محتويات
دوافع تطور العلوم في العصر العباسي الأول
كثير من الدوافع في الدولة العباسية مضت قدمًا بالحركة العلمية فيها، ومن هذه الدوافع ما يأتي:
- إشاعة حب العلم والتعلم تحت ظل الحكم الإسلامي، فقد أوجب الإسلام على المرء أن يتعلم ويتفقه في شؤون دينه ودنياه ليحقق الغاية المرجوة من وجوده في الاستخلاف بالأرض.
- الرغبة في الرقي بالدولة العباسية وإرساء قواعدها الراسخة، فقد تنبه الخلفاء إلى أن العلم من أهم دعامات قيام الدول.
- الشعور بالانتماء للدولة عند الشعب عامة والعلماء خاصة وهو الدافع الذي كان يحركهم لبذل قصارى جهدهم والوصول لنتائج علمية جديدة دائمًا لرفعة الدولة.
- تنافس الولايات بعضها بين بعض في الآداب والعلوم لإثبات وجودهم وأحقيتهم.
- حب العلم الذي تنعم به الخلفاء أنفسهم في بيت الخلافة قبيل إدارتهم لشؤون البلاد، مما جعل منهم علماء بذواتهم كالخليفة أبو جعفر المنصور الذي عُرف عنه أنه كان عالمًا محبًا شغوفًا بالعلم، وقد أسس في قصره مكتبة حوت ما يقارب 400 ألف كتاب من أمهات الكتب.[١]
أسباب تطور العلوم في العصر العباسي الأول
لتطور العلوم في الدولة العباسية أسباب متعددة أهمها ما يأتي:[٢]
- الدعم المادي المبذول من قِبل الخلفاء لكل عالم متميز في الدولة العباسية، وما كان يقدم إليهم من عطايا جزيلة وتقريب من بيت الخلافة.
- الاهتمام الذي أبداه العلماء في سبيل تطوير العلوم.
- تأسيس بيت الحكمة الذي عُني بجمع الكتب من الثقافات المختلفة وترجمتها للعربية الأمر الذي سهل على العلماء العرب أخذ العلوم عن الحضارات الأخرى والاستفادة منها وتطويرها.
- إرسال البعثات العلمية إلى مختلف البلدان للاطلاع على علومها وثقافاتها وإثراء بلاد العرب بها، كما كان الخلفاء العباسيون يتكفلون بكل مصاريف وإقامة هذه البعثات منذ لحظة خروجهم وحتى عودتهم.
- تمازج الحضارات والثقافات وتنوعها داخل المجتمع العباسي مما أسهم في دخول العلوم الجديدة للعرب.
- ازدهار حركة الترجمة في العصر العباسي والتي بذل الخلفاء العباسيون في سبيلها الغالي والنفيس، فقد كانوا يشترون الكتب من بلادها الأعجمية بمبالغ طائلة في سبيل ترجمتها، وقد عمد المأمون في خلافته إلى استبدال الجزية بالكتب في الدول المجاورة.
- الحالة الاقتصادية الجيدة التي شهدها المجتمع العباسي عامة مما ساهم في تركيز الناس على العلم والتعلم.
- الرغبة الحقيقية عند بعض معلمي الكتاتيب وعلوم القرآن المختلفة في إيصال العلوم الشرعية للطلاب.
- المتابعة الدائمة من دار الخلافة العباسية لكل من يبزغ نجمه في حلقات المساجد العلمية، فقد كان يستدعى مباشرة إلى الخليفة ليهتم بأمره بشكل خاص.
- الدور الريادي الذي حملته المساجد على عاتقها في تدريس العلوم الدينية والدنيوية، فقد كان المسجد هو البؤرة الأولى التي خرج منها معظم العلماء في ذلك العصر.
- الاستقرار السياسي الذي بدأت الدولة العباسية بمعايشته مما ساهم في إشاعة الأمن والاطمئنان، فقد أرسى أبو جعفر المنصور أركان الدولة ورسخها وفتح للعلماء فيها مجالات للتفكير الحر بما أشاعه من عدالة ومساواة بين الرعية.
نتائج تطور العلوم في العصر العباسي الأول
شهدت الدولة العباسية في كل أرجائها نتائج تطور العلوم المختلفة فيها، ومن أبرز هذه النتائج ما يأتي:[٣]
- الترف المادي الذي انتشر في كل أرجاء الدولة العباسية تقريبًا.
- التعايش الحضاري بين كل الأديان والطوائف والثقافات داخل حدود الدولة العباسية.
- الانفتاح والتحرر الفكري المتحضر الذي ساد المجتمع العباسي.
- انتشار دور العلم والمدارس والمكتبات في كل أرجاء الدولة العباسية.
- تعليم الفتيات علوم القرآن والفقه.
- انتشار صناعة الورق.
- التحسن الملحوظ في الوضع الاقتصادي للدولة العباسية حيث كانت محطًا للشعوب حولها، وكانوا يقصدونها للسياحة العلمية أو العلاجية أو غيرها.
- التنوع في العلوم الذي شهده المجتمع العلمي العباسي نتيجة إقبال العلماء على تعلم أكثر من علم واحد.
- إنشاء الدور العلمية التي تعتبر أشبه بالصالونات الأدبية والعلمي في زماننا الحاضر لتكون مكانًا جيدًا يلتقي فيه العلماء والأدباء للمناقشة في علومهم وآدابهم.
- حماية الحرية الفكرية التي أبداها الخلفاء في مجالسهم العلمية التي كانوا يعقدونها بشكل دوري.
المراجع
- ↑ طائف كمال الأزهري، الحركة العلمية والأدبية في دار الخليفة العباسي، صفحة 4-10. بتصرّف.
- ↑ محمد حسان عبيد، المراكز العلمية في المشرق الإسلامي ودورها الحضاري في العصر العباسي الأول، صفحة 100-214. بتصرّف.
- ↑ شوقي ضيف، العصر العباسي، صفحة 100-109. بتصرّف.