الغذاء الصحي
- تعريف الغذاء الصحي أي اتباع طريقة صحيَّة ومتوازنة لتلبية احتياجات الجسم.
- دور الغذاء الصحي في التَّقليل من أخطار الإصابة بالأمراض المزمنة.
- دور الغذاء الصحي في الحفاظ على وزن مثالي والوقاية من أمراض السمنة.
- آراء خبراء الصحة والتغذية في الغذء الصحي وأهميته.
المقدمة: تعريف الغذاء الصحي
الطّعام الصحي هو ذاك الغذاء الذي يوفّر للإنسان ما يحتاجه من سعرات حرارية، إضافة إلى البروتينات والدُّهون المسموح بها، ويجب أن يتوفر في الغذاء الصّحي تلك المجموعات الغذائيّة التي تمد جسم الإنسان بالطّاقة اليوميَّة اللازمة، وبهذا يكون الشَّخص المتَّبع لنظامٍ غذائيٍّ على معرفةٍ بأنّ هذه المجموعات الغذائية تتناسب مع احتياجاته حسب عمره، إضافة إلى مناسبتها لجنسه وطبيعة عمله ومقدار نشاطه، فمثلًا تناول الطَّعام الذي يحوي الكثير من السُّعرات الحراريّة الزائدة سيؤدي إلى تراكم الدهون في الجسم والتسبب بالوزن الزائد والسمنة المفرطة، ما يعرّض الشخص لخطر الإصابة بالأمراض المزمنة.
العرض: فوائد الغذاء الصحي
لقد جُبل الإنسان على حبِّ الأمور المفيدة له ولصحته، فالمكان الذي يحوي الأمراض والضرر بالصِّحة ستجد الكائن البشري يفرُّ منه، كتلك الفريسة التي تفرُّ من الأسد المفترس خوفًا من انقضاضه عليها، ومن الفوائد التي يجب لفت نظر الإنسان إليها هي فوائد الغذاء الصحي، وما له من أهميّة في إمداد جسم الإنسان بالطاقة اللازمة له ولنموه بشكل قويم وصحيح، ويجدر بنا الإشارة إلى أنَّ تلك الطَّاقة التي يستمدها الإنسان من الغذاء الصحي هي مهمة جدًا بالنّسبة لصحته ، وذلك حتى يتمكن من ممارسة جميع أعماله ونشاطاته بشكلٍ جيَّدٍ وعلى أكمل وجه، فالرّياضي مثلًا بحاجة لنظام غذائي يوافق مجال لعبه والطّالب في المدرسة كذلك الأمر والأمُّ الحامل، ومن هنا نرى الدّور الرّئيسي والمهم للغذاء الصّحيّ.
فالغذاء يعدُّ من الحاجات الأساسيّة للإنسان وذلك حتّى يستطيع النموّ بشكل صحيح، إضافة إلى توفيرالطَّاقة اللازمة له من أجل القيام بوظائفه الحيويّة المختلفة على أكمل وجه، إضافة إلى أنَّ الغذاء سيمد جسمه بالقدرة المناسبة لمقاومة الأمراض والعدوى، وإعادة بناء وترميم الخلايا التَّالفة من جسمه وإصلاحها، ولكن كل هذا يتطلب من الإنسان أن يسلك عاداتٍ غذائية، فيبتعد عن الوجبات السريعة وغير الصحيّة، والتي ستُسبّب لجسمه العديد من المشاكل الصحيَّة، لأن جسمه لم يحصل على حاجته الضروريّة من الغذاء الصحي المتوازن، ومن أجل ذلك كان لا بدّ من تعريف الغذاء الصحيّ والتّحدث عنه لمحاولة مساعدة الأشخاص على معرفة الطريق السليم للحفاظ على صحتهم.
