محتويات
المقدمة: الهاتف النقال ثورة تكنولوجية
يعدُّ اختراع الهواتف النقالة من الاختراعات العظيمة التي أحدثت ثورة كبيرة في العصر الحديث في عالم الاتصالات والتكنولوجيا، فقد حوَّلت عملية الاتصال والتواصل بين الناس إلى عملية سلسةٍ أسهل بكثير من طرق الاتصال التي كانت شائعة قبل اختراع الهاتف النقال، وأتاح الهاتف النقال أو الهاتف المحمول مساحة واسعةً للناس تستوعب خصوصيَّة التواصل فيما بينهم، حيثُ يمكن من خلال الهاتف النقال التواصل بطرق عديدة لا تقتصر على التواصل الصوتي من خلال المكالمات، فيمكن التواصل عن طريق الرسائل النصية التي تؤمن خصوصية وسرِّية أكثر، إضافة إلى الكثير من التطبيقات والبرامج التي تعمل على الهواتف النقالة الحديثة.
العرض: الهاتف النقال سلبياته وإيجابياته
يمكن تعريف الهاتف النقال بأنه حاسوب شخصي متنقل يرافق الأشخاص إلى أي مكان يقصدونه وذلك بسبب التطورات الكثيرة التي طرأت عليه، فأصبح الهاتف النقال من الأشياء التي لا يمكن الاستغناء عنها أبدًا، فلم تعد مجرد وسيلة لتلقي المكالمات أو الاتصال على الآخرين، فقد أصبحت وسيلة تواصل متعددة عن طريق تطبيقات التواصل الاجتماعي الشهيرة، وأصبح الإنسان من خلالها على صلة بالعالم كله، وقد جعلت من العالم قريةً صغيرةً حيث يمكن لأي شخص أن يتواصل مع شخص آخر خلال لحظات مهما كانت المسافات التي تفصل بينهما شاسعة، إضافة إلى الثورة الإعلامية والإخبارية التي أحدثتها هذه الهواتف، وجعلت من وصول الأخبار إلى كل العالم يتم في لحظات.
كان الهاتف النقال ثورةً عظيمة غيّرت حياة معظم البشر على وجه الأرض، وأصبح من الأمور الطبيعية أن يمتلك كل شخص هاتفًا نقالًا ورقمًا شخصيًّا خاصًّا به، يحمله في جيبه ويمضي به إلى أي مكان ولا يضطر للبقاء في المنزل من أجل إجراء أي اتصال أو من أجل انتظار اتصال من شخص ما كما كانت تجري الأمور قبل اختراع الهاتف النقال، بل أصبح من الغريب ألا يمتلك الشخص هاتفًا نقالًا يتواصل من خلاله مع الناس وقت الضرورة ويطلُّ من خلاله على جميع أنحاء العالم من خلال مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة.
إنَّ الهاتف النقال مثله مثل جميع الابتكارات والاختراعات التي تحمل الكثير من الإيجابيات للبشر، وبالمقابل لا بدًّ أن تحمل في طياتها بعض السلبيات وخصوصًا إذا لم يتمُّ استخدامها بالشكل الصحيح، ومن أهم إيجابيات الهواتف النقالة أنَّها أخذت مكان الهواتف الثابتة القديمة، وجعلت من عملية التواصل والاتصال بين البشر عملية أقل تكلفة وسهلة جدًّا مقارنة بالصعوبات التي كانت تحيط بعملية الاتصال سابقًا، ولذلك كانت وسيلةً للتقريب بين البشر في كلَِّ بقاع الأرض، وبفضل التقنيات الحديثة التي تمَّ تزويد الهواتف النقالة بها أصبح الهاتف النقال كاميرا شخصية يتم استخدامها لالتقاط الصور في أي مكان وفي أي وقت، وهذا ما جعل عملية التقاط الصور سهلة جدًّا.
