محتويات
المقدمة: الفشل يعني أنّك تحاول
الفشل هو ذاك الحاجز الّذي يفصل بيننا وبين أحلامنا ذلك السجن الّذي يأسر أرواحنا لكنّه في الوقت نفسه يمثّل تلك الفرصة الّتي تصفع وجوهنا وتذكّرنا بأنّ هناك بصيصًا من الأمل مزروع داخل زنزانة أنفسنا ضوء قادر أن يحرّر وقوفنا المطوّل أمام محطّة الانتظار ربّما يكون من اسوء المشاعر الّتي قد يشعر بها الإنسان لكنّ الفشل في تحقيق هدف معيّن لا يعني نهاية الحياة بل يجب أن يكون هذا الفشل تجربة يستخلص منها الإنسان دروساً لتكون بداية لطريق النجاح في حياته، وإضافة إلى ما يكسبه من تجارب فإنّه يحصل كذلك على شرف المحاولة مرّة ومرّتين وثلاثاً حتّى يحقّق النجاح المنشود، فالإنسان الّذي لا يحاول ويخوض التجارب ولا يفعل شيئاً هو الّذي ليس له نصيب من الفشل.
"الفشل ليس نهاية المطاف والخطأ ليس ذريعة للتقوقع.. المهمّ أن لا تسلب ثقتك".
العرض: الفشل فرصة للتعلّم من الأخطاء
يمكن أن يكون الفشل عبارة عن بداية جديدة تحمل تجارب مختلفة تقود الفرد نحو النجاح والتطوّر، وعلى ذلك يمكننا أن نستنبط بعض من الطرق الّتي تجعلنا نتخطّى الفشل، وأولها: الإيمان بالله، فالفشل هو تمحيص واختبار منه؛ ليرى صبر الفرد والرضا بقضاء الله الّذي يحفّزه للعمل والبذل والمحاولة، والسعي لتخطّي مشاعر القلق وخيبة الأمل. التعامل بإيجابيّة، والقدرة على التحكّم بالانفعالات؛ فعند التعامل بإيجابيّة، وضبط النفس والانفعالات تجاه ما تتمّ مواجهته من تجارب ومصاعب؛ يمنع ذلك الاستسلام للظروف، ويقوّي المناعة تجاه الفشل، ويفيد في استخلاص التجربة منه، وأيضاً التعامل بإيجابيّة، والقدرة على التحكّم بالانفعالات؛ فعند التعامل بإيجابيّة، وضبط النفس والانفعالات تجاه ما تتمّ مواجهته من تجارب ومصاعب؛ يمنع ذلك الاستسلام للظروف، ويقوّي المناعة تجاه الفشل.
ويفيد في استخلاص التجربة منه وتفهّم الفشل دون جعله يستحوذ على التفكير المسبّب للشعور باليأس، وتحويله إلى حافز للنجاحات، وملهم للتجارب الجديدة الّتي تكون نسبة الخطأ فيها قليلة وأيضاً عدم تحميل الآخرين أسباب الفشل وجعلهم شمّاعة للركون إليها، وعدم تعليق أسباب الفشل على الآخرين، فهذا ممّا يجعل من الفشل تجربة غير مفيدة ولا ملهمة، بينما يجب أن تكون حافزاً لمزيد من التجارب الّتي تحمل فرصاً للنجاح ممّا يجعل تحليل مسبّبات الفشل بصورة شفّافة، وتدارك هذه الأسباب في أيّ تجارب جديدة.
إنّ العالم يمثّل حقلًا كبيرًا من التجارب المليئة بالعقبات والّتي تشكّل حواجز يقف عندها الفرد ويتقوقع داخل دائرة الخيبات، لكنّ هنالك من أخذ هذه التجارب وبنى منها جسراً عبر من خلاله نحو آفاق النجاح ولعلّ أبرز هذه القصص كانت قصّة الكاتب هانس كتب هانس أندرسن قصّته الشهيرة البطّة القبيحة، وفي أحداث القصّة تمّت معاملة هذه البطّة على أنّها فاشلة وأصبحت هي نفسها ترى نفسها كذلك، وكان سبب هذا كلّه عدم القدرة على فهم الاختلاف، والتعامل مع الأمور من منطلقات آنية ومحدّدة في وقت وسياق واحد، كذلك عدم قدرة هذه البطّة على إظهار مهاراتها إلّا بعد أن نظرت لانعكاسها في البحيرة صدفة، ووجدت أنّها جميلة، واختلافها لا يجب أن يكون مدعاة للركون للفشل.
