تعاطي المخدرات الأسباب والعلاج من وجهة نظر نفسية

كتابة:
تعاطي المخدرات الأسباب والعلاج من وجهة نظر نفسية

تعاطي المخدرات

هو إساءة الاستخدام المتعمّد إمّا للعقاقير المشروعة أو غير المشروعة لغرض التّرفيه أو الضرورة، وتظهر نِسب تَعاطي المخدّرات نمطًا عدديًا ثابتًا، لكن عدد مدمني المخدرات لا يزال هائلًا، والمخدّرات الرّئيسة لدى مُتعاطي المخدّرات هي الهيروين والماريجوانا، ولكن يظهر أن العقاقير المصمّمة في ازدياد، وتشمل الأدوية الأكثر شيوعًا التي يتم إساءة استخدامها المنشطات والأفيونيات والبنزوديازيبينات ومضادّات الهيستامين، لكن على الرّغم من أن التقارير قد أشارت إلى ارتفاع معدّل إساءة استخدام العقاقير بين الشباب، إلّا أن القليل منها قامت بتقييم النتائج السلبية أو الاهتمام بالتدخل العلاجي لتعاطي المخدرات، وعلى الصعيد العالميّ، وصل الاستخدام إلى أعلى مستوى له على الإطلاق، وأظهرت الدراسات أن الذكور هم أكثر من يتعاطون المخدرات مقارنة بالإناث، إن نسبة تعاطي المخدرات لدى طلاب التعليم الخاص هي أكثر مقارنة بالقطاع الحكومي، ويعاني الناس من جميع الأعمار من النتائج الضارة لتعاطي المخدرات والإدمان، وقد يولد الأطفال المعرّضون للمخدرات في الرحم قبل وقت الولادة ويعانون من نقص الوزن.[١]

أسباب تعاطي المخدرات من وجهة نظر نفسية

هناك عوامل متعدّدة يمكن أن تعد أسبابًا رئيسة لتعاطي المخدّرات عند الشباب، بما فيها الاكتئاب والقلق والفصام، وكذلك اضطراب الشخصية مثل اضطراب الشخصية السيكوباتية، أو الشخصية المُعادية للمجتمع، وعلى الرغم من اعتبار تعاطي المخدّرات اضطرابًا في الشخصية، إلا أنّه قد يُنظر إليه أيضًا على أنه وباء عالميّ مع تأثيرات وراثية وفيزيولوجية وتأثيرات بيئية متطورة للسيطرة على السلوك البشري والتأثير عليه، وكذلك للشعور بالرضا، إذ تنتج معظم الأدوية التي يتم تعاطيها أحاسيس شديدة من المتعة، ويتبع هذا الإحساس الأولي بالنشوة آثارًا أخرى تختلف باختلاف نوع الدواء المستخدم، على سبيل المثال، مع المنشطات مثل الكوكايين، يتبع تعاطي المخدرات مشاعر من القوة والثقة بالنفس وزيادة الطاقة، في المقابل، فإن النشوة التي تسببها المواد الأفيونية مثل الهيروين تتبعها مشاعر الاسترخاء والرضا، والشعور بالتحسن النفسي، ويبدأ بعض الأشخاص الذين يعانون من القلق الاجتماعي والاضطرابات المرتبطة بالتوتر والاكتئاب في تعاطي المخدرات في محاولة لتقليل الشعور بالضيق، يمكن أن يلعب الإجهاد دورًا رئيسًا في بدء تعاطي المخدرات، أو استمرارها أو الانتكاس في المرضى الذين يتعافون من الإدمان، يشعر بعض الأشخاص بالضغط من أجل تحسين أدائهم المعرفيّ أو الرياضيّ أو تحسين أدائهم الكيميائي، والذي يمكن أن يلعب دورًا في التجارب الأولية واستمرار تعاطي العقاقير مثل المنشطات الطبية أو المنشطات الأندروجينية.[٢]

في هذا الصّدد، يعدّ الأفراد في فترة المراهقة أكثر عرضة للخطر بشكل خاص بسبب التأثير القويّ لضغط الأقران والأصدقاء، فالمراهقون أكثر عرضة من البالغين للانخراط في سلوكيّات خطرة أو جريئة لإقناع أصدقائهم، والتعبير عن استقلاليتهم عن القواعد الأبوية والاجتماعية، وإذا ما كان تعاطي المخدرات يجعل الناس يشعرون بتحسن فالسؤال المهم هنا هو: لماذا يعدّ خطِرًا على حياة الناس؟، والجواب هو أنّه عندما يستخدمون الدواء لأول مرة، قد يدرك الناس ما يبدو أنه آثار إيجابية؛ وقد يعتقدون أيضًا أنهم يمكنهم التحكم في استخدامهم، لكن ومع ذلك، يمكن للعقاقير أن تسيطر بسرعة على حياة الأفراد، بمرور الوقت، إذا استمرّ تعاطي المخدرات، تصبح الأنشطة الممتعة الأخرى أقل متعة، ويصبح تناول الدواء ضروريًا ليشعر المستخدم بأنه طبيعي، قد يبحث الأفراد عن المخدّرات ويتعاطونها بشكل إلزاميّ على الرغم من أنها قد تسبب مشاكل هائلة لأنفسهم وأحبائهم، وقد يشعر بعض الأشخاص بالحاجة إلى تناول جرعات أعلى أو أكثر تواترًا، حتى في المراحل الأولى من تعاطيهم المخدرات، وهذه العلامات هي العلامات المنبهة عن الإدمان.[٣]

