تعبير عن الأصدقاء الحقيقيين

كتابة:
تعبير عن الأصدقاء الحقيقيين

الأصدقاء الحقيقيون

الصداقة من أرقى العلاقات بين البشر إن لم تكن أرقاها وأجملها، وهي بمثابة البلسم الشافي الذي يمحو ألم الأيام ويخفّف من جراحات السنين، ولا تكون الصداقة خقيقية إلا إن كان الأصدقاء يعرفون معنى الصداقة ويقدرونها، ويعتبرونها من الأولويات في حياتهم، ولا يخونون ولا يعرفون الغدر والنفاق، ولا يتخلون عن أصدقائهم مهما كانت الظروف، وهؤلاء هم الأصدقاء الحقيقيون، الذين يقفون مع أصدقائهم بالقول والفعل، ويحفظون غيبة اصدقائهم، ويكون لهم القوة والسّند ومصدر الفرح والطاقة الإيجابية.

الأصدقاء الحقيقيون هم الورود الحمراء المزروعة في القلب، وهم عطر حديقة العمر وأجمل ما فيها، وهم السور العالي والحصن المنيع الذي لا ينحني أمام المغريات، ولا ييدّلون محبة أصدقائهم بأي ثمن، وهم أمطار الخير التي تهطل على صحراء العمر فتجعلها جنة خضراء، فمن غيرهم يستطيع ان يطبطب على القلب، ومن غيرهم يحعل من رماد القلب تربة خصبة ينمو فيها كل شيء جميل، فطوبى لهم لأنهم أصدقاء حقيقيون لا يعرفُ الزيفُ إليهم أيَّ طريق، وعند ذكر الصداقة الحقيقية، لا بد من ذكر أروع الأصدقاء وأعلاهم وأشرفهم، وهو أبو بكر الصديق -رضي الله عنه- الذي كان نعم الصديق لأشرف الخلق والمرسلين -عليه الصلاة والسلام-، وتتجلّى كلُّ معاني الصداقة فيه، فهو الذي صدق الرسول عندما كذبه الناس، وكان رفيقه في هجرته، ليضرب أروع الأمثلة للأصدقاء الحقيقيّين، فالصداقة الحقيقية مثل المنارة التي تضيء بحر الحياة المظلم، بل هي مثل نجوم السماء التي تشع النور والبهجة، كما أن الأصدقاء الحقيقيون يعينون بعضهم غلى طاغة الله، وتكون محبتهم خالصة لله تعالى، ولا يمارسون الانحراف ولا يجرفون بعصهم نحو الهلاك، بل يحرصون على نقاء الصداقة لتكون في الله، وتختزل كلّ معاني الخير والإخلاص الذي لا حدود له.

الأصدقاء الحقيقيون لا يحتاجون إلى مبرر لوفائهم، ولا يلتفتون إلى تحقيق مصالحهم الشخصية، ولا ينتظرون أي جزاء على صدقهم؛ لأن الوفاء يخرج منهم بعفوية دون تصنع، لهذا هم مثل الذهب الذي لا يمكن أن يعلوه الصدأ أو أن تؤثر فيه الأيام، فالأصدقاء الحقيقيون هم ينابيع المياه الصافية التي لا تتلوث بالحسد والضغينة، ولا يعرف الكره طريقها، ولا تشوبها أيّ شائبة، ومن أراد أن يعثر على الخير والمحبة الصافية، فعليه أن يحسن اختيار أصدقائه، فالأصدقاء الحقيقيون هم أصدقاء بنكهة الأخوة، وهم من ينطبق عليهم مقولة: "رب أخ لك لم تلده أمك"، فطوبى لكل الأصدقاء الذين صانوا الصداقة وأدّوا حقَّها على أكملِ وجه.

3311 مشاهدة
للأعلى للسفل
×