وأيضاً مدرّس بيتهوفن الّذي كان يعلمه الموسيقى، أخبره يومًا أنّه ليست لديه موهبة وليس كفئاً ليكون مؤلّفاً موسيقيّاً، لكنّه ثابر وعمل حتّى أصبح اسمه خالداً في التأليف الموسيقيّ. يتحدّث بيل جيتس أيضًا أحد أثرى أثرياء العالم عن العديد من التجارب الفاشلة والإخفاقات الّتي تحوّلت لاحقاً إلى إنجازات كبيرة في عالم الحاسوب؛ حيث ذهبت سنوات عديدة في محاولة إنشاء قاعدة للبيانات تسمّى أوميغا باءت بالفشل؛ ولكن نتج عنها إنشاء أشهر قاعدة بيانات لاحقًا، كما تمّ استثمار الملايين وقضاء ساعات طويلة في مشروع لتشغيل مشترك مع شركة أخرى لم يتمّ استكماله، لكن نتج عنه لاحقاً أشهر نظام تشغيل، ويذكر أيضاً أنّ محاولة فاشلة لإنشاء جدول إلكترونيّ لم تحقّق إلّا تقدّماً بسيطاً أسهمت في إنجاز برنامج رسوميّ إلكترونيّ متقدّم.
يتحدّث سويتشيرو هوندا مؤسّس شركة هوندا موتور عن فشله، ونشأته في كنف عائلة فقيرة، وفاجعةٍ أصابته وهي موت عدد من أقاربه بسبب المجاعة، إضافةً إلى مواجهته العديد من العثرات، مثل: انفجار مصنعه، ثمّ دماره مجدداً بسبب زلزال، لكنّه صنع من الفشل والمصاعب منحةً أوصلته؛ ليُحقّق نجاحاتٍ كبيرةً. في عام 2000م ظهر سبّاح من دولة غينيا يُدعى إريك موسامباني، وقد دخل إيريك عالم تدريبات رياضة السباحة قبل بداية الألعاب الأولمبية بتسعة شهور، وكان يُجري تدريباته في حوض للسباحة في فندق متواضع،
وكان قد صرّح للتلفاز أنّ كلّ ما يأمله: الوصول إلى نهاية السباق الذي يُعدّ أطول مسافة سيقطعها إيريك في حياته، وفي أثناء السباق التمهيديّ الذي يُجرى لتحديد المؤهّلين سبَحَ إيرك وحده طيلة السباق، في حين لم يتأهّل السباحون الآخرون، وعلى الرغم من أنّ إريك قد استغرق ضعف الوقت الذي احتاجه صاحب أقصر رقم حينها، وهذا يُعدّ فشلًا كبيرًا، إلا أنّه نجح في محاولته، حيث واصل السباق حتّى وصل إلى نهايته؛ ليكون حينها قد أنهى أطول سباق يخوضه في حياته، فهتف له الجمهور بصوت عالٍ لبلوغه نهاية السّباق.
الخاتمة: لا تحكم على نفسك بالفشل
يمكن للفرد تحويل فشله إلى نجاح من خلال تعلّمه من الفشل الّذي وقع فيه، كون الفشل يعتبر فرصة للتعلّم والاستمرار، من خلال تغيير الأفكار النمطيّة الخاصّة بالنجاح والفشل، إذ يعمد العديد من الناس إلى وضع أنفسهم ما بين الفشل والنجاح ولكن يمكن تغيير هذه الفكرة من خلال التفكير بأنّ النجاح هو الهدف، بينما الفشل هو الوسيلة الّتي توصل للهدف، غير أنّ النجاح يؤدّي إلى الرضا عن الذات والتوقّف عن العمل أحياناً لذلك حاول دائماً أن تبني من عوائق حياتك جسراً من الأمل تعبّر من خلاله نحو النجوم.
قد يلهمك محتوى هذا المقال في كتابة تعبير عن الفشل: كيف تتخطى الفشل.