تطور اللغة العربية

كتابة:
تطور اللغة العربية

اللغة العربية

تعدّ اللغة العربية واحدةً من اللغات السامية المعروفة منذ القدم، وقد كانت لغة عاد، وثمود، وجدّيس وجرُهم، وكانت منتشرة في اليمن والعراق، ووصلت إلى ذَروة النضج عندما استقرّت في الحجاز، وإلى ذروة عزّها ورِفعتها عندما أصبحت لغة الدين الإسلاميّ؛ فبها نزل القرآن الكريم لتُصبح ضرورةً لكلّ مسلم ليتمكّن من تأدية شعائره الدينية وتلاوة القرآن الكريم. تجدر الإشارة إلى أنّ هناك حوالي سبعمائة مليون مُسلم يتكلّمون اللغة العربية في العالم.[١]


تطوّر اللغة العربية

كانت اللغة العربية تكتب غير منقوطة وغير مشكولة بالحركات حتى منتصف القرن الأول الهجريّ، فعندما دخل أهل الأمصار في الإسلام واختلط العرب بهم، ظهر الخوف على القرآن الكريم من التحريف، فتوصّل أبو الأسود الدؤَليّ إلى طريقة لتشكيل كلمات المصحف، فوضع نقْطة فوق الحرف لتدلّ على الفتحة، ونقْطة تحته لتدلّ على الكسرة، ونقطة على شِماله لتدلّ على الضَمة، ونقطتين فوقه، أو تحته، أو عن شماله لتدلّ على التَنوين، وترك الحرف الساكن دون نقاط، ولكن هذا التشكيل لم يكن يُستخدم إلا للقرآن الكريم.[٢]


وفي القرن الثاني الهجري قام الخليل بن أحمد بوضع طريقة أخرى، فوضع ألفاً صغيرة فوق الحرف لتدلّ على الفتحة، وياء صغيرة تحت الحرف لتدلّ على الكسرة، وواواً صغيرة فوق الحرف لتدل على الضمة، وكان يكرر الحرف مرتين في حال التنوين، ومن ثمّ تطورت هذه الطريقة للشكل المتعارف عليه اليوم، أمّا تنقيط الحروف فتمّ في عهد عبد الملك بن مروان، حيث قام عاصم الليثيّ، ويحيى بن يعمر العدواني، بترتيب الحروف بشكل هجائيّ، وتركا الترتيب الأبجدي، وقد دخلت اللغة العربية العالمية في الثلث الأخير من القرن الأول الهجري، عندما انتقلت مع الإسلام إلى المناطق المجاورة للجزيرة العربية، حيث أصبحت لغة رسمية في تلك المناطق، وأصبح استخدامها يدلّ على الرقيّ والمكانة الاجتماعيّة، وقبل نهاية العصر الأُمويّ دخلت اللغة العربية مجال التأليف العلميّ بعد أن كان تراثها مقتصراً على الشعر.[٢]


نشأة اللغة العربية

ظهرت اللغة العربية منذ أكثر من ألف عام، ويُعتقد أنها نَشَأت في شبة الجزيرة العربية وكان أول من تحدث بها قبائل بدوية تسكن في الحدود الشمالية الغربية في السعودية، وهي واحدة من اللغات السامية، مثل: اللغة الأكدية والعبرية في الشمال، والآرامية والسريانية في الشرق والغرب، والحبشة في الجنوب، واللغات القبطية والفينيقية في لبنان، أما في الوقت الحالي انقرض عدد كبير من هذه اللغات بسبب انتشار اللغة العربية بشكل كبير، وكان السبب الرئيسي لانتشار اللغة العربية هو تنقل القبائل البدوية من مكانٍ لآخر، بالإضافة لزواج العرب من السكان الأصليين للأماكن التي يزورونها، وأيضاً كان للفتوحات العربية في القرن السابع الميلادي دوراً كبيراً في انتشارها.


سمات اللغة العربية

هناك العديد من المميزات التي تتميز بها اللغة العربية عن باقي اللغات، ومن أبرزها:[٣]

  • هي لغة القرآن الكريم ولغة الحديث الشريف.
  • هي لغة الضاد، وهي اللغة الوحيدة في العالم التي تشتمل على هذا الحرف.
  • تتسم بالقوة والصلابة والمفردات التي لا يمكن أن تجدها في أية لغة أخرى، حيث تتوزع الحروف فيها على مخارج الشفتين من أعلى ومن أسفل، مشكّلة ترانيم قلما تسمعها في باقي اللغات.
  • تحتوي على ثمانية وعشرين حرفاً، وهي بهذا تعتبر من أقل لغات العالم من حيث عدد الحروف.
  • تتميز بأنها تكتب من جهة اليمين إلى اليسار، وهذا يختلف عن باقي لغات العالم التي تكتب من اليسار لليمين عدا اللغة الفارسية.
  • يتم الاحتفال في كلّ عام في الثامن عشر من شهر كانون الثاني في يوم يطلق عليه "اليوم العالميّ للغة العربيّة"، فقد وافقت منظّمة الأمم على اعتماده للاحتفال به، حيث إن اللغة العربية تعتبر من اللّغات الستّ الرسميّة المعتمدة حول العالم.

المراجع

  1. أحمد الباتلي (1412 هـ)، أهمية اللغة العربية ومناقشة دعوى صعوبة المحو (الطبعة الأولى)، الرياض: دار الوطن للنشر، صفحة 9-10.
  2. ^ أ ب راغب السرجاني (6-8-2008)، "اللغة العربية"، www.islamstory.com، اطّلع عليه بتاريخ 18-3-2018. بتصرّف.
  3. د.محمود السيد، من سمات اللغة العربية ولطائفها، صفحة 18,19,20. بتصرّف.
5856 مشاهدة
للأعلى للسفل
×