تحية العلم الوطني
تحية العلم رمزٌ من رموزنا؛ لأنّ العلم يحمل هُوية الدولة، وهو الراية التي نفتخر بها أمام العالم، وعندما نُحيّي العلم نحن في الحقيقة نُحيي الإنجازات الوطنية التي شهدها هذا العلم منذ أن ارتفع خفاقًا في سماء الحرية؛ لهذا يمتلئ القلب بالكثير من الفخر والشعور بالكرامة بمجرد أن يرى العلم وهو يرتفع ويُؤدي الجميع له التحية.
فما أجمل التحية مصوبة بالنشيد الوطني الذي يُعدّ رمزًا من رموزها، فالعلم بالنسبة لنا قصة حب وانتماء وولاء، وقصة شعبٍ نسج خيوط علمه من عرق جبينه وعلقه في قلبه أولًا ليُرفرف في سماء المجد.
تحية العلم الوطني تعمِّق حب الأوطان
تحية العلم ليست مجرد تحية عادية بالنسبة لنا، بل هي تحية يُؤديها المواطنون في كلّ صباح، ووسيلة لتعميق حب الأوطان، وطريقٌ للوصول إلى المجد والعلياء أكثر، فالأطفال الصغار عندما يُؤدون تحية الوطن في مدارسهم صباحًا، تتعمق في قلوبهم محبة الوطن، ويشعرون بالانتماء إليه أكثر، ويشعرون بأنّهم يُريدون أن يُقدموا كلّ ما يملكون لأجل أن يبقى الوطن قويًا وصامدًا.
العلم الوطني ليس مجرد قطعة قماش ترتفع على السارية، ونُصفق لها وهي ترتفع، بل هو رمزٌ يحمل معاني كثيرةً تتصل بتاريخ الأجداد والآباء، ويحفظها الأبناء والأحفاد؛ لهذا نشعر بالفخر الكبير ونحن نرى علم بلادنا يعلو.
تجتاح قلوبنا مشاعرَ كثيرةً بمجرد أن نرى علم الوطن يُرفرف، فنُثؤدي له التحية قبل أن نُفكر؛ لأنّنا رأينا علم بلادنا التي ننتمي إليها، ورأينا في العلم مستقبله القادم بكلّ ما يحمل من جمال، ومن أراد أن يُؤدي واجبه نحو بلاده وعلم بلاده، فعليه أن يحرص على رفع العلم في ميادين الشرف والبطولة.
علينا أن نجعله أيضًا مُتميزًا في جميع مجالات حياته؛ ليرتفع العلم وتُؤدى له التحية في البطولات الرياضية والاختراعات العلمية والاكتشافات التي ترفع اسم الوطن عاليًا، وتجعل تحية الوطن معزوفةً دائمةً، ويشعر المرء دائمًا برغبة كبيرة في أن يُحدّق في علم بلاده ويُمتّع ناظريه برؤيته وهو يرتفع فوق السارية؛ لأنّه بهذا يروي عطشًا كبيرًا بأعماقه.
يشعر المواطن أيضًا أنّ وطنه بخير، وأنّ هذا العلم هو امتدادٌ للأمجاد، واستكمالٌ للتاريخ الذي يبنيه أبناء الوطن معًا ليفرحوا بإنجازاتهم الوطنية؛ ولهذا كل من يُحب وطنه وينتمي إلى علمه ويتمنى أن يسمع تحية العلم ويرى العالم كله يُؤديها لعلم بلاده، عليه أن يكون إنسانًا متميزًا وعلى قدر المسؤولية، كي يكون مصدر فخرٍ لوطنه وشعبه، ويحمل علمه ويسير فيه شامخًا.
يتغنّى الأدباء والشعراء بعلم أوطانهم، وينسجون أروع الكلمات وأجمل اللوحات التي تتغنى به وبألوانه التي يرمز كل لونٍ فيها إلى تاريخٍ عريق مرّ على الوطن، وأمجادٍ متلاحقة عاشها أبناء الوطن، فالعلم أيقونة البلاد المزروعة في الروح والوجدان، وهو في قلوب الأمهات ودعواتهنّ.
كما أنّه أمنيات الصغار الجميلة، وفي رسوماتهم وتفكيرهم وكلماتهم، وهو في أحلام الكبار الذين زرعوه في عيونهم، وفي قلوب الرجال الأبطال الذين دافعوا ويُدافعون عنه بسواعدهم، حتى عندما يموت الإنسان يتمنى لو يلفونه بعلم بلاده.
العلم هو الألوان التي تتزين بها وجوه الأطفال احتفالًا بيوم العلم، وهو الصرح العظيم الذي يُفاخر به كل من ينتمي إليه، ويرغب دومًا أن يكون خفاقًا يلمع تحت ضوء القمر ونور الشمس، ويُطاول عنان السماء، ويفرح بنصره وارتفاعه جميع الناس، فالانتماء للعلم لا يكون في يومٍ واحدٍ فقط.
كما لا يكون في المناسبات الوطنية، وإنّما هو انتماءٌ دائم نابع من الحب الحقيقي لهذا العلم، وكل ما يحمل من ذكريات النصر والفخار التي ليس لها أيّ مثيل، فالمشاعر الجميلة لحظة تأدية تحية العلم لا يُمكن أن يُترجمها إلا عشاق الأوطان.
تحية العلم الوطني
أختم موضوعي بضرورة التأكيد على أنّ تحية العلم الوطني هي من أساسيات الانتماء والولاء الذي ينبغي أن يتجدد في كلّ صباح؛ ولهذا فإنّ تحية العلم مزروعة في قلب كلّ إنسان وفيّ لوطنه وشعبه، وباقية في قلبه أبد الدهر؛ لأنّ حب الوطن مقترنٌ بالحفاظ على علمه خفاقًا عاليًا.
لا تمسه يد غاصبٍ أو مستعمر، فالوطن فوق الجميع وعلمه هو أيقونته الباقية المقدسة إلى الأبد، وتحية العلم الوطني هي الإرث الجميل من الأجداد إلى الآباء والأبناء، والذي لا يجوز التخلي عنه أبدًا مهما كانت الأحوال، فالعلم كرامة الوطن.