تعبير عن المواطنة وأهميتها للفرد والمجتمع

كتابة:
تعبير عن المواطنة وأهميتها للفرد والمجتمع

المواطنة شعور يستوجب عملاً

المواطنة شعورٌ رائع تجاه الوطن؛ إذ يشعر كل شخص من خلالها بأنه ينتمي إلى وطنه ويعمل لأجله، ويبذل ما يستطيع ليُحقق التقدم، والازدهار له، والمواطنة هي الأساس الذي يبنى عليه الولاء والانتماء، وهي المحرك الأساسي لكل مواطن كي يكون مواطنًا صالحًا ليقدم رفعة وطنه وتقدمه.

ولكي تكون المواطنة صحيحة يجب أن تكون مواطنة صالحة مبنية على أسس ثابتة، وليس فيها ما يُشير إلى التراجع عن خدمة الوطن أو التقصير في حقه، إنّ المواطنة الصالحة ليست مجرد شعور، خاصة أنّ الوطن يبني قوته ويستمدّ عزيمته من شعبه، ومن مواطنتهم الصحيحة التي تأتي من أعماقهم؛ لهذا تستوجب العمل لأجل رفعة الوطن ووضعه في المقدمة في مصاف الدول التي تزدهر في جميع مجالاتها.

ويكون هذا بالدفاع عن الوطن ضد الأعداء، والسعي نحو العلم، والعمل لضمان تقدمه الاقتصادي، والعلمي، والصناعي، والتجاري، والزراعي وغير ذلك، والحفاظ على مقدرات الوطن من السرقة والضياع.

المواطنة شعور إنساني نبيل لا يجوز تشويهه أو تحويله إلى مجرد شعار رنّان، وإنما من المفترض أن يكون الكلام مقترنًا بالعمل؛ حيث يتحقق النجاح من خلالها، ويصبح للوطن كيان قوي لا يقبل إلا أن يكون في المقدمة دائمًا؛ بهذا تكون المواطنة مصدر فخرٍ وإلهام، ويكون العمل لأجلها هدفًا لجميع أبناء الشعب من مختلف الاتجاهات.

المواطنة والعدالة: وجهان لعملة واحدة

تُبنى المواطنة على مجموعة من القواعد التي يتم من خلالها تعزيزها بشكلٍ كبير، وتشجيع أبناء الوطن على أن يلتزموا بها بشكلها الحقيقي والصحيح؛ لهذا فإنّ أهم ما يجب أن تتحلى به المواطنة هو أن تكون مبنية على العدالة بين أبناء الشعب، فلا يجوز أن يكون المواطنون مختلفين أمام القانون، ولا يجوز بأيّ حالٍ من الأحوال أن يحصل تمييز في منح الحقوق أو تكليف الواجبات بين المواطنين.

لهذا فإنّ المواطنة والعدالة وجهان لعملة واحدة، ولا يجوز الفصل بينهما أبدًا؛ إذ لا بدّ من تعزيز العدالة لتحقيق المواطنة بحق، ويُشار إلى أنّ المواطنين يشعرون عندما تتحقق العدالة بأنّهم يعيشون في دولة تُقدّم لهم حقوقهم مثل أي شخص دون تمييز أو محاباة بين الأشخاص، كما يشعرون بأنّ قلوبهم منتمية لوطنهم الذي يحميهم من الخيبات والشعور بالخذلان، لأنّ أفضل شعور بالدنيا أن يشعر الإنسان أنّ هناك وطنًا عادلًا يحتويه لا يشعر بالظلم أو التهميش، ولا يوجد من يتعدى على حقوقه أو يأخذها.

القضية الأساسية التي تسعى المواطنة إلى إظهارها وتحقيقها هي العدالة في الوطن، لأنها السبيل للحصول على الأمان، والاطمئنان، والسكينة، والطريقة الأمثل للوصول إلى أفضل مواطنة دون أي شعور غير مريح تجاهها؛ لهذا فإنّ العدالة هي الأساس الذي يجب أن يكون متينًا قويًا وثابتًا دومًا، لا يهاب أي شيء.

