الأب هو قدوة لأبنائه
الأب هو السند والقدوة لأبنائه، فالرجل والمرأة في الحياة لهما دورٌ معينٌ يتميزان به، فعندما يتزوجان ويُنجبان الأطفال، فإنّ الرجل يتحول إلى أبٍ والمرأة تصير أمًا، ولا بد من تكامل دوري الأم والأب حتى يُنتجا جيلًا وأطفالًا سليمين لاحتياجهم لما تُوفره الأم من حنانٍ وما يُوفره الأب من أمان.
يُعد الأب أو الوالد، برغم اختلاف التسميات وتعددها في اللهجات واللغات المتنوعة دالاً على معنىً واحد، وهو أحد الأطراف الرئيسية في العلاقة العائلية التي تتكون من ثلاثية الأب والأم والأبناء، فالأبناء هُم ثمرة الزواج.
الأب هو الدفء والأمان
الأب هو الأمان والوقاية من أيّ خطر قد يُصيب الأبناء، فلا يشعرون بخوفٍ أو رهبةٍ ممّا قد يحدث من مشاكلَ في حياتهم أو خارج منزلهم، وقد يتأثرون بها، فيكونون أقوى وأكثر ثقةً، كما أنّه يُقدم الدعم النفسي والتشجيع المستمر لهم إن أظهروا تفوقًا ما في مجالات الدراسة أو الهوايات أو الأنشطة اللامنهجية.
الأب هو السند والقوة لهم فهو الظهر الذي تستند عليه الفتاة، ويكون الرجل الأول الذي تراه في حياتها، إذ قديمًا قيل: "كُلّ فتاةٍ بأبيها معجبة"، أمّا الابن فيُقلد أباه في تصرفاته وأفعاله وأقواله وطريقة كلامه، ويُحاول أن يجعله فخورًا على الدوام به، كما ويتولى الأب المسؤوليات خارج المنزل، فهو الذي ينفق على العائلة لإشباع رغباتها وحاجاتها المختلفة من خلال مزاولة الأعمال المتنوعة، والتي قد تكون شاقةً أحيانًا.
يُغطي الأب كامل نفقات أسرته من دراسةٍ وترفيهٍ وطعامٍ ولباسٍ وشرابٍ وغيرها، وله دورٌ كبيرٌ في تقويم سلوك أطفاله وبيان الخطأ من الصواب لهم، وهو الطرف الأقوى في التربية، فيُعاقب أبناءه بهدف توجيههم حين لا تقوى الأم برقة قلبها على أن تقسو عليهم.
على الرغم من الدور البسيط الذي يقوم به الأب تجاه أبنائه في مجال التربية نظرًا لانشغاله، إلّا أنّه يقف جنبًا إلى جنبٍ مع الأم لإتمام هذا الدور.
الأب نبع الحب الصافي
الأب نبع الحب الصافي اللامشروط، فلا حب مثل حب الأب والأم لأبنائهم، وهو الرجيل الوحيد الذي يُعطي دون مقابل، على أمل أن يرى أبناءه في أعلى الأماكن، والأب الذي حصل على التعليم وعلى القدر الكافي من الثقافة يكون أكثر قدرةً على التعامل بحكمةٍ ورويةٍ مع مشكلات أبنائه.
كما أنّه يُربيهم بطريقةٍ سليمة، من خلال تعاونه مع الأم ممّا يجعل الأبناء أكثر قوةً على الصعيد الشخصي، فالجهل والتسرع والعصبية عند الأب قد تُؤذي الأبناء نفسيًا، وتُخلف لديهم مشكلات عديدة، مثل: اليأس والتشاؤم والإحباط وغيرها.
الأب معنى الحياة
في الختام، لا معنى للحياة بدون الأب، فهو البركة التي تُنير الطريق، وهو الضياء الذي نستظل منه، وهو الكنز الذي لا يُقدر بثمن، فهو في الأرض ربيع أيامنا، ومصدر السعادة والأمان، فهو يُفكر بأبنائه دومًا ليلًا ونهارًا، وصباحًا ومساءً، فله كل الامتنان والحب والتقدير على عطائه اللامحدود وقلبه الأبيض الكبير.