تعبير عن البقرة وأهميتها للإنسان

كتابة:
تعبير عن البقرة وأهميتها للإنسان

البقرة رمز من رموز العطاء

لكلّ كائن في هذه الدنيا عمل قد سُخّر له، إلّا أنّ جميع هذه الكائنات تكمّل بعضها بعضًا، فالإنسان محتاج للحيوان، وكذلك بعض الحيوانات يتمّ العناية بها من قِبل البشر، فالبقرة مثلًا تشغل حيّزًا كبيرًا من اهتمامات الجنس البشري الّذي استطاع عبر العصور اغتنامها في العديد من مجالات الحياة، وقد تواتر وجودها على مدى الأحقاب الطويلة، إلّا أنّ البقرة من الكائنات الحيّة الأكثر تميّزًا عند الإنسان.

تتميّز البقرة دون بقيّة الحيوانات بمميزات عديدة جعلت منها مصدرًا للعطاء في نظر الإنسان؛ إذ تُقدّم البقرة الحليب الّذي يدخل في العديد من الغذائيات الأساسية لكثير من البشر، فضلًا عن تحويل هذا الحليب إلى منتجات أخرى مهمة، مثل: الألبان والأجبان، والّتي بدورها تُضمَّن في صناعات عديدة ويتمّ التّركيز عليها من قبل شركات ضخمة مموّلة لهذه المنتجات.

يُعدّ حليب البقر منتجًا ذا قيمة عالية في عدد كبير من البلدان؛ وذلك لدخوله كعنصر أوليّ في الأطعمة والحلويات والمشروبات، إلّا أنّ استعماله لا يقتصر على أكله فقط، بل تستعمله العديد من شركات العناية بالبشرة والجسم كمركب أساسيّ في منتجاتها لما له من قيم عالية، فيُنظر إليه من قبل كثير من النّساء على أنّه ترياق الشباب المتجدّد.

البقرة تكفي عناء التّكسّب

إنّ العمل بالبقر والعناية به مُجدٍ في كثير من الأوقات؛ لاستمرار الطلب على كل ما يتعلّق به، فهو يعود على صاحبه بالمال الوفير إذا ما استطاع استثماره على الوجه الأمثل، ويريحه من أعباء البحث عن عمل ومصدر للرّزق، وتعدّ البقرة رأس مالٍ قوي في سوق العمل؛ وذلك لقيمتها السّوقية الكبيرة الّتي ترتفع يومًا بعد يوم، إضافة إلى أنّ توالدها يعمل على تكبير رأس مال مالكها دون عناء، فهي كالمصنع المتحرّك الّذي يعطي الكثير ويأخذ القليل.

لا يتكلّف صاحبها الكثير من العمل كبقية الأشغال الأخرى ذات المجهود العالي؛ لذا يتهافت على اقتنائها والعناية بها الكثير من النّاس، فلو أنّ رجلًا مثلًا اشترى بقرة واعتنى بها وعمل على توليدها فسنجد أنّه استطاع بعد سنة الاستفادة من هذا المشروع الصغير أكثر بكثير ممّا لو عمل على مشروع آخر، فالاستثمار في هذا المجال سيؤدي بنسبة كبيرة إلى النّجاح فيه إذا ما تمّ تنظيم الصادرات والواردات ضمن هذا العمل.

البقرة لا يُفرّط بها عند أهل الرّيف

للبقرة أهميّة كبيرة عند أهل الرّيف خاصّة الفلاحين لقيمتها الثّمينة عندهم؛ فهم ينظرون إليها على أنّها أشبه ببنك يدرّ عليهم الكثير من المال، فهم على دراية تامّة بكلّ بقرة عندهم ولا يخفى عليهم شيء من الأمور المتعلّقة بها مثل: يوم ولادتها، وعمرها، ووزنها، والأمراض الّتي مرّت بها، وكمية إنتاجها السنويّ، وغيرها من الأمور التّفصيليّة الّتي يهتمّ بها أهل الريف بصورة أكثر من غيرهم؛ لباعهم الطويل في العناية بهذه الحيوانات ومعرفتهم لقيمتها الحقيقيّة العظيمة الّتي قد يغفل عنها الكثير من أهل المدن، فهي التّجارة الرّابحة في نظرهم والبئر الّذي لا ينضب.

