مدرستي أحافظ عليها كبيتي
مدرستي الحبيبة هي بيتي الثاني، أحافظ عليها من كلّ شيء كما لو أنها بيتي، وأحافظ على ممتلكاتها وكلّ ما هو موجود فيها لأنه لي ولزملائي، ويكفي أنها المكان الذي أنهل فيه العلم وأكوّن فيه الصداقات وأعيش أجمل اللحظات.
المدرسة بالنسبة لي متنفس رائع ومكانٌ لبناء الشخصية وتعزيزها، ففيها تعرفت على أصدقاء العمر الذين ستظلّ صداقتي معهم دائمة لا تتغير ولا تتبدل، فاليوم الذي أذهب فيه إلى المدرسة وأقف في طابور الصباح أشعر بأنني مليئٌ بالطاقة الإيجابية والسعادة الغامرة، وأشعر أنَّني أولد من جديد.
مدرستي بالنسبة لي أجمل الأماكن، وكلّ ما أقوم به فيها سيظلّ معي في ذكرياتي الجميلة، لأنّها المكان الذي تعلمت فيه القراءة والكتابة وتهجئة الحروف والحساب والثقافة، وهي ليست فقط مكان للتعليم وإنما للتربية وصقل الشخصية وزيادة الثقة بالنفس.
في مدرستي تعلمت احترام زملائي من الطلاب والمعلمين والإدارة، وفيها تعلمت الكثير من الفنون الترفيهية والأنشطة والرياضة، وفي مدرستي تعلمت أهمية الانضباط والنظام والاستيقاظ المبكر، وفيها تعلمت الصبر وكيفية القيام بالأشياء بالطريقة الدقيقة المناسبة.
الحفاظ على المدرسة ليس مجرد خيار بالنسبة لما كطلاب، بل هو واجبٌ أساسي علينا ان نقوم به ونحن في قمة سعادتنا وحماسنا، وألّا نسمح لأنفسنا أبدًا بتشويه جمالها من أصغر شيء فيها إلى أكبر شيء، فالمدرسة بجدرانها وصفوفها وحديقتها جزءٌ منا وعلينا أن نحافظ عليها جدًا.
مدرستي مقر بهجتي ونشاطي وصقل مهاراتي
مدرستي الحبيبة هي مقرّ بهجتي وسرّ سعادتي والمكان الذي أصقل فيه مهاراتي بكلّ تفاصيلها، فأنا لولاها لبقيت شخصًا ساذجًا لا يعي شيئًا أبدًا، لكنّ مدرستي منحتني أفقصا واسعًا أمارس فيه جميع هواياتي حتى أنني أصبحت أكثر مهارة في كلّ شيء، ولم أفقد شغفي تجاه التعليم طوال وجودي فيها، لهذا للمدرسة فضلٌ كبير علي.
مدرستي هي السر الكامن في قوتي، والسبب الذي يدفعني لتخطيط أهدافي وأحلامين ومنها قررت أن أكون عنصرًا فاعلًا في المجتمع، أصنع ما أريد من فرح برعايتها، خاصة أنني صقلت فيها عقلي.
في مدرستي تعلمت أساليب الحديث ومهارة الخطابة، وفيها أحببت الشعر والأدب وتعلمت أن أعبر عن رأيي بكلّ حرية في الإذاعة المدرسية، وتعلمت أن أعطي رأيي في مختلف القضايا لأنّ المدرسة أتاحت لي اختيار من يمثلني في مجلس الطلبة.
علمتني كيف أستفيد من مهاراتي وأطورها، وفيها خضت المسابقات الأدبية والرياضية وفزت في فن الخطابة والشعر وفي لعبة الشطرنج، لهذا أشعر بامتنانٍ كبير إليها، فهي أروع مكانٍ على الإطلاق، وهي منارة النور التي أخرجتني من ظلام الجهل إلى نور العلم.
المدرسة محيطٌ من العلم والمعرفة والثقافة، والمكان المناسب كي أنجز فيه مهماتي التي ينبغي أن أنجزها في عمري الغضن خاصة أنني اتنافس مع زملائي على من سيكون الأفضل، وهذا بحدّ ذاته يولد في أعماقي حافزًا يجعلني أقبل على التعليم والثقافة أكثر فأكثر، وهذا من أروع ما تعلمته في مدرستي.
