محتويات
الزلزال تحدي العصر
الزلازل من الكوارث الطبيعية التي تُهدّد كوكب الأرض، وتُنذر بوقوع الكثير من المخاطر الأولية والثانوية، ولا يقتصر ضرر الزلالزل على البشر والحيوانات والنباتات، وإنما يمتدّ خطرها إلى المنشآت والكثير من المعالم؛ إذ تستطيع الزلازل أن تُدمّر التضاريس وتنسف الجبال وتشقّ الأرض.
وعلى الرغم من أنّ التنبؤ بوقوع الزلازل أصبح متاحًا نوعًا ما في الوقت الحاضر بفضل تطور العلم، إلّا أنّ تجنبها يعدّ من المستحيلات، فلا أحد يملك سلطة على صفائح الأرض ويستطيع إيقافها سوى الله خالقها.
تُمثّل الزلازل تحدّيًا كبيرًا للعلماء المختصين، والذين يُحاولون أن يجدوا طريقة ما تُمكّنهم من التقليل من خطر وقوعها قدر الإمكان، والتقليل من عدد الضحايا والإصابات الناجمة عنها، خاصة أنّ الكثير من الأشخاص والكائنات الحية فقدوا أرواحهم نتيجة حدوث الزلازل المدمرة؛ إذ ينظر كثير من الأشخاص إلى غضب الطبيعة على هيئة زلزالٍ قويّ بأنه تحدٍّ كبير يحمل معه الدمار والموت والخوف الذي يأتي في وقتٍ غير متوقع.
كم من مدنٍ كاملة أبيدت واختفت معالمها بسبب الزلازل، خاصة في الأماكن النشطة زلزاليًا من الكرة الأرضية، وهي الأماكن التي تقع على حواف الزلازل لأنها تكون أماكن نشطة، ويمكن أن يحدث فيها زلزال مدمّر في أي وقت.
ويحدث الزلزال على شكل اهتزاز عنيف وارتجاجي في منطقة معينة، ويعقب هذا الاهتزاز ردات عنيفة جدًا، وقد تكون الاهتزازات على شكل سلسلة كبيرة ومستمرة، وكلما زادت قوة الزلزال زاد مقدار الدمار الذي يخلفه وراءه في الأرض.
الزلزال خطر ينعق بالموت
الزلزال خطرٌ كبير ينعق بالموت ويؤذن بالخراب، فأضرار الزلالزل كبيرة جدًا ولا يستطيع أحدٌ توقعها بدقة، ومن أبرز هذه الأخطار حدوث هبوط كبير في مستوى سطح الأرض، وتفتت الصخور، وانهيار الجبال، وحدوث خسف في الأودية، وتغير ملامح سطح الأرض، كما يحدث هبوط في التجاويف الموجودة تحت الأرض وانهيار الكهوف وتدمير كبير في المنشآت، وقد تنهار على الأشخاص الموجودين فيها، ممّا يُسبّب إصابتهم أو وفاتهم، وهذا بحدّ ذاته يحمل مأساة كبيرة ويسبب الخوف والذعر في النفوس.
إضافة إلى دمار البنى التحتية في المكان الذي حدث فيه الزلزال، وسقوط المباني وناطحات السحاب وتدمير الطرق بشكلٍ كامل وحدوث خسائر في الأملاك، كما يحدث اندلاع كبير في الحرائق بسبب سقوط أعمدة الكهرباء وانفجار الكوابل وانفجار المعاملات النووية، وانفجار خطوط الغاز والماء.
أما بالنسبة للمدن الساحلية فقد تتدمر دمارًا شاملًا ويحدث بها موجات قوية وارتفاع للأمواج مما يؤدي إلى حدوث ظاهرة التسونامي؛ إذا كان مركز الزلزال في البحر، كما قد يحدث ارتفاع في مستوى بعض المناطق بشكلٍ كبير.
علينا أن نعي جيدًا الطرق الصحيحة للتعامل مع حدوث الزلازل لتقليل الخسائر البشرية والمادية قدر الإمكان، ومحاول التخفيف من الأضرار، والوعي في هذه اللحظات مطلوب بشكل كبير.
