العيد بهجة طفولية
يوم العيد من أعظم الأيام وأقربها للقلب، فهو يومٌ للفرح والسرور الذي يعمّ جميع القلوب من كبير وصغير، والمشاعر التي تتولّد فيه لا يُوازيها أيّ مشاعر؛ لأنّها صادقة نابعة من ذكريات الطفولة التي تختزنها ذاكرة العيد، وأكثر ما يُفرح بالعيد هُم الأطفال الصغار بمختلف أعمارهم، فهُم يجدون فيه البهجة والسرور واجتماع العائلة والرحلات الجميلة والأجواء المُبهجة.
العيد شعائرٌ مقدّسة
العيد ليس مجرد يومٍ عادي مثل باقي الأيام، بل هو يومٌ له قدسيته الخاصة وطقوسه الكثيرة وشعائره الدينية والاجتماعية التي يقوم بها الناس في صباح العيد وفي سائر وقته، ومن أهم طقوس العيد هي ترتيبات العيد التي تسبق العيد بأيام؛ حيث يبدأ الناس بتهيئة أنفسهم وبيوتهم لاستقبال الأهل والأحبة من أقارب وأصدقاء للتهنئة بالعيد، ويعدّون الكثير من الأطباق سواء أكانت أطباق الحلويات أم أطباق الطعام المخصصة ليوم العيد.
تختلف شعائر العيد باختلافه، فشعائر عيد الفطر المبارك تختلف قليلًا عن شعائر عيد الأضحى المبارك، ويُصادف عيد الفطر يوم الأول من شوال من كلّ عام، أمّا عيد الأضحى المبارك فيأتي في العاشر من ذي الحجة، وفي عيد الفطر يحرص المسلمون على أن يكسروا صيامهم قبل ذهابهم إلى صلاة العيد بشربة ماء أو شق تمرة، وهذا من السنة النبوية الشريفة.
عيد الفطر المبارك يأتي بعد أداء ركن الصيام وما يُرافقه من صلوات وأدعية وإقامة ليلة القدر، وعيد الضحى يأتي بعد أداء ركن الحج، فيا لها من أيامٍ مباركة تلك التي تأتي بعد أن يُؤدي الإنسان عبادة عظيمة تزيد فيها حسناته، ويغفر الله له فيها سيئاته وتُستجاب دعواته، فالعيد هدية من الله تعالى وجائزة على أداء العبادات على أكمل وجه، لهذا يُسمّى أيضًا يوم الجائزة أو يوم المكافأة.
العيد متسع للفرحة
في العيد يجد الناس فرصةً عظيمةً للترويح عن أنفسهم والذهاب في رحلات عائلية جماعية والاستمتاع بأجواء العيد وسط بهجة الكبار والصغار، ففي العيد متسعٌ للفرح مهما كانت الظروف، وهو بالتأكيد ليس لمن لبس الجديد من الثياب فقط، بل للجميع، لهذا من السنة تعظيم شعيرة العيد وتعظيم الفرح في يوم العيد المبارك وإظهار الطقوس الرائعة المميزة، يقول أحد الشعراء:
العيدُ أقبَلَ باسِمَ الثغر
:::ومُناهُ أن تحيا مدى الدهرِ
حتَّى تعيشَ بغبطَةٍ أبدًا
:::ويُعدَّ من أيامِك الغُرِّ
مِن أشهر أطباق الحلويات التي يُقدمها الناس في عيدي الفطر والأضحى حلوى المعمول بالجوز أو التمر أو الفستق الحلبي والشوكولاتة وأقراص العيد المعجونة بالسمسم وحبة البركة والزيت والزلابية المرشوشة بالسكر المطحون، والفطائر اللذيذة المحشوة بالعسل والعديد من الحلويات التقليدية التي تختلف باختلاف البلدان.
مِن واجب الناس في العيد تذكُّر بعضهم بعضًا وخاصةً الفقراء والمحتاجين والمساكين والأرامل واليتامى الذين ينتظرون العيد ليفرحوا فيه، لهذا يجب زيارتهم وتقديم هدايا العيد لهم وجبر خواطرهم حتى يفرحوا بالعيد ويبتهجوا بأجوائه؛ لأنّ العيد مثل الشجرة التي تلقي بثمار الفرح على الجميع كي يشعروا بالبهجة.
لكن البعض لا يشعر فيه بالفرح نتيجة فقد عزيز أو قريب أو لعجزه عن شراء الملابس وحلويات العيد لأبنائه وأهل بيته، لهذا من واجب المسلمين أن يتكافلوا مع بعضهم بعضًا، وأن يُقدموا ما استطاعوا من أموالهم لهؤلاء كي يعيشوا أجواء العيد الجميلة كما ينبغي، وكي يتبدل حزنهم فرحًا وللتخفيف من مشاعر الألم والفقد في قلوبهم ليشعروا بالسلوان والتسلية، خاصةً أنّ الناس يفتقدون وجود أحبتهم في يوم العيد.
العيد مشاعرٌ مختلطة
في الختام، في العيد تختلط المشاعر ما بين فرحٍ وسرور بأجوائه الرائعة، وما بين حزنٍ على ذهاب موسمٍ من مواسم الطاعات والعبادات وغفران الذنوب، فهو فرصة ذهبية لتجديد الفرح وفرصة رائعة حتى يستعيد الإنسان طاقته ونشاطه ليبدأ من جديد وكلّه أمل أن يأتي العيد القادم، وقد تبدلت الظروف والأحوال إلى الأحسن، سواء على المستوى الشخصي أم العام.