محتويات
تعاوننا رفعة لمدرستنا
يُعدّ التعاون أحد أهم القواعد التي يجب اتباعها في الكثير من أمور الحياة، وبالذات في المدرسة، فهو يُمكّن الطلاب من مساعدة بعضهم بعضًا في كل ما يواجههم وكل ما يصعب عليهم فهمه، أو لم يتمكنوا من إيجاد الحل المناسب له، وعندما يتعاونوا فيما بينهم يستطيعوا بذلك أن يتخلصوا من العواقب التي تقف في طريقهم.
إن استطاع الفرد التخلص ممّا يشكل حاجزًا بينه وبين هدفه، يستطيع أن يصل إلى هدفه بالإيمان به والعمل عليه، وبهذه الطريقة وبفضل التعاون يجتهد الطلاب فيما بينهم ويتحسن مستواهم التعليمي، فتكون الثمرة هي النجاح والتفوق فيصبح التعاون سببًا رئيسًا لرفعة المدرسة بأكملها، وتميزها ووصولها لشأنٍ عالٍ.
يُساعد التعاون الطلاب على التخلص من المشاعر الأنانية، فلا يتمنى الطالب السوء للآخر، ولا يحاول إلحاق الأذى به بأية طريقةٍ كانت، بل بدلًا من ذلك يشعر بالمحبة تجاه الآخرين ويتمنى الخير لهم، وبذلك تصلح نفس كل طالب، وإن صلحت النفس صلح حال الشخص واستطاع العمل على تحقيق آماله.
ينشر التعاون الطاقة الإيجابية بين أفراد المجموعة، وتزيد من حماسهم للعمل معًا، وإنجاز ما ينبغي عليهم إنجازه من مهامٍ دراسيةٍ، والوصول إلى نتائج عظيمة في النهاية تعود بالخير على كل فردٍ في المدرسة، وتعم الفائدة على الجميع، لأنّ النجاح يكون من نصيب كل الطلاب، وتسمو المدرسة بذلك.
في التعاون سر النجاح
يدٌ وحدها لا تصفق، لكن عندما تجتمع الأيدي لا تستطيع التصفيق وحسب، إنما تستطيع فعل المستحيل، أو الذي كنا نظنُّ أنه مستحيلًا، لأنَّه ليس هناك مكانٌ للمستحيل بوجود العزم على تحقيق الأمر، وإضفاء روح التعاون عليه، فالتعاون يستطيع إنجاح أية جماعةٍ يتحلّون به.
إن كنا نؤمن بأنفسنا وبالآخرين ممّن نعمل معهم على تحقيق أهدافنا فلن يكون الفشل من نصيبنا، لأننا حتى عندما نتعب سنتمكن من تشجيع بعضنا بعضًا، وإن وجد أحدنا مشكلةً في مسألةٍ ما أو لم يتمكن من فهم الدرس يسارع الآخرون للشرح والتعليم.
فالإنسان ومنذ قديم الزمن كان بحاجة للآخرين، وحتى هذا اليوم فإننا نحتاج من يساعدنا ويقف بجانبنا، فلولا التعاون ما استطاع الشخص الوصول إلى الإنجازات التي قام بها، وما قامت الحضارات، ولا أُنشئت المدن وتم بناء كل ما نراه حولنا، ولا تمكن الأشخاص من تطوير ما وُجِد سابقًا ليحققوا نجاحًا كبيرًا في مختلف أمور الحياة.
عندما نتعاون نرى النجاح أقرب إلينا، وبوسعنا تحقيقه بقليلٍ من العمل الجاد، فربما لا يستطيع صديقي معرفة طريقة دراسة أحد الدروس بينما أعرفها أنا فأساعده، ولا أفهم أنا إحدى المسائل بينما يفهمها هو فيقوم بشرحها لي، وبذلك نستطيع نيل النجاح إن تعاوننا وقام كل فردٍ منا بمساعدة الآخر.