فقد كانت عملية التقاط الصور قبل ذلك تتم من خلال آلة التصوير المجهزة بفيلم، وبعد التقاط الصور يتم تحميض الفيلم وهذا يتطلب جهدًا من قبل المختصين في تحميض الصور، إضافة إلى وقت طويل نسبيًا، لأنَّ من مكونات الهاتف النقال الكاميرا الرقمية المطورة التي يمكن من خلالها التقاط الصور بشكل سهل جدًّا وبسيط، ومن وظائف الهاتف المحمول أنَّه يستخدم بمثابة مخزن كبير للمعلومات، فعلى الرغم من حجم الهواتف النقالة الصغير إلا أنَّه يتم تزويدها بذواكر إلكترونية تحتفظ بمختلف أنواع المعلومات سواء أكانت صورًا أم مستندات مكتوبة أم ملفات صوتية أم مقاطع فيديو، وغير ذلك من المعلومات التي يمكن الرجوع إليها بسهولة وفي أي وقت دون الحاجة لعناء البحث واستهلاك الوقت في ذلك.
تُؤمّن الهواتف النقالة الحفاظ على المعلومات الشخصية وإبقائها سرية وخاصة ما يتعلق منها بالحياة الشخصية، حيث يمكن للشخص التواصل مع الشخص الذي يريده وأن يقضي معه حاجته أو العمل الذي يريده دون أن يضطر للتواصل معه أمام الناس ودون أن يعلموا بذلك، ويستخدم الهاتف النقال كمنبه للاستيقاظ، وساعة للتعرف على الوقت دون ارتداء ساعة اليد، وآلة حاسبة من خلال تطبيق الآلة الحاسبة المزوَّد بها، ومنها آلة حاسبة علميَّة تقوم بأعقد العمليات الحسابية بسرعة وسهولة، كما يستخدم في القراءة من خلال الكتب الإلكترونية التي يتم تزويده بها، ويستخدم في الكتابة والترجمة والدراسات من خلال البحث عن طريق الإنترنت والبحث على المواقع الموجودة على الإنترنت، فقد أسهم الهاتف النقال في سهولة البحث عن المعلومات على الإنترنت.
ومن مميزات الهاتف المحمول التطبيقات الكثيرة التي يتم ابتكارها باستمرار وتؤمن المنافع الكثيرة للناس في شتى المجالات وتساعد في أداء الأعمال المختلفة بسرعة وسهولة، مثل: أوقات الصلاة وتطبيقات الكتب المقروءة وتحويل العملات ووحدات القياس المختلفة والتعديل على الصور ومقاطع الفيديو أو استخدامه كخريطة للوصول إلى مكان من خلال نظام الخرائط العالمي المزوَّد به وغيرها، إضافة إلى استخدامه كمسجل صوت أو كمذياع يوفر الاستماع لمختلف المقاطع الصوتية التي يرغب الشخص بسماعها، كما أنَّه يُستخدم كأداة تسلية جميلة يتم قضاء الكثير من الأوقات على ألعاب التسلية الموجودة فيها وعلى الألعاب الإلكترونية التي أصحبت تجرى عن طريق الإنترنت ويشترك فيها الكثير من الأشخاص حول العالم، وتوفر جوًّا من الحماس والإثارة.
وإنَّ استخدامات الهاتف المحمول لها العديد من السلبيات رغم أهمية الهاتف المحمول في حياة الناس، ومن أهم السلبيات للهواتف النقالة أنَّها استحوذت على مساحة كبيرة من حياة الناس، وأصبح استخدامها يتمُّ بشكل شبه دائم، وهذا ما أدى إلى قلة التواصل الحقيقي بين الناس على حساب التواصل الافتراضي الذي يحمل الكثير من التزييف من خلال الهواتف النقالة، فانخفض التواصل بين أفراد الأسرة أنفسهم وبين العائلات والأصدقاء أيضًا، وهذا ما أدى إلى وقوع الكثيرين في عزلة كبيرة، ومن سلبياته أيضًا تضييع الوقت بشكل كبير جدًّا وعدم استثماره فيما يعود على الإنسان بالنفع، وخصوصًا أنَّ الناس صاروا يقضون أوقاتًا طويلة في إجراء المكالمات بحرية دون احتساب لوقت أو تكلفة.
