تعبير عن العائلة وبنائها للمجتمع
عند كتابة موضوع تعبير عن العائلة وبنائها للمجتمع فإنّه سيتم الحديث عن الرّكيزة الأساسية في المجتمعات الإنسانية، وتتكون العائلة من الأب والأم والأبناء، وهذه هي العائلة البسيطة التي تحتوي على جيل جديد ضمنها، وهناك أشكال أخرى للعائلات التي تحتوي على أكثر من جيل جديد ضمنها من خلال وجود جيل الأحفاد، وتكون العائلة في هذه الحالة كبيرة العدد مع وجود فارق سنِّي أكبر بين أفرادها، أما المجتمع الإنساني فيتكون من مجموعة من العائلات المتقاربة في الصفات واللغة والعادات والتقاليد، وتعيش بالقرب من بعضها البعض ضمن مساحة جغرافيّة محدّدة.
وعند كتابة موضوع تعبير عن العائلة وبنائها للمجتمع لا بُدّ من الإشارة إلى الدّور الذي يلعبه الموروث الثقافي والديني والاجتماعي على أفراد العائلات التي تتكوّن منها المجتمعات الإنسانية، فبعض السُّلوكيّات قد تكون مقبولة في مجتمع ما لأنها لا تتعارض مع المُثل التي يتبنّاها هذا المجتمع، وبالمقابل فإنّ السلوكيّات نفسها قد تكون مرفوضة في مجتمع آخر، حيث يؤدي قيام أحد أفراد المجتمع بارتكابها تعرضيه إلى عقوبة ضمن ما تفرضه هذه المجتمعات من قوانين وأُطر عامّة تحدّد العلاقة بين الأفراد في تلك المجتمعات الإنسانيّة.
ويتميّز المجتمع الإسلامي عن غيره من أفراد المجتمعات الإنسانية الأخرى بأن أفراد المجتمع يتبنَّونَ مجموعة من القواعد والمبادئ التي تحكم العلاقة فيما بينهم، غير أنّ هذه القواعد التي تحكم العلاقة بين الأفراد منبثقة من شريعة ربّانية لا يتداخل فيها أي قانون وضعي من عند البشر، وهذا ما يجعل أفراد المجتمع المتلزمين بشرع الله يعيشون في حالة من الاستقرار والأمان في ظل الأحكام الشرعية الربّانية التي ترسّخ مفهوم العدل، وتجعله واقعًا مُعاشًا في الحياة اليومية، فلا يعتدي أحد على أحد، ولا يأكل أحد مالَ أحدٍ بالباطل، كما أن المجتمع الإسلامي مجتمع متماسك يشد بعضه بعضًا، فيحب الفرد فيه لأخيه ما يحبه لنفسه، ويسعى إلى قضاء حاجة أخيه المسلم ابتغاءً لمرضاة الله تعالى.
وفي ختام كتابة موضوع تعبير عن العائلة وبنائها للمجتمع لا بدَّ من ذكر أهمية التعاون المشترك بين البيئة المدرسيّة والأسرة في بناء مجتمع قوي ومتماسك، حيث يتم إعداد الأطفال ليكونوا قادة المجتمع في المستقبل، فيجب أن يمتلكوا القدرة على التأثير، وأن يكون موقفهم من القضايا التي تمسّ جميع أفراد المجتمع واضحًا، بالإضافة إلى دورهم الحيوي في بناء الحضارة، والدور الهامّ الذي يُعنى به أفراد المجتمع في محاربة الغزو الثقافي والفكري الذي يُعدّ في كثير من الحالات أخطر من الغزو العسكريّ، لأنه يمس الشأن الداخلي في المجتمع ويغيّر ثقافة أبنائه وعاداتهم وتقاليدهم، لكن المجتمع الذي يكون لإبنائه قيم ومبادئ راسخة لا يتغيّر ولا يتأثَّر أبدًا.