محتويات
الجبل الأخضر: جنة تعانق السماء
الجبل الأخضر بقمته العالية الشامخة ولونه الرائع المريح للنظر، يبدو وكأنه فتاة رائعة الجمال تتزين بثوبها الأخضرالمذهل المرصّع بألوان الورود، إنه جبلٌ يمتلئ بالخير والخصب بل هو رمزٌ للعطاء؛ لأنّ اللون الأخضر فيه يعطي شعورًا بالراحة والسكينة والربيع المتجدد الذي لا ينضب أبدًا؛ لهذا لا يوجد كلمات تليق بوصف هذا الجبل الشامخ وقمته الخضراء اليانعة ومنظره الذي يوحي بالشموخ والكبرياء، خاصة أنّ قمته تظهر من بعيد وكأنها جنة خضراء تفوح منها روائح المسك والبخور.
ليس هناك أجمل من قمة الجبل الأخضر أبدًا، فالجبل الأخضر ما هو إلّا جنة تُعانق السماء، فهو هبة من الخالق جلّ وعلا، الذي أعطانا هذا الجبل لنتأمل فيه ونأخذ من شموخه القوة والعزيمة، ونستمدّ من منظره الكثير من الجمال، والصلابة، والإرادة، فهو جبل أخضر مهما تغيرت الفصول وأشجاره دائمة الخضرة تحكي الكثير من القصص والحكايات عن كل ما مرّ على هذا الجبل من قصصٍ وأحداث، يا له من جبلٍ يختزن الكثير من الذكريات الرائعة في جميع فصول العام.
كل شجرة من أشجار الجبل الأخضر تُخبئ سرًا رائعًا من الأسرار، وكل شخصٍ يمرّ بهذا الجبل ويحاول أن يكشف أسراره تصيبه الدهشة الكبيرة، ويستطيع الزائر لهذا الجبل الرائع أن يتنفس رائحة الصنوبر والسنديان، ويسافر في عالم الأحلام وهو يتأمل اللون الأخضر في كل مكان حوله، وتُغطّيه السماء الزرقاء الوادعة.
الجبل الأخضر بستان لا ينضب
الجبل الأخضر بستانٌ لا ينضب من الجمال، ففيه من الأشجار ما يجعل النفس تتأمل هذه الخضرة الرائعة التي لا تُغيّرها الفصول، فالجبل الأخضر الشاهق يعانق الغيمات التي تزوده بالمطر، فتنتشي الأشجار الخضراء بما تجود به هذه الغيمات، فالجبل الأخضر بستانٌ متجددٌ من الثمار، وفيه من العطاء ما لا يستطيع أيّ شخص أن يحصيه؛ لهذا لا يشعر من يذهب إلى هذا الجبل بأي ملل أو رتابة، ويكفيه أن يتأمل مناظره الرائعة وإطلالته الجميلة، وأن يعقد صداقة مع أشجاره وترابه وطيوره الوادعة.
في الجبل الأخضر من الخير الكثير؛ لهذا ينتشي في كلّ يوم أكثر فأكثر ويكون مثل مزرعة لا يزول عطاؤها، فيستطيع أيّ شخص أن يأكل من ثمار أشجاره الممتدة على مساحة الجبل، وفي الجبل الأخضر ينابيع كثيرة من الماء تجعل الأشجار ترتوي من الماء النقي، وفيه الهواء النقي الذي ينعش الأنفاس ويريح القلب؛ لهذا يحب الناس الذهاب إلى الطبيعة الخضراء والبقاء فيها أطول فترة ممكنة كي يبتهج بكلّ ما فيها من روعة ورقي لا ينقطع أبدًا.
كي يحظى الناس بمناظر الجبال الخضراء عليهم أن يحافظوا على وجودها، وأن يحاولوا تشجير جميع الجبال الجرداء من حولهم، وتزيينها بالخضرة الرائعة والنباتات والأشجار دائمة الخضرة، فهي إرث طبيعي متجدد لا ينضب أبدًا، وجعل الجبال كلها باللون الأخضر أمرًا ليس مستحيلًا أبدًا.