الفرقة ضعف لنا ولمدرستنا
التفرُّق يشعر الواحد منا أنَّه وحدَه بعيدًا عمَّن حوله، فإن واجهته مشكلةً ما ولم يستطع معرفة التخلص منها أو كيفية إزالتها من طريقه كي لا تصبح عقبةً يتعثَّرُ بها عند السير في طريق النجاح، سبّب له هذا الشعور ضعفًا لأنه لن يستطيع طلب العون من أيّ شخصٍ آخر.
يعمل التفرق على جعل الطالب يشعر بأنه لا ينتمي للمدرسة والصف الدراسي الذي يوجد فيه لساعاتٍ عديدةٍ كل يومٍ؛ لأنه لا يتعاون مع الآخرين، ولا هم يبادرون للتعاون معه، ويجد نفسه غريبًا عن هذا المكان، وهذا الإحساس سبب كافٍ لجعله لا يُكافح في سبيل النجاح.
التعاون يعطينا الشعور بالمودة تجاه من نتعاون معهم، فنصبح جميعنا أصدقاء ونعرف بعض التفاصيل التي تخص بعضنا بعضًا، فنشعر بأننا كجسدٍ واحدٍ نسعى لتحقيق هدفٍ واحد وهو النجاح، وفي وقت الفراغ نتبادل الأحاديث ونستفيد من تجارب كل واحدٍ منا فلا نقع بالخطأ الذي وقع فيه ونتعلم ما يجب علينا فعله.
أما في الفُرقة فلا يتمكن الطالب منا تقديم الفائدة للآخر ولا الاستفادة منه، كما سنشعر بالملل وبأننا غرباء لا نعرف شيئًا عن الآخرين، ويكون الفشل هو نصيب الطالب الذي يخطئ فلا يجد المساعدة من أحد، وبذلك ستتناقص نسبة النجاح في كل صفٍ دراسيٍ فيعود التفرق بالضرر علينا وعلى مدرستنا.
جمال مدرستنا في التعاون
آخر ما يمكنني الإشارة إليه أنَّ التعاون أحد سُبُل النجاح، فعندما تتعاون مجموعة فيما بينها سيبذل كل فردٍ منها شيئًا ربما لا يستطيع الآخر بذله، ويعطي معلومةً للآخرين تساعدهم كثيرًا في دراستهم، كما أنَّ حفظ الدروس يصبح أكثر سهولةً عندما تجتمع مجموعة وتحاول حفظه.
كما أنّ بإمكانه تخليص الطالب من الكثير من المشاعر السلبية، فلا يتمكن اليأس من السيطرة عليه، لأنَّ له أصدقاء يشجعونه إن فشل في أحد المرات، ولا يسخرون منه ويتكلمون عنه بالسوء، بل يحاولون مساعدته ويقدمون له طرقًا جديدةً في كيفية دارسة بعض المواد أو حل بعض المعادلات، ويوضحون له ما الخطأ الذي ارتكبه.
يُعطي التعاون شعورًا فريدًا للطلاب، فينشر المحبة فيما بينهم ويجعلهم يتمنون النجاح لبعضهم، ويرى كل طالب أنّ نجاح الآخر يُمثّل نجاحًا له، ويفرح إن حصل صديقه على التفوق، ويسرع لمواساته إن وجده حزينًا، ولنصيحته إن أخطأ، فلا يقتصر هدف كل طالب على نجاحه بمفرد، دون الاهتمام بشأن أصدقائه.
يصبح الهدف الذي يعمل الجميع عليه هو نجاح الجميع، فتتمكن المدرسة بأكملها من النجاح وتغدو من أجمل المدارس، لأنَّ أفرادها ليسوا طلابًا وحسب، إنما هم عائلة واحدة يهتم الفرد فيها بشؤون بقية الأفراد ويخاف عليهم ويريد مصالحهم بعيدًا عن الكره، والحسد، والأنانية التي تمهّد الطريق إلى الفشل، فيكون التعاون عاد على المدرسة وطلابها بالنفع، والنجاح، والمحبة.