تعبير عن الرسول وغزواته
منذ أن أنزل الله -عزَّ وجلّ- رسالته على النبيّ محمد -صلى الله عليه وسلم- وقريشٌ تؤذيه، وصحابته، ويكيلون إليه أشدَّ أنواع العذاب النَّفسي والجسدي، حتَّى أنزل الله أمره إلى نبيه -عليه الصلاة والسلام- بالهجرة، ومع الهجرة بدأت حياةٌ أخرى جديدةٌ للمسلمين، فهم الآن يقيمون دولةً في المدينة، وتحتاج الدَّولةُ إلى العدَّة والعتاد وإقامة عزٍّ، وتمكينٍ للمسلمين فأنزل الله -عزّ وجل- في كتابه العزيز: {أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا ۚ وَإِنَّ اللَّهَ عَلَىٰ نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ (39) الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِن دِيَارِهِم بِغَيْرِ حَقٍّ إِلَّا أَن يَقُولُوا رَبُّنَا اللَّهُ ۗ وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُم بِبَعْضٍ لَّهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيرًا ۗ وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ ۗ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ}[١]فكانت هذه الآية القرآنية إذنٌ من الله -عزَّ وجلّ- بقتال المشركين، وسيتحدَّث هذا المقال عن موضوع تعبير عن الرسول وغزواته.
بدأ الرَّسول -عليه الصلاة والسلام- بتجهيز المسلمين لهذه المرحلة الجديدة من الدَّولة الإسلامية فكانت المعارك والغزوات التي خاضها مع صحابته تبلغ سبعًا وعشرين غزوة مثل غزوة دومة الجندل، وغزوة بني المصطلق، وغزوة الأحزاب، وغزوة بني قريظة، وغزوة بني لحيان وغزوة الحديبية، وغزوة ذي قردٍ، وغزوة خيبر، وغزوة ذات الرقاع، وغزة بدر، وأحد، وغيرها الكثير.
لقد راعت قوانين رسول الله -صلى الله عليه وسلم- الإنسانيَّة التي تحاول الآن بعض الدول تطبيقها، ولمَّا تستطع بعد، فأشار إلى أصحابه لا تقتلوا طفلًا ولا شيخًا ولا امرأةً ولا تهدموا جور عبادة، ولا تقطعوا شجرة، نعم هذه الأخلاق التي رُبِّي عليها صحابته -رضوان الله عليهم- في مدرسة محمد، مدرسة الفضائل والأخلاق.
لقد كانت معركة بدر من أهمِّ المعارك التي خاضها المسلمون فردَّت اعتبارهم بين جميع القبائل، فخافتهم قريش بعد تلك الهزيمة النَّكراء التي تعرَّضت لها، فقُتِل سادات الكفر وزبانيته، وكان يبلغ عدد المسلمين ثلاثمئة رجل أو يزيدون قليلًا بينما بلغ عدد المشركين ألفاً من الرِّجال، ولكنَّ حكم الله نافذٌ لا محالة فنصرهم الله عليهم، وأنزل مع المسلمين ملائكةً تقاتل في صفوفهم، فقتل من المشركين سبعين رجلًا، وأسر سبعون آخرون.
إنَّ غزوات رسول الله -صلى الله عليه وسلم- مثالٌ للصَّبر والاتكال على الله مع الأخذ بالأساب، والاعتصام بحبله، والتَّمسك بأسباب السَّماء، ليعلم المسلم أن الله لا يترك عباده وهم في أمسِّ الحاجة إليه، هذا المقال ليس فقط موضوع تعبير عن الرسول وغزواته بل هو كلماتٌ تختصر دروسًا، وعبر، سطَّرها صحابة رسول الله بدمائهم الطاهرة ليعلوا كلمة الله ورسوله، وكلمة الإسلام. [٢]
المراجع
- ↑ سورة الحج، آية: 39-40.
- ↑ "غزوات الرسول صلى الله عليه وسلم"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 10-6-2019. بتصرّف.