الجبل الأخضر طبيعة ساحرة
أجمل وصفٍ يمكن أن نطلقه على الجبل الأخضر هو أنّه يتصف بطبيعة ساحرة تأخذ الألباب، وتسحر القلوب، وتبهر النظر، فالجبل الأخضر ثروة حقيقية لا يجوز المساس بها كي يبقى أخضر وتتمتع به الأجيال القادمة، والأولوية هنا أن يتم الحفاظ عليه من خطر الحرائق والجفاف، وأن يتم الحفاظ على البيئة من حوله حتى تبقى أشجاره خضراء يانعة، التي تحفظ تربة الجبل من الانهيارات وانجراف التربة، وكأنها أسافين وأوتاد لحماية الجبل الشامخ الصامد في وجه الرياح والعواصف والأمطار.
من المناظر المدهشة والملفتة للنظر في الجبل الأخضر رؤية تشابك أغصان الأشجار الخضراء معًا وكأنها لوحة فنية رائعة؛ حيث يظهر هذا التشابك كثيرًا كلما تعمقنا في تأمل الأشجار الخضراء، أما في جذوع هذه الأشجار حكايات تُروى من الجمال الساحر، إذ تعيش الكثير من الحيوانات في جحورٍ تصنعها في أغصان الأشجار الخضراء، كما تبني الطيور أعشاشها فيها؛ لهذا يمكن اعتبار الجبل الأخضر بمثابة حديقة متنوعة من الجمال الساحر من حيوانات ونباتات.
أجمل ما يسحر العقل ويطرب السمع الإصغاء لحفيف الأشجار في الجبل الأخضر عندما تحرك الريح أوراقها، فيختلط هذا الصوت مع أصوات الحيوانات البرية المختلفة وأصوات زقزقة العصافير، فيشعر من يكون بالمكان بالكثير من السكينة والفرح.
تنوع حيوي فريد في الجبل الأخضر
آخر ما أشير إليه في موضوعي عن الجبل الأخضر، هو الحديث عن التنوع الحيوي الفريد الذي يوجد فيه؛ إذ يحتوي هذا الجبل المدهش على الكثير من النباتات، والأشجار النادرة، والزهور البرية الجميلة مثل: زهور البابونج، والأقحوان، والشيح، والقيصوم، والزعتر البري، والنعنع البري، كما يوجد فيه شجيرات الياسمين المزهرة الرائعة التي تتسلق على أشجار البلوط، وتمتزج رائحة البلوط المميزة مع رائحة الياسمين، لتنتج عطرًا ليس له مثيل.
أمّا أشجار الزعرور، والإجاص البري، والسنديان، والسرو، والصنوبر، فتترتب معًا في هذا الجبل الرائع لتكون مأوى للحيوانات البرية الجبلية من القطط البرية، والضباع، والطيور الجارحة مثل: الغربان، والصقور، والنسور، وغيرها من العصافير الصغيرة، فتأمل الجبل الأخضر وتنوعه الفريد يمنحنا إحساسًا رائعًا بالجمال ومفعمًا بالحيوية، فالجبل الأخضر بكلّ ما فيه من تنوع هو بمثابة محمية طبيعية لا يجوز العبث بها أبدًا، أو المساس بما فيه من تنوع حيوي رائع، فالجبل ذاكرة الطبيعة المتجددة دومًا.
يجب حماية الجبل الأخضر وكلّ ما فيه من أيادي الحطابين الذين يقطعون منه الأشجار، وحمايته من الحرائق وأيّ اعتداء على حيواناته وطيوره بالصيد كي لا يتم الإخلال بالتنوع الحيوي الرائع الموجود فيه، فهو مبهجٌ للنظر، ومريحٌ للنفس، ويأخذ الروح إلى مساحاتٍ واسعة من الأحلام الجميلة.