تعبير عن الحوار وفوائده الهادفة

كتابة:
تعبير عن الحوار وفوائده الهادفة

الحوار فن ومهارة

يُعتبر الحوار من الفنون الهامة التي ينبغي على كل إنسان إتقانها والتدرب عليها، بحيث يُمكنه التواصل من خلالها مع الناس، وقد يفشل العديد من الناس في إقامة حوارات ناجحة وفعّالة مع الأشخاص المقابلين؛ وذلك لعدم قدرتهم على التحدُّّث بلباقة مع الآخرين، أو بسبب العصبية الزائدة لديهم.

كما يفشل بعض الناس في إقامة حوار ناجح، وقد ينسحبون من البداية إمّا غاضبين أو منفعلين، ومنهم من يقوم بالاعتداء على الناس لجهلهم بأساسيات وآداب الحوار مع الآخرين، ولا يعيب الإنسان أن يتوجه لمن يُعلمه هذه المهارة، إذ إنّ هناك العديد من الدورات الهادفة التي يقوم العديد من الناس بالتسجيل فيها، وتعلُّم كيفية إقامة حوار هادف وبنّاء.

وعندما يُتقنُّ الرجل فن الحوار فإنّه لن يُواجه العديد من المشكلات في حياته الأُسرية خاصةً مع الزوجة والأبناء، إذ إنّ الأسرة تُعتبر أساسًا مهمًا في بناء المجتمعات، ولو أنّ المدير في العمل كان قادرًا على محاورة موظفيه لكان من السهل عليه التواصل معهم فيما يخص مسألة سير العمل بكل مهارةٍ وإتقان.

عندما يُحسن المعلمُ إقامة حوار مع الطلبة فإنّه سيتمكن من التواصل معهم بكل أريحية وسيتمكن من توصيل أفكاره كما سيُمكن طلبته من تقبُّل آرائه وأفكاره، وتوجيههم نحو الأفضل، وتُعتبر الأم القادرة على محاورة بناتها أُمًّا ناجحة بلا شك؛ لأنّها تكون قادرةً على حمايتهن، وتربيتهن التربية الصالحة، من خلال إجراء الحوارات المتعددة.

الحوار يبني جيلاً منفتحًا

تكمن أهمية الحوار في مقدرته على بناء جيل مُنفتح قادر على مواجهة كافة الأمور، والانفتاح على كافّة الحضارات، إذ يُمكن للحوار تحقيق ما لا يُمكن لأيّ شيء آخر القيام به من خلال تمكين الأفراد إلى عقد الحوارات وعمل النقاشات الهامة مع الآخرين، خاصةً وأنّه ينبغي على كل متحاور امتلاك المعلومات الهامة التي تُساعده في الاستمرار في الحوار.

كما أنّه ينبغي على كل محاوِر تعلُّم آداب الحوار التي تُعتبر هامةً وأساسيةً قبل أيّ نقاش، وتتضمن آداب الحوار العديد من الجوانب منها؛ حسن الإنصات للآخرين وانتظارهم إلى حين انتهائهم من الحديث، وإفساح المجال للكبار أولًا في الحديث، والسكوت إلى حين الانتهاء من الكلام وأن لا نقاطعهم أو نستهزئ بهم. 

يتوجب على كل من يحملون المسؤولية من آباء ومعلمين تعليم أبنائهم أساسيات الحوار من خلال تقديم النُصح لهم، وتدريبهم على كيفية القيام بحوارات ناجحة، كما يُمكن دفعهم لذلك بالقدوة، فالفرد الذي يرى والده يُحاور الآخرين بأسلوب جميل، فإنّه سيتبع نفس الطريقة مع سواه خاصةً الكبار منهم.

