الأسد ملك الغابة لقب علق بأذهاننا
الأسد أشهر الحيوانات وأكثرها ذكرًا في قصص الموروث الشعبيّ، خاصةً أنّه حيوانٌ معروف بقوّته وسيطرته، إذ علق في أذهاننا أنّ الأسد ملك الغابة، وهو فعلًا يستحقّ هذا اللقب، لما يتمتّع به من زهو وتكبّر وقوّة حتى في مشيته ومظهره الذي يُعطي انطباعًا رائعًا عنه، كما لو أنّه القمر بين النجوم.
لهذا؛ تكثر الحكايات والقصص عنه، ويكثر تمجيد قوته وحكمته، وكيف أنّه حيوانٌ تهابه جميع الحيوانات، والأسد حيوانٌ مفترس يتغذّى على اللحوم، ومن فصيلة السنوريّات، وهي الفصيلة ذاتها التي تنتمي إليها القطط والنمور، لكنه الأكثر تميزًا، مثل البحر الجامح بأمواجه وسط العواصف العاتية.
حقائق عن الأسود تذهلنا
الأسد هو رمز السلطة والقوة والزعامة بين جميع الحيوانات، وله الكثير من الصفات التي تجعل الجميع يعجب بقوته، ويُوجد الكثير من الحقائق المذهلة بالنسبة لنا حول الأسود وطريقة حياتها أو صفاتها، وبعض هذه المعلومات والحقائق تُعاكس ما كنا نعرفه عنها في السابق، لهذا علينا أن نُزيح الغشاوة عن أعيننا لنرى حقيقة الأسد بوضوح.
الأسود على عكس ما يعتقده مُعظمنا فهي لا تعيش في الأدغال أو في أعماق الغابات، وإنّما تفضل العيش في المناطق العشبية والحقول الشاسعة الممتدة، الأسود حيوانات اجتماعية كالإنسان، تُحب الوجود في الأماكن التي فيها حياة وتجمعات، وتحتاج يوميًا إلى تناول الطعام في الوقت الذي يُمكنها التخلي عن الماء بشكلٍ يومي.
الأسد الذكر غير مسؤول عن الصيد، وتتولى اللبؤات هذه المهمة الصعبة، وتُحضر الطعام للأسد كي يتناوله، فاللبؤات أكثر قدرةً ومهارةً في الصيد من الأسود؛ حيث تقوم إلى جانب ذلك بالاعتناء بالأشبال الصغرات بصورة جماعية، ولا تتخلى أبدًا عن صغارها، ووظيفة الأسود الذكور هي الدفاع عن اللبؤة والأشبال، إنّه مثل القائد بين الجنود.
زئير الأسد مرتفعٌ جدًا إلى درجة أنّه يُمكن سماعه على بعد خمسة أميال، وهو صوتٌ أجش له الكثير من الوقع المؤثر على السمع، أما القوّة الجسدية للأسد فهي عالية جدًا، ويتمتع بقوّة حواس مذهلة؛ إذ إنّ حاسة البصر لديه أقوى بخمس مرّات من حاسة البصر لدى الإنسان، إنّه مخلوقٌ عجيب غارقٌ في القوة التي وهبها الله إياه.
أمّا معدّل عمر الأسد الذي يعيش في العراء فيصل إلى أربعة عشر عامًا، أمّا إذا كان في داخل حديقة الحيوانات فقد يصل عمره إلى عشرين عامًا؛ نظرًا لتلقيه المطاعيم التي تقيه من الأمراض، فالأسد يعيش قويًا ويموت مثل الأشجار وقوفًا.
أكثر معلومة أثارتني حول الأسد أنّه حيوانٌ يعشق النوم؛ إذ ينام في اليوم الواحد حوالي عشرين ساعة متواصلة، بينما يستيقظ أربع ساعات للتجول وتناول الطعام، فالأسد حيوانٌ غريبٌ الأطوار كما نراه أحيانًا، لكنّه رغم ذلك سيظلّ عالقًا بأذهاننا أنّه ملك الغابة وسيّدها، مثلما تعلق رائحة العطر في الذاكرة.
انقراض الأسود: تساؤل يًطرح
في الختام، تتعرض الأسود حاليًا إلى خطرٍ تُعاني منه الكثير من أنواع الحيوانات، وهو خطر الانقراض، خاصةً أنّ الكثير من أعداد الأسود بدأت بالتناقص في ظلّ حركات الصيد المنتشرة والمستمرة، والاعتداء الدائم على البيئات الطبيعية التي تعيش فيها الأسود.
انقراض الأسود قد يكون واردًا ومفاجئًا في ظلّ تدمير هذه البيئات الحيوية التي يعيش فيها، والتعدي عليها مثل العاصفة الهوجاء بالبناء والتعمير وإنشاء المدن والمصانع، فالصيد سرطانٌ يجب اجتثاثه لتأمين الحماية للحياة البرية.
تنقرض أيضًا بسبب الحرائق واختلال التوازن البيئي الذي يُؤثر على حياة الأسود في مواطنها الطبيعية، فلا تجد الطعام الذي تأكله أو لمأوى الملائم لها، مما يُسبب في مرضها وموتها وقلة تكاثرها.