ساعدتني على استخراج طاقاتي الكامنة والتي تجعلني أفكر في مستقبلي بشكلٍ أفضل، وأعرف ما أريد بالضبط، خاصة أنّني أطلع على افكار أصدقائي وزملائي، وأحاول أن أكون صاحب حلمٍ مميز بينهم جميعًا.
في المدرسة نتعلم الأخلاق الفاضلة ونستطيع أن نصنع من أنفسنا أنموذجًا رائعًا للحياة، وفيها أيضًا نستطيع أن نحقق ذواتنا ونرفع من قيمة انفسنا ونضعها في المكان المناسب، حتى الطريق إلى المدرسة في كلّ صباح والذهاب إليها والاستيقاظ مبكرًا لأجلها يعلمنا الكثير من دروس الترتيب والانتظام والصبر على القواعد الصارمة التي علينا تطبيقها فيها.
ستظلّ المدرسة بالنسبة لنا مصدرًا رائعًا للإلهام في جميع مجالات الحياة، ولن نستطيع أبدًا أن نمحو من ذاكرتنا أجمل سنين العمر التي قضيناها فيها.
لهذا كل كلمات الحب والشكر والتقدير والامتنان للمدرسة التي احتضنتنا بكلّ ما فينا من شغف وشقاوة، وبكل ما نحمل من أملٍ وحب واندفاع للحياة، لقد أخذتنا المدرسة من أنفسنا وزرعتنا في الصفوف مثل الورود التي تنتظر الربيع لتتفتح أكثر ويفوح عطرها.
المدرسة أعطتنا كلّ شيء، وواجبنا نحوها يحتم علينا أن نكون دومًا مخلصين لها ومحافظين عليها، وألّا ننكر فضلنا عليها أبدًا مهما كانت الظروف والأحوال، طوبى للمدرسة الرائعة بكلّ ما فيها من زملاء وأحبة ومعلمين.
المدرسة مصنع الأجيال
في الختام، لا بدّ من الإشارة إلى أنَّ المدرسة مصنع الأجيال، والمكان الذي يتربى فيه بناة المستقبل اذلين يأخذون على عاتقهم أحلام الوطن ويحولونها إلى حقيقة، فالمدرسة يتخرج منها الطبيب والصيدلاني والمهندس والمعلم والمحامي، ومنها يتخرج العلماء والأدباء والفلاسفة والمفكرين.
ولولاها لما رأت الكثير من الأفكار النور، لهذا لا بدّ من إدراك حقيقة مهمة جدًا، أنّ المدرسة هي أهم مرحلة بالنسبة للطالب، حتى أنّها أهم من الجامعة لأنّها الجسر الذي يتم العبور عليه للوصول إلى أعلى المراتب.
المدرسة هي حجر الأساس للوصول إلى البناء الشاهق في الشخصية والحياة العملية والعلمية وحتى الاجتماعية، فهي المكان الذي يتم فيه تربية النشء على الأخلاق الحميدة، والمكان الذي يعتبره الجميع مجتمعًا صالحًا للعمل والبناء، ومهما كانت المدرسة صغيرة أو بإمكانيات محدودة، إلا أنها قادرة على تخريج أفضل العقول والإبداعات.
المدرسة قادرة على صنع الفرق لدى الجميع، ولن يعرف قيمة المدرسة إلا من عاش في مجتمع ينبذ التعليم أو يفتقر لوجود المدارس بسبب الحروب أو الكوارث أو غير ذلك.
وصف الشعراء والأدباء المدرسة في الكثير من قصائدهم وخواطرهم الأدبية، لكنهم لم يستطيعوا وصف المشاعر التي تنتاب الطالب وهو يقضي فيها أجمل أيامه، ومهما تقدم به العمر سيظلّ يحنّ إليها وإلى الجلوس في كرسي الدراسة في صفه وأمام معلمه ومع زملائه، فهذه المشاعر الممتزجة ببراءة الطفولة تخلق أجمل ذكريات العمل التي لا تنمحي أبدًا.