تعبير عن الأمانة للصف الخامس
عند كتابة تعبير عن الأمانة للصف الخامس فإنه لا بدّ من الإشارة إلى مفهوم الأمانة، إذ يُقصد بها بحَسْب ما وردَ في قاموس المعاني، ما وجبَ حفظُه بعقد أو بغير عقد، وتأتي الأمانة بمعنى الوفاء، وقد يَأتمن شخص شخصًا آخر على شيء مادي وملموس كالأموال أو البيوت أو السيارات، وقد تكون الأمانة معنوية، كأن يأتمن شخص آخر على سر من أسراره، أو يوصيه برعاية أهله والاهتمام بهم في سفره، أو بعد موته، وقد يوصي شخص صديقًا له أو قريبًا أو غريبًا بإرسال شيء إلى أحد في وقت محدد، أو أن يجد شخص مالًا في الشارع ويبحث عن مالكه، وأيًا كان شكل الأمانة، فإنه من الواجب حفظها، وصيانتها، والاهتمام بتأديتها على أكمل وجه.
وللأمانة قيمة كبيرة في الإسلام، فهي ليست مسؤوليّة سهلة، ومن تكفل بها عليه التأكد من قدرته على تأديتها كما جاء في الاتفاق بينه وبين صاحب الأمانة، فالأمانة مسؤولية ثقيلة، وقد ذكرت الأمانة لعظم شأنها في القرآن الكريم في قوله تعالى: {إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنسَانُ ۖ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا}[١]، وقد قال الإمام القرطبيّ في تفسير هذه الآية: "إن الأمانة تعم جميع وظائف الدين"، وقد جاء في الحديث النبوي الشريف: "بيْنَما النبيُّ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- في مَجْلِسٍ يُحَدِّثُ القَوْمَ، جَاءَهُ أعْرَابِيٌّ فَقالَ: مَتَى السَّاعَةُ؟ فَمَضَى رَسولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- يُحَدِّثُ، فَقالَ بَعْضُ القَوْمِ: سَمِعَ ما قالَ فَكَرِهَ ما قالَ، وقالَ بَعْضُهُمْ: بَلْ لَمْ يَسْمَعْ، حتَّى إذَا قَضَى حَدِيثَهُ قالَ: أيْنَ أُرَاهُ السَّائِلُ عَنِ السَّاعَةِ قالَ: هَا أنَا يا رَسولَ اللَّهِ، قالَ: فَإِذَا ضُيِّعَتِ الأمَانَةُ فَانْتَظِرِ السَّاعَةَ، قالَ: كيفَ إضَاعَتُهَا؟ قالَ: إذَا وُسِّدَ الأمْرُ إلى غيرِ أهْلِهِ فَانْتَظِرِ السَّاعَةَ"[٢]، وهذا الحديث يؤكد أن من الأمانة أيضًا أن يتولّى الإنسان المهام التي يتقنها ويعرفها، وإذا أوكل الأمر إلى غير أهله فذلك من تضييع الأمانات، وهو من علامات الساعة، كما أشار النبيّ الكريم، الذي لقب بالصادق الأمين قبل أن يكون رسول الإسلام لصدقه وحسن خلقه وأمانته.
وللأمانة أنواع متعدّدة، فالإنسان مؤتمن على دينه باتباع ما ورد في الدين الإسلامي واجتناب النواهي، ومؤتمن على أعضاء جسمه التي خلقها الله -سبحانه وتعالى- له لتؤدي وظائف وتعينه على تأدية دوره في الحياة، ومؤتمن على أقواله بألا يقول إلا الحق ولا يكذب، ومؤتمن على كل ما يؤمنه عليه الناس، ومؤتمن على عمله وإن غاب رئيسه فيجب عليه أن يؤدي عمله على أكمل وجه، فالعمل أمانة والله ينظر إلى العباد في خلواتهم، والإنسان مؤتمن على حقوق العباد فعليه تأديتها.
وقد ذمّ الله تعالى الخائنين في القرآن الكريم بقوله -عزّ وجلّ-: {ذَٰلِكَ لِيَعْلَمَ أَنِّي لَمْ أَخُنْهُ بِالْغَيْبِ وَأَنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي كَيْدَ الْخَائِنِينَ}[٣]، وممّا سبق يظهر أن الأمانة من أهم الأخلاق التي دعا إليها الله تعالى، وأحبها الإسلام، فينبغي التحلي بها، وحفظ الأمانات بأنواعها كافّة، لنيل رضا الله تعالى ولأن هذا الخلق النبيل يعطي صورة حسنة عن الإنسان، لا سيّما وأنه خلق الرسول محمد -صلى الله عليه وسلم-.