كما أنّ كثيرًا من الناس يقضون أوقاتًا طويلةً في استخدام الألعاب ومختلف أنواع التسلية وإهمال الواجبات والأعمال الأساسية سواء في البيت أم في العمل، وقد أدَّت الهواتف النقالة إلى ارتفاع عدد حوادث السير بسبب استخدامها أثناء قيادة السيارات، وهذا من الأخطاء الناجمة عن سوء استخدام الهاتف النقال والاستهتار باستخدامه أثناء القيادة، ومن السلبيات أيضًا استخدامه في أزعاج الآخرين سواء بالاتصالات أم من خلال الحسابات على مواقع التواصل الاجتماعي من خلال التشهير بهم وفضح أسرارهم وما يترتب على تلك الإزعاجات من مشاكل في العائلات، حيثُ تؤدي أحيانًا إلى هدم الأسرة والتفريق بين الأزواج من خلال تصوير البعض وابتزازهم وغير ذلك.
الخاتمة: تجنب إدمان الهاتف النقال
إنَّ معظم سلبيات الهاتف النقال تحدث نتيجة إدمان استخدامه من قبل الغالبية الساحقة من الناس، حيثُ يدلُّ على إدمان الهاتف النقال على كثرة استخدامه والإفراط فيه إلى أن يصبح من العادات التي لا يمكن التخلي عنها أبدًا، ويؤثر بشكل تلقائي على بقية الأعمال والأنشطة اليومية، حيثُ يصيب الإنسان شعور يشبه الهوس باستخدام الهاتف وتفقده في كل لحظة وعدم قدرته على الابتعاد عنه دقائق قليلة، ولا بدَّ للإنسان حتى يعيش حياته بشكل طبيعي وصحي أكثر أن يتجنب إدمان الهاتف النقال بعد أن يعترف لنفسه ولغيره بإدمانه عليه، ويبدأ بأولى الخطوات وهي تخصيص ساعات محددة خلال اليوم لاستخدام الهاتف النقال وعدم تجاوزها مهما كان السبب.
بعد الاعتياد على عدد الساعات تلك يمكن تقليلها إلى عدد محدود من الساعات، ويمكن للشخص أن يستعين بالمنبه الموجود في الهاتف نفسه للرنين عند بلوغ عدد الساعات المحدد، ومن الأفضل عدم الإسراع في التخلي عن الهاتف النقال، فقد ثبتَ أن التدرج والتسلسل في مثل هذه الأمور يؤدي إلى تحقيق الأهداف والغايات المطلوبة، ومن الخطوات التي تساعد على تجنب إدمان الهاتف النقال وضعه بعيدًا بشكل دائم بعد الانتهاء من استخدامه، بالإضافة إلى إيقاف الإشعارات والتنبيهات المختلفة وتحويل وضعه إلى الصامت دومًا وخصوصًا في أوقات العمل أو الدراسة حتى لا يتم الانشغال به كل لحظة.
من أجل تجنب الهاتف بشكل فعليّ يجب الانتقال إلى التواصل الاجتماعي الحقيقي والفعلي مع الناس وجهًا لوجه وحضور الاجتماعات والمناسبات العائلية وجلسات الأصدقاء دون اصطحاب الهاتف النقال، وممارسة الرياضة ومختلف التمارين الرياضية والأنشطة التي تساعد على تحسين المزاج والعمل على تطوير الهوايات وإعطائها أوقاتًا أطول على حساب الهاتف النقال، وملء أوقات الفراغ جميعها حتى لا يتاح مجال لاستخدام الهاتف بشكل كبير، ويمكن في حالات متقدمة أن يلجأ الشخص إذا لم يتمكن من تجنب إدمان الهاتف النقال إلى علاج معرفي وسلوكي من قبل المختصين.