محتويات
الإعلام المدرسي لا تخلو منه مدرسة اليوم
الإعلام المدرسي من أهم التطبيقات العملية للإعلام؛ حيث يُبدع فيه طلبة المدارس ويقدمون محتوى إعلاميًّا مميّزًا فيه الكثير من الفوائد للبيئة المدرسية والطلاب، ولا تكاد تخلو أيّة مدرسة من الإعلام المدرسي؛ حيث تتم ممارسته من قبل الطلاب وتحت إشراف المعلمين بطرق عدة.
ففي السابق كان الإعلام مقتصرًا على الإذاعة المدرسية التي تُعدّ المنبر الإعلامي الأول في المدارس، ويتم من خلالها تعبير الطلبة عن آرائهم ونشر الأخبار والتعليمات المدرسية، وممارسة العديد من الأنشطة الإعلامية مثل: قراءة الكلمات في المناسبات المختلفة، وغيرها من الفقرات الإعلامية.
بات الإعلام المدرسيّ ضرورة في الوقت الحاضر؛ لهذا عمدت كل مدرسة على تخصيص صفحات لها على وسائل التواصل الاجتماعي المختلفة لنشر كل ما يخص المدرسة من بلاغات ومنشورات إعلامية عليها، وهذا مهّد للكثير من المواد الإعلامية الانتشار، كما أنّ الكثير من المدارس تقوم بطباعة مجلات وكتيبات صغيرة بشكلٍ دوري، أو تأسيس موقع إلكتروني خاص بها لنشر كل ما يخصها من مشاركات إبداعية للطلبة، أو أخبار، أو قوانين خاصة بالمدرسة والتعليم.
الإعلام المدرسي يمنح المدرسة فسحة إعلامية رائعة لنشر الكثير من المعلومات التي يجب معرفتها من قبل الطلبة والهيئة التدريسية في المدرسة ومن قبل الأهالي أيضًا؛ لهذا يجب دعم الإعلام المدرسي والإشراف عليه دائمًا كي يحقق أهدافه.
الإعلام المدرسي ينمِّي قدرات الطلاب
للإعلام المدرسي فوائد كثيرة يُمكن تحصيلها والوصول إليها بسهولة إذا كان إعلامًا محترفًا يتم تحت إشراف متخصصين من المعلمين؛ حيث يُلاقي الدعم اللازم، وفي الوقت نفسه يمكن للإعلام المدرسي أن يُنمّي قدرات الطلاب بشكلٍ كبير ويُسلّط الضوء على إبداعاتهم، بشرط أن يتم التركيز فيه على الإبداع وأن يتم توجيهه بالاتجاه الصحيح.
كما يجب تعليم طلبتنا أهم المهارات الإعلامية من خلال عقد ورشات خاصة لهم لتبين لهم الأسلوب الصحيح في نشر المواد الإعلامية، وتسليط الضوء على أهم القوانين الخاصة بالإعلام بشكل عام، كي تكون لديهم فكرة ولو بسيطة عمّا يجب أن يُكتَب، وما لا يجب أن يكتب.
من أهم فوائد الإعلام المدرسي أنّه يُنمّي شخصية الطالب بشكل كبير ويزيد من ثقته بنفسه، ويمنحه القدرة على التعبير عن رأيه بكل سهولة وصدق وشفافية، كما يساعده على أن يكون قويًا في الكتابة وانتقاء المفردات، وهذا ما يجعله يشعر بأن رأيه مسموعًا، وأنّ له كيانًا يُحترم من قبل زملائه ومعلميه.
لهذا فالإعلام المدرسي يُهيئ الطالب لأن يكون قياديًا في المستقبل، وأن يتمكن من قول ما يريد دون خوفٍ من أحد، وأن يعرف التمييز بين طرق الاتصال والتواصل الصحيحة والخاطئة، فالإعلام هو بحدّ ذاته سلطة، وإذا وُجد ضمن الحرم المدرسي سيشعر الطالب بالألفة معه.
