محتويات
المقدمة: الشمس والقمر آيتان من آيات الله
الشمس والقمر آيتان عظيمتان من آيات الله -تعالى- في الكون، والله لا يخلق شيئًا عبثًا؛ لهذا فإنّ وجود الشمس في مكانها ومدارها الذي حدّده الله تعالى أمرٌ في غاية الدقة كي تستمرّ الحياة، وينطبق هذا أيضًا على القمر، ومن حكمة الله تعالى أن يكون للأرض قمرٌ واحد فقط؛ وهو القمر الذي ينير عتمة الظلام، ويأخذ نوره من الشمس.
العرض: الشمس والقمر بين الإهمال والاهتمام
يقول الله -تعالى- في القرآن الكريم واصفًا الشمس والقمر: (وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَّهَا ۚذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ * وَالْقَمَرَ قَدَّرْنَاهُ مَنَازِلَ حَتَّى عَادَ كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ * لَا الشَّمْسُ يَنبَغِي لَهَا أَن تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلَا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ ۚ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ).[١]
الشمس والقمر من المعجزات الإلهية التي تتربع في كبد السماء، فالشمس والقمر يبهراننا بجمالهما الأخاذ وفوائدهما التي لا تعدّ ولا تُحصى، ولا يُمكن تصوّر شكل الحياة على الأرض دون وجود أحدهما، فالقمر والشمس عينان بالنسبة للأرض، وهما بالفعل مصدر حياة ومصدر جمال ونور لنا.
وجود القمر لا يقلّ أهمية عن وجود الشمس؛ إذ يعتقد البعض أنّ الشمس والقمر ليس لهما الأهمية ذاتها، لكن في الواقع فإنّ للشمس مهامًا كثيرة جدًا، أكثر من كونها مصدر الدفء بالنسبة لنا، فهي المحور الأساسي في المجموعة الشمسية.
الشمس هي مصدر النور للقمر لأنّه يعكس نورها الساقط عليه، ولولا الشمس لكان القمر كوكبًا مُعتمًا، لكن هذا لا يعني أن يُهمل الناس ذكر دوره المحوري في الحياة على الأرض، وممّا يجدر ذكره أنّ جميع كواكب المجموعة الشمسية بما فيها القمر والأرض يدوران حول الشمس بسرعات مختلفة، وهذا يجعلنا نفكر في عظمة الله.
دوران الأرض حول الشمس يُحدّد فصول العام، وفي الوقت نفسه فإنّ كلّ هذه الكواكب بما فيها الشمس والقمر تدور وتجري في الفضاء في مسار مُحدّد إلى أجلٍ مسمى، وقبل اختراع أجهزة الرصد الحديثة كانت الكثير من المعلومات حول الشمس والقمر غامضة، خاصة فيما يتعلق بدورها بالنسبة للكرة الأرضية.
يعتقد البعض أنّ الشمس ثابتة في محلها وهذا غير صحيح، فاكتشافنا للتكنولوجيا الحديثة في الرصد جعلنا نُدرك أنّ الشمس والقمر والأرض والكواكب تدور بنظام دقيق ويربطها هذا النظام بطريقة ربانية لا يُمكن الإحاطة به من جميع النواحي، ولو اختلّ هذا النظام الدقيق لاستحالت الحياة على الأرض.
لو اقتربت الشمس قليلًا من الأرض لأصبحت الحياة لا تُطاق من شدة الحرارة، ولو ابتعدت لساد الجليد والظلام، وهذا كله من حكمة الله تعالى التي تظهر أمامنا بوضوح، والأمر نفسه ينطبق على القمر؛ إذ إنّ مكان القمر بالنسبة للأرض والشمس هو أنسب مكان، ولو اختلف قليلًا لكان النظام قد اختلّ.
كما أنّ الناس يهتدون بالقمر لمعرفة الاتجاهات، فالقمر بالنسبة لهم علامة مميزة مثله مثل الشمس، وكانوا من خلالهما يعرفون الاتجاهات الأربعة وهي الشروق والغروب والشمال والجنوب.
كان الناس قديمًا عندما يُسافرون يهتدون بنوره وسط الصحراء ويأنسون بوجوده، ويُشكّل كلّ من الشمس والقمر وجبة دسمة بالنسبة للأدباء والشعراء؛ لأنّهم يُشبّهون الحبيبات بهما، فالبعض يُشبّه شروق الشمس بوجه الأحبة وحضورهم، وكذلك ينطبق على القمر.
مهما حاول الناس مقارنة الشمس والقمر معًا فلن يستطيعوا أن يرجّحوا كفة أحدهم على الآخر، فنحن نحب الشمس والقمر بطرقٍ كثيرة، والبعض يعتبر الشمس هي الأكثر أهمية، وما لا يعرفه كثيرون أنّ الأرض تتأثر بقوة جذب القمر لها، ويُسبّب لهذا حركات المد والجزر في البحار.
بفضل العلم الحديث استطعنا معرفة الكثير من المعلومات حول الشمس والقمر، واستطعنا فك العديد من الرموز حولهما، كما في الوقت الحاضر أصبحنا نستفيد من طاقة الشمس وحرارتها وأشعتها في الكثير من الأشياء، خاصة أنّها طاقة متجددة لا تُسبّب أيّ تلوث للبيئة.
هذه ميزة رائعة للشمس، ومن أبرز استخدامات الطاقة الشمسية استغلالها في توليد الطاقة الكهربائية واستخدامها للإنارة، إضافة إلى استغلالها في تسخين الماء باستخدام السخانات الشمسية؛ لهذا فإنّ الشمس بالنسبة للإنسان نعمة عظيمة لا يُمكننا الاستغناء عنها أبدًا، وهي الأساس بين الكواكب في المجموعة الشمسية.
استطعنا أيضًا كشف العديد من أسرار القمر؛ حيث هبط عليه الإنسان منذ منتصف القرن العشرين، ومنذ ذلك الوقت أصبحت الرحلات الفضائية تتّجه إلى القمر، وتمّ رصد الفضاء وما فيها من كواكب ونجوم ومجرات، وكذلك رصد الكرة الأرضية، واستطاع الإنسان كشف مكونات كلّ من الشمس والقمر، ومعرفة الطريقة التي تكون كلٌ منهما فيها.
مهما اختلف الناس في أهمية الشمس والقمر فإنّ الله تعالى لم يخلق شيئًا عبثًا، ويُوجد في القرآن الكريم سورة تحمل اسم الشمس، وسورة تحمل اسم القمر، وقد أقسم الله تعالى بالشمس والقمر لأنّهما معجزتان من معجزات الله تعالى، وأهميتهما عظيمة جدًا في توازن الحياة على كوكب الأرض؛ لذا فإنّ القمر والشمس من أعظم النعم.
الخاتمة: الشمس والقمر مقصد السائرين
في الختام، إنّ الشمس والقمر مقصد السائرين، فالشمس تُهدي الأرض نورها، وهي السبب في تعاقب الفصول الأربعة على الأرض، وبها يتحدّد الوقت خلال اليوم، فشروق الشمس يُحدد بداية النهار والحياة وانطلاق المخلوقات نحو العيش.
وهي مقصد الناس لتحديد ساعات وأوقات يومهم وصلاتهم والقمر كذلك يتحدّد به أيام الشهر، فالهلال يعني بداية شهرٍ جديد وهو الشهر القمري، والبدر يعني انتصاف الشهر، ثم يبدأ بالتناقص فيُصبح هلالًا مرة أخرى وينتهي الشهر، فالشمس والقمر هما جهاز التنبيه للوقت.
المراجع
- ↑ سورة يس، آية:38 39 40