تعبير عن التعاون

كتابة:
تعبير عن التعاون

التعاون ضرورة إنسانية

التعاون ضرورة إنسانيّة واجتماعيّة في هذه الحياة، فالمرء لا يُمكنه العيش مُنفرِدًا، إذ إنّه كائن اجتماعيّ في طبيعته، وقد وضع الله فينا الحاجة إلى أفراد آخرين لننجز معًا ما قد نعجز عنه منفردين، فأمرَ الله -سبحانه وتعالى- عباده بالتعاوُن على أن يكون على البرِّ والتقوى، وفعل الخيرات، إذ قال تعالى: {وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَىٰ ۖ وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ ۖ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ}.[١]

للتعاون ثمار طيبة

التعاون مفهوم يدلُّ على العمل الجماعيّ بين الأفراد أو الجماعات في مختلف المجالات وجوانب الحياة، وهدفه تحقيق مَنفَعة مُتبادَلة، إذ تتعدَّد مجالاته وأنواعه، فهناك التعاوُن الاجتماعيّ، والتعاوُن العلميّ، والأخلاقيّ، والدفاعيّ، والأدبيّ، والحضاريّ، بالإضافة إلى التعاوُن في العبادات، وغير ذلك الكثير الكثير من الأمور التي يُمكن للتعاون أن يكون حاضرًا فيها.

كما للتعاون ثمار طيبة وفوائد عديدة تعود على الفرد والمُجتمَع بكل ما هو خيّر وحَسَن، ومنها: إنجاز الأعمال الكبيرة التي لا يقوى الفرد على إنجازها مُنفرِدًا، ومواجهة الأخطار التي تُحِيط بالأفراد، بالإضافة إلى التقدُّم والنجاح في مختلف المجالات، وشعور الأفراد بالمساواة الإنسانيّة وتحقيقها، وزيادة قوَّة الأفراد، وتخليصهم من الشعور بالعجز، قال أحمد شوقي:[٢]

إن التعاون قوةٌ علوية

تبني الرجال وتبدع الأشياء

إنّ التعاون مهم للغاية، فهو من الأمور التي تساعد على زيادة الأُلفة والمَحبّة بين الأفراد، والتخلُّص من الحسد، وإزالة الحقد من القلوب، واستفادة الأفراد من خبرات بعضهم البعض وتجاربهم في مُختلَف الأمور، بالإضافة إلى رَفْع الظلم عن الآخرين، وتنظيم أوقات الأفراد، وتوفير الجهد، وتقاسُم الأفراد لأعمالهم.

في ضوء ما سبق، التعاون أمر أساسي يُساهم في تنفيذ الأعمال وإنجازها بسرعة أكبر، وتحقيق استثمار أكبر في مُختلَف الأمور، بالإضافة إلى تسريع عمليّات التطوُّر، والتقدُّم العلميّ، والتقنيّ، وتجديد طاقة الأفراد، وزيادة قوّتهم، وتحفيزهم؛ لبَذْل المزيد من الجهد، وإتقان أعمالهم، هذا ويساعد التعاون أيضًا على اكتشاف الأفراد لذواتهم، وما يملكون من طاقات، وقدرات، وخبرات كامنة.

يد الله مع الجماعة

في الطبيعة ضرب الله لنا أمثلةً كثيرةً على مظاهر يتمثل فيها معنى التعاون بين مختلف الكائنات؛ فمثلًا في خلية النحل تتكاتف النحلات معًا لإنجاز مهامها وتنظيم خليتها، أيّما تنظيم، وهناك أيضًا تعانق حبات المطر مع بعضها بعضًا لتسقي الأرض، وتُخرِج بأمر من الله -سبحانه وتعالى- الثمار المتنوعة التي تقتات عليها الكائنات الحية.

أما في الدين الإسلامي يُوجد الكثير من الأمور والعبادات التي يتجلى فيها التعاون بأبهى صوره، ومن ضمنها صلاة الجماعة، وأداء مناسك الحج، بالإضافة إلى الصلوات التي تُقام وقت الشدائد، مثل: صلاة الاستسقاء، فهي كلها تحث على التعاون، كما أنّ صلاة العيد فيها تعاون ومشاركة لمشاعر الفرح والبهجة، قال الرسول -صلى الله عليه وسلم-: "يدُ اللَّهِ مع الجماعَةِ ومن شذَّ شذَّ إلى النَّارِ".[٣]

التعاون أساس النجاح

في الختام، التعاون الحسن يُعد دعامةً أساسيةً في حياة الأفراد والمجتمعات، يخلق الاحترام والمودة بين الجميع، وثوابه سيُنال في الحياة الدنيا وفي الحياة الآخرة أيضًا، فهنيئًا لمن يسير في حياته ناشرًا للخير والمحبة والألفة في كل مكان، ويسعى جاهدًا للعطاء ومساندة كل من يحتاج إلى المساندة والمساعدة ليجعل لحياته ولمجتمعه قيمةً رفيعةً.

فيديو عن آثار التعاون

للتعرُّف على آثار التعاون تابع الفيديو:

المراجع

  1. سورة المائدة، آية:2
  2. "خطت يداك الروضة الغناء"، الديوان، اطّلع عليه بتاريخ 26/10/2022.
  3. رواه الألباني ، في صحيح الترمذي، عن عبدالله بن عمر، الصفحة أو الرقم:2167 .
4094 مشاهدة
للأعلى للسفل
×