الإعلام المدرسي باب نهضة علمية
الإعلام المدرسي يجعل الباب مفتوحًا أمام التقدم والتطور، ممّا يُؤسّس لنهضة مدرسية كبيرة، خاصة أنّه يحسن من البيئة المدرسية ويرصد قضايا الطلبة والمعلمين ويناقشها بكل قوة؛ لهذا فإنّ أهمية دعم الإعلام المدرسي بالغة جدًا لا يمكن تهميشها أو إغفالها، ويمكننا أن نلمس هذا جيدًا في الفرق بين المدرسة التي يتم تعزيز الحركة الإعلامية ونشر إبداعات الطلبة فيها، وبين المدرسة التي لا تعطي هذا الجانب أيّة أهمية، وواجبنا جميعًا أن نعزز لدى الطلاب القدرات الإعلامية، وأن نشجعهم على خوض هذه التجربة بكلّ ثقة وشجاعة.
يُسهم الإعلام المدرسي في تعزيز النهضة العلمية لدى الطلبة، لأنه يشجعهم على عمل التقارير الاستقصائية والبحث وجمع المعلومات حول أي شيء يريدون الكتابة والنشر والحديث عنه، وهذا يعني تحفيز الطلبة على المهارات البحثية بشكلٍ كبير، وتربية جيل واعٍ قادر على استنباط المعلومات واستنتاجها.
وينعكس أثر هذا على الإبداع للعلمي للطلبة وتحصيلهم الدراسي، خاصة أنّ الإعلام يشمل جميع التخصصات، ولا يمكن حصره في مجال أو تخصص واحد؛ إذ يُمكن أن يتبنى النشر في مختلف القضايا الأدبية والعلمية والسلوكية والدينية، وهذا هو التأثير الكبير للإعلام.
يجب أن يأخذ الإعلام دوره الرياديّ في البيئة المدرسية، وأن يتم تخصيص مواد دراسيّة تتحدث عن الإعلام وأهميته وفوائده وتأثيره في كلّ مكان، كما يجب تعليم الطلبة أهم المهارات اللغوية والكتابية التي يجب أن يعرفوها كي يكونوا إعلاميين متخصّصين في المستقبل.
الإعلام المدرسي ينمو ويزدهر شيئًا فشيئًا
في الختام، لحسن الحظ فإنّ الإعلام المدرسي ينمو ويتطور ويزدهر شيئًا فشيئًا، فقد كان في السابق مجرد إعلام بدائيّ وتجربة صغيرة ومحدودة لم تُعمّم في الكثير من المدارس؛ حيث اقتصر وجود الإعلام على بعض المدارس دون أخرى نظرًا لشح الإمكانيات، أو عدم معرفة الهيئات التعليمية والطلبة بأهميته الكبرى.
لكن اليوم أصبح وجود الإعلام المدرسيّ أمرًا مهمًا وضروريًا، ويجد الاهتمام الكبير من الإدارة المدرسية، وهذا أسهم في إقبال الطلبة على خوض هذه التجربة الفريدة، كما تمّ عقد العديد من الورشات المتخصصة بالإعلام المدرسي، والتي تهدف إلى توعية الطلبة بأهميته الكبيرة.
في الوقت الذي ينمو فيه الإعلام المدرسي تدريجيًا، تتوسّع مدارك الأسرة التربوية من إدارات ومعلمين وطلبة بأهمية الإعلام وضرورة الانخراط فيه، وهذا عزّزَ لدى الكثير من الطلبة الرغبة في أن يمارسوا الإعلام المدرسي سواء أكان بتمثيلهم لمدارسهم في العديد من المنابر التعليمية والمخيمات الكشفية، أم بالظهور على وسائل الإعلام المختلفة للحديث عن عدّة قضايا، وهذا بحدّ ذاته أمرٌ في غاية الأهمية.
يجب أن يكون الإعلامُ المدرسيّ جزءًا مهمًّا ويوميًا في حياة الطلاب كي يستمرّ ازدهاره؛ كأن يتم فرض الحديث عنه في الطابور الصباحي، وتكوين مجالس إعلامية مصغرة في المدارس تكون بمثابة منابر إعلامية للطلبة، ليتحدثوا من خلالها ويُعبّروا عن آرائهم في مختلف القضايا.