علاج تعاطي المخدرات من وجهة نظر نفسية

إنّ تعاطي المخدرات يمكن أن يبطِئ النمو العقلي للطفل ويؤثر على السلوك في وقت لاحق من الحياة، أما المراهقون فسيكون انتاجهم الأكاديمي أضعف، وقد يتسربون من المدرسة، إنّهم معرّضون لخطر الحمل غير المخطط له والعنف والأمراض المعدية، وغالبًا ما يعاني البالغون الذين يتعاطون المخدرات من مشكلات في التفكير بوضوح والتذكر والانتباه، وغالبًا ما يطوّرون سلوكيات اجتماعية ضعيفة نتيجة لهذا، غالبًا ما يعني تعاطي الآباء للمخدرات منازل فوضوية ومليئة بالضغوط النفسية، بالإضافة إلى إساءة معاملة الأطفال وإهمالهم، هذه الظروف تضر برفاه ونمو الأطفال في المنزل وقد تمهد الطريق لتعاطي المخدرات في الجيل القادم، وتظهر دراسات تصوير الدماغ بالأشعة المقطعية للأشخاص الذين يعانون من الإدمان تغييرات جسدية في مناطق الدماغ التي تعدّ حاسمة بالنسبة للحكم وصنع القرار والتعلم والذاكرة والتحكم في السلوك، يعتقد العلماء أنّ هذه التغييرات تغير طريقة عمل الدماغ، وقد تساعد في تفسير السلوكيات القهرية والمدمرة للإدمان.[٤]

وهناك العديد من أنواع العلاجات لمدمني المخدرات ولكن من أهمها العلاج المنزلي بنوعَيْه الطويل والقصير الأمد، إذ يوفّر العلاج المنزلي طويل الأمد الرعاية على مدار 24 ساعة في اليوم، بشكلٍ عامّ في الأماكن التي لا توجد فيها المستشفيات، مع فترات إقامة مخطط لها تتراوح بين 6 و 12 شهرًا، ويُنظر إلى الإدمان في سياق العجز الاجتماعي والنفسي للفرد، ويركز العلاج على تطوير المساءلة والمسؤولية الشخصية وكذلك الحياة المنتجة اجتماعيا، ويكون العلاج منظّمًا للغاية، ويمكن أن يكون تَصادميًا في بعض الأحيان، مع أنشطة مصمّمة لمساعدة السكان على فحص المعتقدات الضارة ومفاهيم الذات والأنماط المدمرة للسلوك وتبنّي طرق جديدة وبنّاءة وأكثر تناغمًا للتفاعل مع الآخرين، ويقدم العديد من المساهمين الأساسيين في العلاج خدمات شاملة، والتي يمكن أن تشمل التدريب الوظيفي وخدمات الدعم الأخرى، وتظهر الأبحاث أنه يمكن تدريب المساهمين الأساسيين في العلاج للمساهمة في علاج الأفراد ذوي الاحتياجات الخاصّة كالإدمان، بما في ذلك المراهقون والنساء والمشرّدون والأشخاص الذين يعانون من اضطرابات عقليّة شديدة والأفراد في نظام العدالة الجنائيّة.[٥]

أمّا العلاج قصير الأمد فيتم من خلال توفّر البرامج السكنية العلاجية المكثفة، ولكنّه قصير نسبيًا بناءً على منهج معدّل من 12 خطوة، ويتم تصميم هذه البرامج في الأصل لعلاج مشاكل الكحول، ولكن تم تعديلها لعلاج تعاطي الكوكايين في منتصف الثمانينيات، وقد بدأ استعماله في علاج أنواع أخرى من اضطرابات تعاطي المخدرات، ويتألف إنموذج العلاج المنزلي الأصلي من مرحلة علاج المرضى الداخليين في المستشفى لمدة 3 إلى 6 أسابيع متبوعة بالعلاج الخارجي الممتد، والمشاركة في مجموعة المساعدة الذاتية، بعد الإقامة المنزلية والخضوع لبرامج العلاج المنزلي، ومن المهم أن يظل الأفراد منخرطين في برامج العلاج في العيادات الخارجية أو برامج الرعاية اللاحقة، وتساعد هذه البرامج على تقليل خطر الانتكاس بمجرد مغادرة المريض للبيئة العلاجية.[٥]

المراجع

  1. "Drug_abuse_among_the_students", www.researchgate.net, Retrieved 2020-05-17. Edited.
  2. "Drugs, Brains, and Behavior The Science of Addiction", www.drugabuse.gov, Retrieved 2020-05-17. Edited.
  3. Jyotika Singh, Pradeep Gupta, "Drug Addiction: Current Trends and Management", www.researchgate.net, Retrieved 2020-05-17. Edited.
  4. Surya R Niraula, D B Chhetry, Girish K Singh, et al (2006-10-01), "Role of rehabilitation centres in reducing drug abuse problem in a town of Eastern Nepal", www.researchgate.net, Retrieved 2020-05-17. Edited.
  5. ^ أ ب "Principles of Drug Addiction Treatment: A Research-Based Guide", www.drugabuse.gov, Retrieved 2020-05-17. Edited.
4837 مشاهدة
للأعلى للسفل
×