تنمو الذات منذ مرحلة الطفولة وتعد المتابعة (لاكتشاف الذات وتحقيقها) التي تبدأ مع حركة الرضيع من الأمور المهمة لنموها. اليكم كيف يتم هذا النمو وكيف يتعزز مفهوم المرء عن ذاته:
لابد لنا لفهم المراهق من معرفة مظاهر سلوكه دون أن ننسى رغبته في إثبات ذاته المستقلة.
والذات من الأمور الهامة لفهم المراهق لأنها هي مصدر سلوكه وتفاعله مع محيطه.
والذات مكونة من عدد من الحالات النفسية والانطباعات والمشاعر كما أنها تشمل إدراك المراهق لنفسه وتكوين انطباعاته عن جسمه وصورته عن مظهره وإمكاناته ودوره الذي يحققه في المكان الذي يعيش فيه.
نمو الذات:
تنمو الذات منذ مرحلة الطفولة وتعد المتابعة (لاكتشاف الذات وتحقيقها) التي تبدأ مع حركة الرضيع من الأمور المهمة لنموها.
فالطفل الذي يبدأ حياته وهو مشدود إلى الأم يحاول في نفس الوقت تأكيد ذاته ويبذل جهوده لإقامة وجوده واستقلاله عن أمه وأن يكون قادراً على إبداء رغباته الخاصة وعلى تأكيد مطالبه واهتماماته.
وتزداد رغبة الفرد نحو الاستقلالية بازدياد قدرته على تحقيق مطالبه بنفسه وعلى التمييز بين رغبات الآخرين ورغباته.
ويعد ما يبديه الطفل في السنتين الأولتين من مظاهر الخجل أو الاعتزاز العلامات الأولى لظهور مفهوم الذات.
ويتعزز مفهوم المرء عن ذاته بالأمور التالية:
- ازدياد قدرته على تذكر الماضي.
- توقع المستقبل.
- تخيل الفعل قبل حدوثه.
إذ أن ظواهر التذكر والتخيل وتوقع الأمور في المستقبل تساعد الفرد على التفكير المستقل للتوصل إلى نتائج أفعاله الخاصة به والتي تحقق إرادته مما يؤدي إلى تعزيز تحقيق ذاته.
أثر اتجاهات الآخرين نحو الفرد في تشكيل اتجاهاته نحو ذاته:
تتأثر اتجاهات المرء نحو ذاته بالاتجاهات التي يبديها الآخرون نحوه منذ طفولته المبكرة ويتوقف تقبل الطفل لذاته على تقبل الآخرين له. فإن أحبه الآخرون وتقبلوه وأعطوه الحق في أن يفعل ما يحلو له فإنه من السهل عليه تكوين اتجاهات إيجابية نحو ذاته.
ولا تؤثر اتجاهات الآخرين من الفرد في تكوين الاتجاه نحو ذاته على مرحلة الطفولة فقط بل يمتد إلى مراحل الحياة كلها وخاصة منها مرحلة المراهقة. ففي فترة المراهقة يكون المراهق حساساً جداً فيما يتعلق بشخصيته واهتماماته التي تظهر لأول مرة في المراهقة.
تقبل الذات ورفضها:
من دخل في فترة المراهقة متقبلاً لذاته فإنه يكون قد تعلم منذ صغره أن يتقبل ذاته. والمراهق الذي يتقبل ذاته يتقبل مجابهة الحياة ببعديها السلبي والإيجابي بكل واقعية، كما أنه يشعر بقدرته على فعل ما يراه ملائماً دون أن يتردد. ويجد المراهق المتقبل لذاته أن له الحق في أن يتكلم، يعيش، يستخدم طاقاته وينمي اهتماماته دون الإحساس بأي خوف أو ندم على ما يفعل. والمتقبل لذاته إضافة إلى ما ذكر فإنه إنسان عفوي يمتلك القدر الكافي من الحرية الداخلية التي تمكنه من المغامرة والجرأة وممارسة ما يحب بكل حرية وأن يتمتع بالأشياء.
أما الرافض لذاته فهو نقيض المتقبل لها غير مرتاح لنفسه يلومها دائماً ولا يكن لها أي قيمة حتى أنه يكرهها. ولرفض الذات دلائل منها أن المراهق دائماً يقلل من أهمية ما يحققه من نجاح، يشك في قدراته، وعديم الثقة بالآخرين من حوله. غير أنه لا علاقة لرفض الذات بنقدها أو بتقليل نقد الآخرين لها.
والواقع أن المتقبل لذاته أيضاً ينتقدها ويتساهل في سماع انتقاد الآخرين لها.