كما سيتبع الطلبة نفس أسلوب المعلم في الحديث خاصةً إذا كان المعلمُ قادرًا على جعل الطلبة يتبعون نفس أسلوبه في الحوار، وينتج لنا مثل هذا الحوار جيلًا منفتحًا قادرًا على مواكبة التطورات الهامة على كافة الأصعدة، وسيُمثلون بلدانهم في حال اضطروا إلى السفر للدراسة، أو العمل في بلدانٍ أخرى أفضل تمثيل.

الحوار يقرب وجهات النظر

من أهم أهداف الحوار أنّه يُقرب وجهات النظر المختلفة بين الناس، كما أنّ له أهدافًا أخرى مثل دفع الشبهات وإقامة الحجج والبراهين ودرء الحجج الفاسدة، والآراء الغريبة، كما يُتيح الفرصة لمعرفة وجهات النظر الأخرى تجاه أمرٍ ما، وذلك من أجل الوصول إلى نتائج أفضل.

يُمكن للحوار إذا كان بناءً إرضاء كافة الأطراف المتشاحنة من خلال إيجاد حلول وسطى تُرضي الجميع، وتقنعهم باستخدام أدلة واضحة أكثر مما كانت عليه، كما يُمكن للحوار تعديل الأفكار غير الصحيحة، خاصةً في حال التزم كافة الأطراف بآدابه العامة، ولتقريب وجهات النظر بين المتحاورين ينبغي تحديد نوع الحوار الذي يرغبون بإقامته في وقتٍ مبكر أيّ التخطيط له.

يُتيح التخطيط للحوار الفرصة أمام المتحاورين من أجل تحضير أنفسهم جيدًا، ومن أجل تقريب وجهات النظر حول الموضوع المطروح، فلو افترضنا مثلًا أنّ حوارًا دينيًا قائم بين طرفين فمن غير المعقول أن يستطرد المجاور إلى موضوعات تتعلق بالرياضة أو السياسة مثلًا، وإنّما ينبغي قراءة الكثير من المعلومات حول الموضوع الذي ينوي الأطراف كافّة التحاور فيه.

الحوار نقاش هادف وإثراء فعال

في ختام مقالنا هذا نكون قد توصلنا إلى تعريف الحوار بأنّه المناقشة التي تتم بين مجموعة من الأشخاص بهدوء تام، وبوعي، ودون اللجوء إلى العصبية أو التعصب لرأي معين بعيدًا عن العنصرية، وهي من الدلالات الواضحة على تقدُّم ورقي المجتمعات كافّة، إذ يُتيح للأفراد فرصةً للتواصل مع الآخرين، ومعرفة حججهم وسماع آرائهم.

كما أنّ الحوار يُضيف للمتحاورين فائدةً عظيمةً من خلال توفير معلومات لم تكن موجودة لديهم، فكم من محاورٍ يجهل الكثير من المعلومات حول موضوع حواره، ولكنه وبعد أن شارك في الحوار مع طرف آخر ازداد معرفةً وتعمقًا في الموضوع، وأضاف ذلك له الكثير من المعلومات الهامة.

شاع في عصرنا الحالي العديد من المدربين الذين يقومون بعقد دورات تدريبية تُمكن من يرغب بالانضمام إليها من تطوير مهاراتهم ومعارفهم في عدة مجالات ومنها: دورات الذكاء العاطفي، ودورات التواصل الاجتماعي، ودورات تعليم أساسيات الحوار، وذلك للأشخاص الذين يُعانون من مشكلات في الكلام، وضعفًا في الشخصية.

يُمكن للمشارك الانضمام في دورات خاصة في حال رغب أن يكون الأمرُ سريًّا، ولا يُريد إطلاع أحد على مشاركته مراعاةً لظروفه النفسية، فقد يشعر بعض الناس بالخجل في بادئ الأمر، كما يُمكن للفرد متابعة البرامج التثقيفية، وشراء الكتب التعليمية، أو حتى التسجيل في إحدى الدورات المُقامة عبر الشبكة العنكبوتية، وهي متعددة وبعضها متوفر مجانًا.

3821 مشاهدة
للأعلى للسفل
×