إنّ اتباع نظام الغذاء الصحيّ والابتعاد عن الأغذية المصنعة المليئة بالملونات والبعيدة كل البعد عن الأمن الغذائي ستساعد على بناء خلايا الجسم التَّالفة وتجديدها وإعادة هيكليتها من جديد، وذلك عندما يتناول الإنسان حصَّةً من الأطعمة التي تحوي نسبًا عاليةً من البروتينات والتي تتوافق مع عمره وجنسه وطبيعة عمله، كما أنّه من الفوائد المهمة للأطعمة الصّحية هي المحافظة على أعضاء جسم الإنسان سويّةً قويمةً بعيدةً عن أي تشويه، فتعمل على تقوية عظامه وبنائها بشكل قويٍّ وصحيحٍ خالٍ من أي تشويه قد يحلق بها.
سيكون هذا الأمر عندما يتمُّ تناول الأطعمة التي تحوي على عنصر الكالسيوم بشكل دوريٍّ ومنتظم، كما أنَّه يجب تناول الأطعمة التي تحتوي مضادات للأكسدة والتي تعمل على حامية الجسم من أخطار التَّعرض للإصابة ببعض الأمراض السرطانيَّة، كما أنّ الالتزام بالنّظام الغذائي الصّحي الكامل والمتكامل سيكون له فوائد جمّة، إضافة إلى كلِّ ما ذكرناه ومن تلك الفوائد، هي تعزيز القدرة العقليّة على التّفكير والدّراسة، والتّمتع بمهارات التّفكير الصّحيحة؛ وذلك من خلال المحافظة على تناول الأحماض الدهنية المفيدة لجسم الإنسان.
إضافة إلى تناول بعض المعادن والفيتامينات التي تعمل على تعزيز كلّ ما ذكر من القدرات العقليّة التي تحدّثنا عنها سابقًا، ومن الأمور المفيدة للطّعام الصحي المتوازن أنّه يساعد الإنسان على التَّمتع بالوزن الصحي والمثالي بعيدًا عن تعرضه لبعض الأمراض مثل مرض السمنة المفرطة، والتي تنتج عن تناول الأطعمة غير الصحية والابتعاد عن الحميات الغذائية المفيدة، وبهذا لاحظنا كيف أن نمو الجسم وبناءه بتلك الطَّريقة الصَّحيحة والسَّليمة لا بد من أن يتبع فيها الإنسان نظامًا غذائيًا صحيحًا ومدروسًا.
الغذاء الصحي هو ذاك الطّعام الذي يؤمن لجسم الإنسان جميع متطلباته وحاجاته من الفيتامينات والدهون والطاقة اللازمة من أجل القيام بالوظائف الحيوية التي خلقها الله تعالى له، ومن هنا يجب على الإنسان الالتزام بالغذاء الصحي وتناوله بشكل مستمر، وذلك بالمحافظة على أنواع الأكل الصحيَّ الذي يدخل ضمن مضمار الأمن الغذائي الصحيح، فيجب تناول الحبوب الكاملة بمختلف أنواعها كالقمح وغيره، وعلينا الإكثار من تناول الحصص الصحية من الخضروات والفواكه المختلفة اللازمة لبناء الجسم وإمداده بالفيتامينات اللازمة كفيتامين C وفيتامين D وغيره من الفيتامينات، كما أنَّه من شروط الالتزام بالأغذية الصّحية لا بدَّ من الاعتدال أثناء تناول الطعام، مع الحرص على التنوع فيه.
وهذا يعني أنَّ قلَّة السعرات الحراريّة ستؤدّي إلى نقص الوزن والخلل بوظائف الجسم الحيويَّة، وفي كلتا الحالتين لن يكون جسم الإنسان بوضعه الطَّبيعي والسليم وسيكون غير قادر على ممارسة النّشاطات اليوميّة بشكلٍ جيد، فيجدر بنا الإشارة هنا إلى أنّ الغذاء الصحي يجب أن يمدّ جسم الإنسان بالطاقة اللازمة بغية القيام بالأعمال اليوميّة، إضافة إلى بالفيتامينات التي تسهم في بناء جسمه بشكل صحيح، وكثير من المقولات تثبت أنّ الجسم الصحيح والقوي هو بابٌ للتفكير والإبداع بشكل صحيح، فقد صدق مَن قال: العقل السليم في الجسم السليم.
