محتويات
المسجد الأقصى أولى القبلتين وثالث الحرمين
المسجد الأقصى مسجد المسلمين الذي ينظرون إليه بقدسية عظيمة، كيف لا وهو أُولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين، وهو المسجد الذي أسرى به النبي محمد -عليه الصلاة والسلام- إليه، وعرج منه إلى السماوات، فالمسجد الأقصى درة المساجد، فهو ذو مكانة عالية رفيعة، لهذا ينظر إليه جميع المسلمين نظرة قدسية وإجلال، خاصةً أنّه واقعٌ تحت الأسر والاحتلال، لكن الله تعالى يحفظ مسجده المبارك من كيد الكائدين.
الصلاة في المسجد الأقصى لها نكهتها الخاصة وحسناتها الكثيرة وأجرها المضاعف، فالركعة فيه تُعادل خمسمئة ركعة، فيا له من تشريف ويا له من تعظيم كبير، وفي المسجد الأقصى وساحاته طقوس خاصة في المواسم الدينية، خاصةً في شهر رمضان المبارك، حيث تتحول ساحاته إلى منارات مشرقة بأفواج المصلين الذين يتوافدون إليه من جميع أنحاء فلسطين لصلاة التراويح، متحدين كلّ ظروف الاحتلال، ومجتازين لكلّ الحواجز.
المسجد الأقصى منارة القلوب
المسجد الأقصى منارة القلوب وساحر العقول، وهو متغلغل في أعماق ووجدان كل عربي ومسلم؛ لأنّه رمز المسلمين في فلسطين التي هي مهبط الديانات السماوية، لهذا فإنّهم يفدونه بالدماء والأرواح، ويُدافعون عنه بكلّ ما يملكون من قوة وعزيمة وإصرار.
كما يعتبرون أنّ قضية الحفاظ على المسجد الأقصى هي أهم قضية بالنسبة لهم، وهي قضية لن يتخلوا عنها أبدًا طالما بقيت في عروقهم الدماء، لهذا فإنّ المسجد الأقصى سيظلّ صامدًا مثل نجمة في السماء.
المسجد الأقصى ذهب عتيق
يتميز المسجد الأقصى بفنٍ معماري فريد من نوعه، وجمال أخاذ يسحر العقول والألباب، لهذا ظلّ الصراع عليه قائمًا منذ القدم إلى يومنا هذا، لكن لا يستطيع أيّ أحد إنكار حق المسلمين بالمسجد الأقصى المبارك؛ لأنّه حق ديني تاريخي.
كما ذكر الله تعالى المسجد الأقصى في القرآن الكريم في سورة الإسراء، ووصفه بأنّه مسجدٌ بارك الله حوله، يقول الله تعالى: {سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَىٰ بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا ۚ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ}،[١] فيا له من شرف عظيم ومكانة عالية، فهذا المسجد هو الذهب العتيق الذي يزداد بهاءً في كل يوم.
المسجد الأقصى درّة الأماكن
في الختام، لن ينسى المسلمون المسجد الأقصى مهما طال الظلام من حوله، وسيظلّ بالنسبة لهم درة الأماكن وأجملها، وستظلّ القلوب والأفئدة تهوي إليه في كلّ وقت، وستظلّ مآذن المسجد الأقصى تصدح بالأذان والدعاء في كلّ الأوقات، فهو المسجد الذي ينظر إليه جميع العالم نظرة إجلال وإكبار.
لهذا المسجد أهمية عظمى لا يغفل عنها أحد، ولم ينجُ من الأطماع وجرائم الاحتلال، لكن الله يحميه ويُحيطه برعايته في كلّ الأوقات، والمسجد الأقصى يأخذ العيون في رحلة مغلفة بالسحر والإلهام.
في ضوء ما سبق، مجرد النظر في تفاصيل بناء هذا المسجد يشعر المرء كما لو أنّه يتأمل تحفةً فنيةً عظيمةً ليس لها أيّ شبيه، حيث تتداخل الزخارف فيه كما لو أنّها مرسومة بريشة مبدع خيالي، أما ساحاته العريقة فيفوح منها المسك والريحان، وتفوح من بين جنباته رائحة دماء الشهداء الذين يُدافعون عنه.
المراجع
- ↑ سورة الإسراء، آية:1