يُعرف الرجل عند بعض الرّيفيين بغناه أو فقره بعدد البقر الّذي يملكه، فإن زاد فهو الغني ذو الهيبة وإن قلّ فهو الفقير ذو الخيبة، وبعض الفلاحين قد يصل به الأمر إلى التّعلّق بقطيعه من البقر؛ لطول المدة الزمنية الّتي قد تجمعه بها، فلو كان غنيًّا وغير محتاج لشيء منها لما قبل ببيعها أو الابتعاد عن واحدة منها، فهي تعدّ بالنسبة إليه جزءًا غير متجزّئ من عائلته المتواضعة، إلّا أنّك لا تجد مثل هذه المشاعر عند كثير من رعاة البقر في المدن، فهي المصدر الماليّ لهم كحدٍّ أقصى إلّا ما ندر.

من جهة أخرى، إنّ للبقرة فوائد أخرى تتمثّل في الغالب بالاستفادة من لحمها الّذي يُستثمر في كثير من المأكولات، ويُنظر إليه كمصدر غذائيّ أساسيّ لكثير من الناس؛ لاحتوائه على عناصر مهمة لجسم الإنسان، مثل: الأملاح والدهون غير المشبعة، وغيرها من العناصر الّتي تلزم الإنسان الطبيعيّ في حياته اليوميّة، كما يغني عن كثير من الأدوية والفيتامينات والمعادن، كالكالسيوم الضروري لبناء العظام، والبوتاسيوم المهم لصحة القلب، والبروتين اللّازم لبناء العضلات، إضافة إلى دوره في مواجهة السّرطان والحدّ من تطوّر الاكتئاب.

البقرة كنز يجب العناية به

وأخيرًا يجب التنبيه على أهمية البقرة في حياتنا، فهي كالكنز الّذي نعتني به ونسعى إلى تنميته والاستزادة منه، فالتّركيز على حمايتها يجب أن يكون من الأولويات الأولى لكل مالك لها، فإهمالها قد يؤدي إلى مخاطر كبيرة من الممكن أن تؤثر على النّظام الكونيّ؛ لتأثيرها الكبير على السلسلة الغذائية المترابطة ضمن هذا الكوكب.

بناءً عليه يجب القيام بحملات توعية تعليميّة لمالكيها لتنظيم استهلاكها بالتساوي مع ازديادها؛ وذلك لضمان حمايتها وبقائها على قيد الحياة، فضلًا عن محاولة إشراك المؤسسات الإعلاميّة الّتي تعدّ من المؤثّرات الأقوى في العالم في التوعية البشريّة لمخاطر الجهل في استهلاكها، كما ينبغي التنويه على قيمتها العالية في الكتب الدّراسية لضمان بناء جيل واعٍ يعرف قيمة ما لديه؛ لتفادي إهمالها على المدى البعيد.

بذلك يمكننا الحفاظ على هذا الكائن عن طريق توحدنا لحمايته، فلا نستهين بفوائده الّتي يمدّنا بها دائمًا، بل على العكس تمامًا ينبغي علينا حفّها بالعناية والرّعاية مع تأمين سُبل عيشها ضمن ظروف جيدة، والاهتمام بغذائها والتّركيز على صحتها عبر الفحوصات الدائمة؛ لأنّ إهمال هذا الموضوع سيؤثّر على الجنس البشري بصورة خاصة والعالم بصورة عامّة؛ فنحن المستهلك الأول لها.

لذا؛ علينا أن نتضامن جميعًا لحمايتها عن طريق توعية بعضنا بعضًا، والحدّ من الاستهلاك العشوائي لوارداتها، فهي بالنهاية كائن طبيعيّ له حق العيش على هذه الأرض.

4964 مشاهدة
للأعلى للسفل
×