وقد نشأ حديثًا ما يُسمّى بالوعي الصِّحيّ، وهو ذاك العلم الذي يدرس فوائد أصناف الأطعمة الصحية وآثار بعضها على البعض الآخر، أو تأثير تلك الأطعمة على بعض الأمراض سواء أكانت تلك التأثيرات إيجابية أم سلبية، ومن الطرق الناجعة في الالتزام بالغذاء الصحي هي الالتزام بوقت تناوله، فيجب الحرص على النّظام والانتظام في تناول الوجبات، وذلك من خلال تحديد مواعيد لها، فمن الأفضل ألَّا يتأخر طعام الإفطار إلى فترة الظهيرة، أو تأخير طعام العشاء إلى ما قبل النوم مباشرةً، وذلك لما قد يسببه من سمنة.
يجب الالتزام بمعرفة الأطعمة التي يتمُّ تناولها على مدار اليوم، فهناك مثلًا بعض الأطعمة المناسبة لوجبة الإفطار في حين بعضها لا يناسب وجبة الإفطار وهكذا مع بقية الوجبات، من الأمور التي ستشجعك على الالتزام بالنظام الغذائي الصحيح والهرم الغذائي الصحي هو معرفة الأضرار الناجمة عن عدم الالتزام بهذا النظام الصحي، فضعف النّظام المناعي في الجسم والإصابة بالأمراض سيكون ناتجًا عن نقص بعض العناصر الغذائية، ومن تلك الأمراض هشاشة العظام التي تحدث نتيجة نقص الكالسيوم والبوتاسيوم.
إنّ قلة استيعاب المعلومات وعدم التركيز -خاصَّةً لطلاب المدارس- سيكون سببه نقص بعض أنواع الفيتامينات في الجسم، ومن هذه النقطة المهمة يمكن للإنسان أن ينطلق للبحث عن الغذاء الصحي الموافق لطبيعة جسمه مع الالتزام به، وينجو بذلك من مصيدة سوء التغذية التي وقع فيها الكثيرون ممن لا يتّبعون توصيات خبراء التّغذية.
الغذاء هو تلك الرَّكيزة الأساسية للصحَّة الجيدة والجسد الخالي من الضَّعف والأمراض، ومن الملاحظ أن هناك الكثير من الحالات التي يكون فيها الطَّعام مصدرًا أساسيًا لإصابة الإنسان بالأمراض المزمنة والمختلفة، يجب التّنبيه من أجل تحصيل الفائدة الكاملة أثناء اتّباع نظام غذائي صحي، بأن يتّبع الإنسان أسلوب حياة صحيِّ ونظاميّ مدروس على أيدي خبراء أو من مصادر طبيّة موثوقة بعيدًا عن الخرافات والتكهنات.
يجب على الإنسان الذي يهتمّ بصحته وغذائه أن يحسب عدد السعرات التي سيتمُّ إدخالها لجسمه عن طريق الأطعمة في كل يومٍ، مع ضرورة الابتعاد عن الإكثار من تناول الحلويات والمشروبات والأطعمة التي تحتوي على نسب عاليةٍ من السُّعرات الحرارية والتي تضرُّ بجسم الإنسان في كثيرٍ من الأحيان، فقد أكّد الخبراء أنّه يجب تكون نسبة السُّكريات المدخلة إلى الجسم حوالي 10% من الجدول الغذائي اليومي فقط.
الخاتمة: الالتزام بالغذاء الصحي
ختامًا، لا بد لنا من التأكيد على أهمية الغذاء الصحي في حياتنا، بالإضافة إلى السلوكيّات المتّبعة لتحقيقه، فمعظم السُّلوكيات التي تتعلق بما يسمى الهرم الغذائي والتي يتبعها الآباء ستنتقل إلى أطفالهم، فتُصبح جزءًا لا يتجزَّأ من سلوكياتهم الغذائيَّة، فيجب أن تكون العادات الغذائية المتّبعة من قِبل الآباء والأمهات صحيّة وجيدة؛ وذلك حتى يصبحوا نموذجًا يُحتذى به من قِبل أبنائهم، ومن هنا نجد أنّه هناك للنظام الغذائي الصحيّ دورًا مهمًا في الحفاظ على صحة أجسامهم ونموهم بشكل جيد.