تعبير عن الصداقة قصير

كتابة:
تعبير عن الصداقة قصير

تعبير عن الصداقة قصير

تعدُّ رابطة الصداقة من أغزرِ وأوثق الروابط الإنسانيّة التي ليس لها علاقة بصلات الدم أو النسب أو القرابة، وقد تتشكّلُ رابطة الصداقة في بيئة التعليم المدرسيّ أو في بيئة التعليم الجامعيّ أو في بيئة العمل فيما بعد، وهناك بعض الصداقات التي ظهرت في السنوات القليلة الماضية من خلال مواقع التواصل الاجتماعيّ والتي بدأت بصداقات إلكترونيّة لتنتقل بعد ذلك هذه الصداقات إلى الواقع المُعاش من خلال التقاء أصدقاء منصّات التواصل الاجتماعي ببعضهم على أرض الواقع، بالإضافة إلى بعض المصادر الأخرى التي تتشكل من خلالها رابطة الصداقة مثل صداقات البيئة الاجتماعية، ومجاورات السكن، والمصادفات، ومصاحبة الناس للناس في السفر.

وتكمن أهميّة رابطة الصداقة في أنّها تخفف عن الإنسان شعوره بالوحدة، كما تعينه على صعوبات الحياة من خلال وجود الصديق الحقيقي الذي يقف مع صديقه في الكروب وعن حدوث الأزمات ويشاركه الأحزان قبل الأفراح، بالإضافة إلى دورها المهمّ في مساعدة الإنسان على اتخاذ القرارات الصحيحة من خلال استشارة الأصدقاء ذوي الخبرة والمعرفة قبل الإقدام على القرارات الحساسة في هذه الحياة، ففي بعض الحالات يكون الصديق أقرب إلى الإنسان من أمه وأبيه وأخته وأختيه، ويكون أكثر الناس إدراكًا للأمور التفصيلية التي تُبنى عليها القرارات المصيرية، ومن ناحية أخرى فإن الصديق الطيب يقرب الإنسان إلى كل ما هو طيب، فيكون معينًا لصديقه على طاعة الله تعالى.

وعلى الإنسان أن يختارَ الأصدقاء بعناية فائقة، فالصحبة السيئة سبب رئيسي في فساد الإنسان؛ لأن الصديق السيء يسحب صديقه إلى ما هو سيء، وهنا يقع على الآباء دور مهمّ في مراقبة الأبناء وما يختارون من صداقات خاصة في المراحل السنية التي لا يكون فيها الإنسان على درجة من الوعي والتمييز بين الخطأ والصواب، وفي بعض المراحل التي يكون فيها الإنسان يحب الاستكشاف وتجربة الأشياء الجديدة مثل مرحلة المراهقة التي تقع فيها العديد من حالات الشذوذ الفكري والانحلال الأخلاقيّ بسبب الأصدقاء السيئين، فيقضون أوقاتهم في أمور قد تسبب الأذى لهم.

ولا تقتصر الصحبة السيئة على أن يقود الصديق السيء صديقه إلى كل ما يضر به أخلاقيًا وسلوكيًا، بل إن الأمر أيضًا ينطبق على الأصدقاء الذي يتسببون في ضياع أوقات أصدقائهم، فيقضون الساعات الطوال في أمور غير مفيدة، ومن خلال ذلك يضيعون أعمارهم وتمر عليهم الأيام والأسابيع والسنوات دون أن يتعلموا شيئًا جديدًا، أو يطوروا من مواهبهم أو قدراتهم التي يمكن استثمارها بشكل حقيقي، ولكن هذا الأمر لا ينفي أن تكون رابطة الصداقة من الأسباب التي تجعل الإنسان يُروِّحُ عن نفسه، فيقضي مع أصدقائه بعد الأوقات في المرح والتسلية للخروج من رتابة الحياة وروتينها القاتل، وعلى الإنسان أن يحافظ على صديقه الجيد وأن يتمسك به حتى آخر لحظة، فالصديق الجيد عملة نادرة لا تكرّرها الأيام.

5089 مشاهدة
للأعلى للسفل
×