الأخوة قوة وسمو روحيّ
الأخوة من أعظم نعم الله تعالى على الإنسان؛ لأنّها تمنحه القوة والسمو الروحي، فالأخوّة تعني السند الحقيقي والكتف الذي لا يميل مهما مالت الأيام، ولا يعرف عظمة الأخوة إلّا من عاش محرومًا من هذا الشعور؛ لهذا فإنّ الأخوة بمثابة طوق النجاة في أمواج الحياة المتلاطمة.
هم الطريقة التي يستطيع بها الإنسان أن يُكمل حياته بأفضل طريقة؛ لأنه يعي تمامًا أنّ هناك من يحبه حبًا نقيًا صافيًا، ومَن يخاف عليه ويحميه في غيبته وحضوره، وإنّ الأخوة شيءٌ عظيم، وتمنح الإنسان شعورًا رائعًا جدًا لا يمكن وصفه، فمن أراد أن يستشعر قيمة الحياة عليه أن يحافظ على قيمة الأخوة في حياته.
الأخوة صفة المؤمنين
الأخوة صفة الناس الأخيار؛ لهذا هي صفة المؤمنين المتحابين في الله، الذين لا يفرطون في علاقاتهم وأصدقائهم أبدًا مهما تغيرت الظروف والأحوال، فالأخوة الطيبة تكون مبنيةً على أساس الحُب الحقيقي والرغبة الكبيرة في أن يرى الأخ أخاه الذي يُشاركه الحُب والفرح والحزن، لهذا علينا أن نحفظ حق الأخوة، وأن نزيد من أثرها في قلوبنا.
ليس شرطًا أن يكون أخًا في الدم أو النسب، وإنّما أخ بطيبة القلب والصداقة والصحبة الطيبة، وهذا تحديدًا ما تفعله الأخوة بصفتها أسمى العلاقات في الحياة، خاصةً أنّها من المفترض ألّا تكون مبنية على أيّة مصالح شخصية أو غير شخصية، وإنّما مبنية على تبادل الصفات والأخلاق الحميدة، فحين ننتقي أخًا لنا في الله، يكون بمثابة السند الذي لا يتغير.
الأخوة الطيبة الصادقة ذات النية الطيبة البريئة تُشعرنا بأنّ جيشًا كبيرًا يُدافع عنا في كلّ وقت، فهي تُشعر القلوب بالأمن والأمان والاستقرار، وتجعلنا حريصين على أن نكون دومًا متأهبين للدفاع عمّن اعتبرناه أخًا لنا.
الأخوة في مرتبة عالية جدًا، فهي أسمى من معاني الصداقة؛ لأنّها منسجمة مع طبيعة القلوب التي تحب الانسجام مع بعضها بعضًا دون أيّ تكلّف أو تصنع؛ لأنّ الأخوة مبنية على العفوية الكبيرة، حيث يستطيع الشخص أن يطلبَ من أخيه أن يسنده ويُساعده ويرعاه إذا احتاج لذلك، دون أن يكون مضطرًا ليشرح له سبب طلب المساعدة، لهذا تغمرنا بالمشاعر الصادقة والنبيلة.
الأخوة منبعها القلب الطيب؛ لهذا احرصوا جميعًا على أن تكونوا أخوةً متحابين يتمنون السعادة لبعضهم بعضًا، ويسعون إلى إسعاد إخوانهم بكل ما يملكون من قوة وقدرة، فقط ليستشعروا معاني الأخوة الصادقة، ولنحرص أن نكون أنموذجًا رائعًا في الأخوة.
الأخوة يجب تغذيتها بما يديمها
في الختام، لا بُدّ أن يعي كلّ شخص أهمية أن يغذي الأخوة ويُحافظ على ديمومتها، فالأخوة تُسقى بالحب والمودة والعطاء، وتستمر بالحرص على الأخوة بكلّ رحابة صدر وبكل حب؛ لهذا لا يُمكن لها أن تستمر إن لم تكن أخوةً صادقةً قائمةً على نية صافية، وفيها الكثير من الرغبة في منفعة الآخر.
تُغذّى الأخوة بالإيثار وعدم الأنانية والتواضع، والرغبة الحقيقية في الحفاظ عليها من أيّ أذى، وعدم السماح لأيّ شيءْ يُعكّر صفوها مهما كان، إذ لا قيمة للحياة دون وجود الأخوّة الطيبة الصادقة الثمينة جدًا؛ لأنّ الأخوة هي سكر الحياة وتوابل العلاقات التي لا يُمكن تهميشها أو الاستغناء عنها أبدًا.