تعبير عن التلوث
التلوث من المشاكل الخطيرة التي تُهدّد الحياة على كوكب الأرض، كما أنه يهدّد صحّة الإنسان والحيوان والنبات، فالتلوث مشكلة قديمة جديدة، ويحدث نتيجة أسباب كثيرة، ويُعدّ الإنسان هو المسبب الأول للتلوث على كوكب الأرض بأشكاله كافة، خصوصًا مع انطلاق الثورة الصناعية التي أدّت إلى إطلاق الكثير من الملوّثات في الهواء والماء والتربة، وهذا جاء بنتائج كارثية طويلة الأمد، مما أثر بشكلٍ سلبيّ على النظم البيئية والحيوية، ونتج عنه انقراض العديد من النباتات والحيوانات، بالإضافة إلى حدوث مشاكل بيئية تحتاج إلى سنين طويلة للتخلص من آثارها، ولهذا يُعدّ التلوث ظاهرة تحتاج إلى حلول حقيقية للتقليص منه قدر الاستطاعة، ولتخفيفِ آثاره على البيئة.
للتلوّث أشكالٌ عديدة، أكثرها خطورة ما يمسّ حياة الإنسان بشكل مباشر؛ لأنه يؤدي إلى حدوث أمراض مستعصية، من أهمها تلوث الماء والهواء، وتلوث الهواء ينتج عنه مشاكل أساسية وثانوية، ومن أهم المشاكل الناتجة عنه: ضيق التنفس والتهابات الرئتين وأمراض الربو، وحدوث ظاهرة المطر الحمضي وثقب الأوزون، وهذا يُؤدي إلى تسلل كميات أكبر من الأشعة فوق البنفسجية إلى الأجواء، مما يزيد من خطورة الإصابة بسرطان الجلد، أما تلوث الماء فيسبب حدوث أمراض خطيرة وتسمم، بالإضافة إلى تضرر النباتات التي تستهلك هذا الماء، وهذا يقود إلى ضررٍ غير مباشر على الإنسان والحيوان عند تناولهم للنباتات المروية بالمياه الملوثة.
يؤدي التلوث إلى حدوث ظاهرة الدفيئة، مما ينتج عنه انصهار الثلوج في القطبين، وحدوث فيضانات مدمّرة في بعض المناطق، وجفاف في مناطق أخرى، وتضرر التربة والمنشآت والأبنية أيضًا، خصوصًا عند هطول المطر الحمضي الذي يُسبب تآكل الأبنية والتماثيل، بالإضافة إلى تدميره للغطاء النباتي، وتغييره في خصائص التربة، كما يؤدي التلوث إلى حدوث ظاهرة الضباب الدخاني، وموت الكائنات الحية التي تعيش في البحار واليابسة، وانتشار التصحر وحدوث المجاعات، وتغيير الكثير من خصائص الأنظمة الحيوية، فالتلوث بمثابة العودة إلى نقطة الصفر، ويقود إلى التراجع بدل التطوّر، وهو المعول الذي يهدم ولا يبني، لذلك لا بدّ من محاربته والقضاء عليه، واتخاذ جميع الإجراءات الممكنة للتخلص منه، للحفاظ على حق الأجيال القادمة في حياة مستقرة خالية من التلوث على كوكب الأرض.
يكون الوقوف في وجه التلوث بتقنين استخدام المواد الملوّثة، والعمل على التخلص منها بطرقٍ بيئية نظيفة، وزيادة الاعتماد على الطاقة المتجددة النظيفة التي لا ينتج عنها إلى انبعاث للغازات السامة والسوائل الملوثة، مثل: الطاقة الشمسية وطاقة الرياح والطاقة المائية، فالتلوث مشكلة عالمية وإيقافه مسؤولية الجميع، وواجبٍ على كل شخصٍ في العالم.