المواطنة قيمة تُعزز

المواطنة ليست مجرد كلمة رنّانة يتغنى بها المواطنون أو تبرزها الدول والحكومات، وإنما هي قيمة تحتاج إلى تعزيز دائم؛ كي يظلّ المواطن منتميًا بحق، ويشعر أنه يمارس مواطنته على أفضل وجه وأحسن طريقة، ولتعزيز قيمة المواطنة يجب تشجيع المواطنين على الانتماء لوطنهم بالعلم، والعمل، وتأمين حياة كريمة لهم، ومنحهم الفرصة المناسبة التي تليق بهم للعمل من أجل الوطن، فنحن جميعًا نحتاج إلى فرصة ذهبية كي نستمر في ولائنا وانتمائنا، ونعزز مواطنتنا بكل فخر واعتزاز.

إنّ تهميش المواطنين وعدم الاهتمام لتنمية وتعزيز المواطنة يؤذن بانهيار الدولة، وضياع المواطنين وتخليهم عن أحلامهم وأهدافهم الوطنية، وهذا يعني أنّ الواجب على الدولة أن تمنحنا الشعور بالأمان معها، وأن تجعلنا نشعر بالفخر والاعتزاز كوننا جزءًا من أوطاننا؛ حيث لا نفكر أبدّا بالتخلي عنه، أو استبدال العيش به في مكان آخر، لأنّ الوطن فوق الجميع، وهو الأساس دائمًا.

تعزيز المواطنة يحتاج إلى تعزيز بالأفعال وليس بالأقوال، مثل: تأمين احتياجات المواطنين الأساسية، وتوفير أفضل أماكن طلب العلم لهم، وتقديم الرعاية الصحية اللازمة لكلّ من يحتاجها، والاهتمام بإظهار صورة مشرفة للوطن أمام العالم أجمع، بتقديم الدعم والتشجيع للمواطنين، سواء كان الدعم ماديًّا أم معنويًّا، وهذا بحدّ ذاته يساعد في إظهار المواطنة وتشجيع الناس على التمسك بها مهما ساءت الظروف وتغيرت الأحوال، فلكل إنسان في النهاية وطنه الذي لا يبدله.

غياب المواطنة غربة

آخر ما أشير إليه في موضوعي هذا عن المواطنة هو وجوب معرفة أنّ غياب المواطنة له العديد من العواقب الوخيمة، سواء كان على مستوى الفرد، أم المجتمع، وهذا يعني أنّ غياب المواطنة يعزز الشعور بالغربة، ويفقد الإنسان انتماءه وولاءه للأماكن والوطن وجميع ما فيه من أشخاص ومقدرات؛ لهذا يجب ألّا تغيب المواطنة أبدًا، وألّا يتم الاستهانة بها مهما كانت الأسباب، لأنّ وجودها أساسي في كيان الدولة ومستقبلها.

أن تغيب المواطنة من قواميس الوطن يعني أن يشعر المرء بالغربة من أقرب الناس والأشياء إليه، فيشعر أنه ناقصٌ يفتقد الشعور بالأمان والاحتواء والطمأنينة؛ لهذا فإنّ تعزيز المواطنة ليس مجرد مطلب شعبي، وإنما هو ضرورة منطقية يجب السعي إليها بكلّ قوة.

إنّ المواطنة هي الوطن، والروح، والمكان الذي تظهر به الحميّة تجاه الوطن، وإذ أردتَ أن تشعر بأنّك دومًا تعيش أفراح وطنك وبين كنفه؛ عليك أن تُعزّز انتماءك إليه، من خلال تفعيل دور المواطنة في أعماقك، والعمل على تعزيزها وتقويتها ليظل الوطن شامخًا رافعًا رأسه بمواطنيه، ولا يخشى أي اعتداء داخلي أو خارجي، لأنّ أمنَ الوطن مرهونٌ بصدق المواطنة في قلوب مواطنيه.

5487 مشاهدة
للأعلى للسفل
×