الزلزال يجب التحرّز منه بالإجراءات العملية
حدوث الزلزال قد يُسبّب غرق بعض الجزر البحرية واختفائها بشكلٍ كاملٍ عن الأرض، كما تحدث زيادة في ميوعة التربة ودمار الغابات واقتلاع الأشجار، وهذا بدوره يسبب موت الكثير من الحيوانات والنباتات، كما قد يحدث انفجارًا في المياه الجوفية، ويؤدي إلى حدوث فيضانات وتلف المحاصيل الزراعية وسقوط الجسور، وغير ذلك من الأضرار الكبيرة التي تلحق بشبكة الاتصالات والمواصلات، وما يعقبه من تضرر الطرق ومدرجات المطارات وخروج سكك القطارات عن أماكنها المخصصة، وغير ذلك الكثير من الدمار.
لذلك لا بدّ من اتخاذ إجراءات للحدّ من أضرار الزلازل، وذلك من خلال الإجراءات العملية وليس تحذير الناس بالقول فقط، وأول ما يجب فعله هو تدريب الناس في أماكن النشاط الزلزالي على التعامل مع وقوع الزلازل وكيفية إخلاء المباني بسرعة كبيرة، وإيجاد طريقة لمنع التزاحم والتدافع، ووضع مخرج طوارئ إجباري في كل المنشآت والفنادق، والعمل على تحسين عمليات البناء لتكون المباني قادرة على الصمود في وجه اهتزازات الزلازل بكفاءة كبيرة قدر الإمكان.
يجب تفعيل أنظمة الإنذار كي يتعامل الناس معها بسرعة ساعة وقوع الزلزال، كما يجب تفعيل نظام الحمايات والإنقاذ وتدريب كوادر الدفاع المدني على التعامل جيدًا مع الزلازل والكوارث الطبيعية، وإبعاد الناس عن أماكن الخطر بسرعة كبيرة، ومحاولة إيجاد نظام لامتصاص الصدمات والاهتزازات؛ حيث تكون المباني مهيأة لامتصاص اهتزازات الزلازل دون أن تتضرر، وعمل ملاجئ يمكنها تحمل الزلالزل؛ حيث يستطيع الناس اللجوء إليها عند حدوث زلزال.
الزلزال بلاء نازل
في الختام، تجدر الإشارة إلى أنّ الزلال بلاءٌ على الإنسان والحيوان والنبات والأرض بأكملها، ولا بدّ من اتخاذ أقصى الحذر منها، خاصة أن الزلزال إذا وقع فلن يستطيع أحدٌ إيقافه.
لهذا يجب الحذر من تبعاته واتخاذ الإجراءات الاحترازية التي من الممكن أن تفيد ساعة وقوعه مثل: الوقوف عند الأشياء الثابتة، والاختباء في الملاجئ المخصصة، وإذا كان شخصٌ ما يسير بسيارته على الطريق وقت حدوث الزلزال فعليه أن يركن سيارته جانبًا ويبقى بها حتى ينتهي، فالزلازل تحمل الكثير من الخطر.
يجب دفع الكوارث الطبيعية وأذاها ودمارها مثل الزلازل بالاستعاذة بالله منها والدعاء لله وحده أّلا تأتي وإن حدث وأتت أن تمرّ ولا تضرّ، فالزلازل تعبر عن غضب الأرض وكأنها تعلنها ثورة على نفسها؛ لهذا في لحظة وقوع الزلزال على الجميع التحلي بالصبر والحذر، والاتجاه نحو الأماكن الأكثر أمنًا والتي من الممكن أن تؤمن الحماية اللازمة، كما يجب عدم إثارة الرعب والفزع وعدم التدافع في لحظة وقوعه؛ لأنّ هذا يُسبّب تفاقم الإصابات.
حدثت الكثير من الزلازل المدمرة ومنها: زلزال ألاسكا، وزلزال الصين، وزلزال تشيلي وغيرها، وقد حدثت الكثير من الخسائر البشرية والمادية على أثرها؛ لهذا يجب التهيؤ دومًا لخطر الزلازل المحتمل لتسبّبه بدمار كبير.