تعبير عن أسس الحياه الطيبة

كتابة:
تعبير عن أسس الحياه الطيبة

الحياة الطيبة مقصد سامي

الأصل في حياة الإنسان أنْ تكون حياةً طيبةً مبنيةً على أسس الفطرة السليمة التي خلق الله تعالى عباده عليها؛ لهذا فإنّ الحياة الطيبة هي الحياة التي يبتغي صاحبها الخير في كلّ شيء، ويتجنب فعل الشرّ والسوء، ويكون حريصًا قدْر الإمكان على أنْ يُمضي حياته في طاعة الله تعالى، وكأنّها شجرة مُثمرةٌ تُعطي أطيب الثمر.

الحياة الطيبة تعني أن يكون المرء متسلحًا بالأخلاق قولًا وفعلًا، ولا يرضى بأنْ يكون سببًا في الضيق لأي أحد، وأنْ يسعى بكلّ ما فيه إلى الإصلاح وفعل المعروف والنّهي عن المنكر، لتحقيق الحياة الأقرب إلى المثالية والجمال والخير المبني على طيبة القلب.

الحياة الطيبة طمأنينة وسكون

الحياة الطيبة طمأنينةٌ وسكون، فهي تغمر قلوبنا بمشاعر رائعةٍ مغلّفةٍ بالحب الكبير، ونشعر وكأنّنا في أمنٍ وأمان لا نحمل همّ الغد ولا نُفكر فيما مضى؛ لأنّ الحياة الطيبة تُعلّمنا أنْ نكون دومًا راضين بما لدينا، ونحبّ الخير للناس ولا نمشي في دروب الشر، فهي خير صديق ومعلّم لنا، فحاولوا أنْ تنعموا بفضائلها.

الحياة الطيبة تُعطينا استقرارًا عاطفيًا عظيمًا لأنّها تجعلنا مشغولين بأنفسنا دون غيرنا، فلا نحسد ولا نتمنى الشر لأحد، ولا نسعى في الفتنة أو افتعال المشكلات، ونظلّ في منأىً عن الكثير من الأشياء التي تُسبّب ضنك العيش، فالحياة الطيبة حياةٌ وادعةٌ مليئةٌ بالفرح مثل نبع الماء الصافي.

الحياة الطيبة مثل الوردة الجميلة التي تنثر عبيرها علينا، وتجعلنا نشعر بأنّ الحياة رائعةٌ فيها ما يستحق العيش لأجله، وهي مثل الشجرة الطيبة التي تنغرس جذورها بعمق في تربة صالحة، وأغصانها تُطاول عنان السماء، وثمارُها طيبة رائعة، فهي جنتكم في الحياة الدنيا.

هذا كلّه يجعلنا نُحارب الشرور كي نصل إلى الحياة المثالية الطيبة التي تُشبه ابتسامة الطفل الوليد، فالحياة الطيبة تمنح الجسد صحةً وعافيةً وتمنح الروح شعورًا بالخفة والروحانية وكأنّها تحلق في الأعالي بين السحاب، لا تحمل همًّا ولا غمًّا، ولا تلتفت إلى صغائر الأمور التي لا تفيد وتتجاوزها، فاسعوا إليها بكلّ قوتكم.

كلّ إنسانٍ فينا يتمنى أنْ تكون حياته طيبة في جميع جوانبها، وهذا كلّه يأتي بمجاهدة النفس على ترك الآثام والمعاصي، وأن يكون القلب مُعلقًا بالله تعالى، وأنْ نسعى للإصلاح بين الناس ومنحهم مساحةً من الأمان والحب والوئام، وأنْ نكون مثل الذهب الذي لا يصدأ، فلا تُضيّعوا فرصةَ أنْ تعيشوا حياةً طيبةً من بين أيديكم.

علينا أنْ نكون طيّبين وأن نزرع التفاؤل في النفوس وندفعها للنجاح والتقدم والازدهار دائمًا، وأنْ ننشغلَ بالتفوق الذي يُسهم في رفعة المجتمع وتقدّمه، لأنّ الحياة الطيبة سلّم النجاح، فاصعدوا هذا السلم كي تفوزوا.

الحياة الطيبة تعقبها آخرة طيبة

في الختام، الحياة الطيبة مفتاح الوصول إلى الجنة، وتعقبها آخرةٌ طيبة، لأنّ كلّ ما فيها من خير نيّته خالصة لله تعالى في جميع نواحيها، ومن يعيش حياة طيبة لا يكون وقته متاحًا إلّا لفعل الخيرات، والسعي في كلّ ما هو مفيد للمجتمع والناس، تمامًا مثل زراعة الأمل في تربة طيبة.

بالحياة الطيبة يكون المجتمع سليمًا معافًى في أخلاقه وسمعته ونواياه، ويكون أفراد المجتمع مثالًا وقدوةً في كلّ ما هو جميل، وبهذه الطريقة يضمن الإنسان أنْ تكون آخرته طيبة وسيئاته وذنوبه مغفورة، لأنّ الله تعالى وعَد عباده الصالحين المُصلحين الذين يسعون في الخير بجنةٍ ثمارُها طيّبة.

3580 مشاهدة
للأعلى للسفل
×