوّر الجنين في الأشهر الثلاثة الأخيرة
في هذه المرحلة الأخيرة يتعرّض جسم الأم للكثير من التغييرات؛ مثل: زيادة الوزن، وحرقة في المعدة، ومشكلة في النوم، ورغم أنّ الحامل قد تشعر بعدم الارتياح أحيانًا، غير أنّها تشعر بالدهشة والإعجاب إزاء تقدّم الجنين وتطوره، ويبدأ الثلث الأخير من الحمل بعد 25 أسبوعًا من الحمل لتظهر أعضاء الجنين جميعها قد تطورت، وتزداد الحركة داخل الرحم خلال الشهرين، وأحيانًا قد يبدو الأمر كما لو كانت الأم تتعرض للكم والركل في المعدة، لكنّ هذا مجرد استكشاف الجنين لبيئته.
والرئتان لم تتطورا بالكامل في المراحل المبكرة من الثلث الثالث من الحمل، وقد يزن الطفل 4 أرطال، ويقدر على التعرف إلى التغييرات في الصوت، ويحيط به الظلام لكنّه يكتشف الأضواء الساطعة من خارج الرحم، وتتطور الرئتان تمامًا بعد 28 أسبوعًا أو سبعة أشهر، وبين الأسبوعين 31 و 34 بعد الحمل يبدأ الجنين التحضير للولادة وينتقل تدريجيًا إلى وضع الرأس لأسفل، وفي هذه المرحلة ينمو بسرعة خلال الأسابيع الأخيرة، وقد تلاحظ الأم حركة أقل، وبما أنّ حجمه يزداد كل يوم؛ فإنّه لا توجد لديه مساحة كبيرة في الرحم للتنقل، فتقلّ حركة الجنين، لكن إذا وُجِدَت لدى الأم مخاوف فلا تتردد في الاتصال بطبيبها.
تبدأ الأسابيع الأخيرة من المرحلة الثالثة من 35 إلى 38 أسبوعًا من الحمل؛ أي ما بين 37 إلى 40 أسبوعًا منذ آخر دورة للأم، وتتطوّر أعضاء الجنين بشكل كامل، وينضج الجنين تمامًا، ويتحدث الولادة في أيّ يوم، وفي هذه المرحلة من التطور قبل الولادة يبلغ طول الجنين من 483 مليمترًا إلى 508 مليمتر، ويزن ما بين 6 إلى 10 أرطال، إذ إنّ الأم على وشك ولادة الطفل عند تكثّف تقلصات المخاض حدوثها كلّ خمس دقائق.[٣]
مضاعفات الحمل
تعاني الأم أو الجنين من مشاكل مَرَضية أثناء الحمل أحيانًا، وتساعد الرعاية الجيدة قبل الولادة والاختبار في منع حدوث بعض مضاعفات الحمل، والكشف عنها، والتحكم بها. ومن هذه المشاكل ما يأتي[٤]:
- فقر الدم.
- نزيف أثناء الحمل.
- تسمم الحمل.
- المخاض المبكّر.
- أعراض الاجهاض.
- الحمل خارج الرحم.
- المشيمة المنزاحة.
المراجع
- ↑ Holly Ernst, PA-C Kristeen Cherney, Kathryn Watson, and Karen Lamoreux (28/2/2019), "What Do You Want to Know About Pregnancy?"، www.healthline.com, Retrieved 21/11/2019. Edited.
- ↑ mayoclinic staff (12/7/2017), "Pregnancy week by week"، www.mayoclinic.org, Retrieved 21/11/2019. Edited.
- ^ أ ب Karen Richardson Gill, MD, FAAP Valencia Higuera (12/6/2014), "Prenatal Development"، www.healthline.com, Retrieved 21/11/2019. Edited.
- ↑ WebMD Medical Reference (3/7/2018), "Pregnancy Complications"، www.webmd.com, Retrieved 21/11/2019. Edited.