محتويات
حلمي أن أكون مصلِحًا اجتماعيًا
الأحلام رائعة لأنّها تجعلنا نُحقّق أهدافنا ونسعى لأجلها، وأنا أحلم أن أكون مصلحًا اجتماعيًا؛ أصلح بين الناس وأقلل من مستوى القلق الاجتماعي، وأسعى في أنْ يكون المجتمع هادئًا وآمنًا ومطمئنًا خاليًا من أيّة ضغوطات نفسية، تمامًا كما لو أنّني رسولٌ للسلام في العالم.
وظيفتي كمصلح اجتماعي تتمثّل في أنْ أكون الشخص الحكيم الذي يقبل الناس نصائحه وتوجيهاته، ويقبلون بحكمه؛ لهذا يجب أنْ يكون لي نظرة ثاقبة في الأمور، ونظرة واعية في الطريقة الأفضل للتخلص من أيّّة مشكلة، دون التسبُّب لأيّ شخص بأذى نفسي قدْر الإمكان، فأكون كالبلسم الشافي للجروح.
لتحقيق حلمي بأنْ أكون مصلحًا اجتماعيًا محبوبًا من الجميع، يجب أنْ أكسب ثقة الناس من حولي بكلّ سلاسةٍ ودون تعقيد، فلا أُفشي أسرارهم الشخصية ولا أتحدث عن المشكلات التي يُعانون منها أمام أحد، وأحرص على عدم التدّخل بشؤون الآخرين، بل أن أكون كالعطر الذي يفوح شذاه في كل مكان.
هذا يتطلب الوعي الكبير والمعرفة، والقدرة على كسب محبة الناس قبل كلّ شيء كي يستودعوني أسرارهم وهم في راحة بال وطمأنينة، فوظيفة المصلح الاجتماعي حلم رائع لا يمكن أنْ أصل لتحقيقه دون أنْ أكون على قدْر المسؤولية.
كما أنّ حلم المصلح الاجتماعي من الأحلام التي تراودني منذ أنْ كنت صغيرًا، لأنّني أرى في هذا الشيء أمرًا رائعًا وجديرًا بالاحترام، كما أنّ المصلح الاجتماعي ذو مكانةٍ عظيمةٍ بين الناس، وعليه القيام بأداء مهمته بكلّ إخلاصٍ ودون مللٍ.
كيف أبلغ هذا الحلم؟
الوصول إلى حلم المصلح الاجتماعي يحتاج الكثير من العمل والتركيز والمعرفة، فهو حلم صعْب المنال لكنّه ليس مستحيلًا، ومن الممكن أنْ أصل إليه حتى وأنا في عمر صغير؛ لهذا لديّ خطة وضعتُها لنفسي كي أبلغ هذا الحلم الجميل، إذ قرّرت أن ألتزم بالمسار الصحيح كي أكون مصلحًا اجتماعيًا يُشار إليه بالبنان كما لو كنت نجمة في السماء.
أهم خطوة لبلوغ الحلم هو أنْ أخلص النية فيه؛ أي أن تكون نيتي في الإصلاح بين الناس وإصلاح المجتمع لله أولًا، كي يكون المجتمع أكثر التزامًا، وكي أستطيع مساعدة الناس على تخطي العقبات، لأكون بالنسبة لهم نورًا يأخذون منه القبس لحياتهم.
في البداية عليّ أن أختار تخصصًا جامعيًّا يُلائم فكرة أنْ أكون مصلحًا اجتماعيًا، إذ يمكن أنْ أدرس شيئًا يخصّ العلاقات الإنسانية، أو النفس الإنسانية، أو أي تخصص له علاقة بطبيعة البشر والقوانين الخاصة بالمجتمعات، وهكذا أكون قد خطوتُ الخطوة الأولى في سلّم الهدف الذي أصبو إليه.
وضعتُ أمامي عددًا من التخصصات التي من الممكن أن أدرسها مثل: الشريعة، وعلم الفقه، والحقوق، وعلم النفس، والتنمية الاجتماعية، وعلم الاجتماع، وبهذه الطريقة أستطيع أن أفهم الناس وأساعدهم في حلّ المشكلات التي تمرّ بهم دون أيّة ضغوطات وتبدو المشكلات كما لو أنها غمامة صيف عابرة.
كي أبلغ الحلم عليّ أن أسعى بكلّ ما أملك، وأجالس الأشخاص الحكماء أصحاب الرأي السديد وأتعلّم منهم الطريقة المُثلى في التعامل مع مشكلات الناس، وأنْ أُحاول قدْر الإمكان كسب ثقة الآخرين، إضافةً إلى التّحلي بالأخلاق الحميدة والصفات الحسنة قولًا وفعلًا.
الإصلاح الاجتماعي منافعه متعدّية
الإصلاح الاجتماعي ليس مجرّد حلم عادي، بل هو حلمٌ يحمل الكثير من المنافع لي وللآخرين، فأنا عندما أكون مصلحًا اجتماعيًا فإنّي أُسهم بشكلٍ كبير في نشر الخير بين الناس، وتخليص المجتمع من الفتن والبغضاء، ووضْع حدٍّ للخصومات بين الناس، كما أُسهم في كسب ثقة الناس وتوطيد العلاقات بين بعضهم بعضًا.
كلّي ثقة بأنّني أستطيع بالإصلاح الاجتماعي أن أكتسب خبرةً رائعةً في العلاقات الاجتماعية والإنسانية، وهذا يساعدني كثيرًا في أن أكون شخصًا أفضل وأكثر حنكةً، وأغدو شجرةً مثمرةً ونخلةً باسقةً في الحكمة.
يُساعدني الإصلاح الاجتماعي على تقبّل الآخرين كما هم دون أيّة تعقيدات، كما يُساعدني على أنْ أكون محاطًا بأشخاص حكماء قادرين على استيعاب مشكلات الناس وحلّها، ويعرفون مكنونات المجتمع بمختلف أطيافه، وهذا بحدّ ذاته من التجارب الرائعة التي من الممكن أنْ أخوضها بكل ثقة.
من أهم منافع الإصلاح الاجتماعي أنّني سأترك بصمةً طيبةً في قلوب الناس، لأنّني سأخفف من آلامهم النفسية قدْر المستطاع، وسأحاول جاهدًا أن أكون معهم في مشكلاتهم كي يخرجوا منها بأفضل الحلول، وهذا بحدّ ذاته إنجاز رائع يُقرّبني من الله تعالى؛ لأنّ الإصلاح بين الناس من أعظم الأعمال.
لا يُبلَغ الحِلم براحة الجسد
في الختام، لا بدّ من العمل الدؤوب حتى أبلغ حلمي؛ لأنني أعلم جيدًا أنّه لا يمكن أن أبلغ الحلم براحة الجسد، بل عليّ أن أتعب على نفسي كثيرًا، وأدرس وأجتهد وأفعل الكثير من الأشياء التي تُساعدني على هذا، وأهم خطوة هي التصميم والإرادة وامتلاك العزم على العمل، وألّا أسمح لليأس أن يتسلّل إلى أعماقي أبدًا.
تحقيق الحلم يحتاج إلى الإيمان الكبير بالقدرات التي يمتلكها الإنسان، وأن يكون واثقًا بنفسه بأنه سيصل إلى مبتغاه، كما يجب أن يحرص من أراد تحقيق الحلم على متابعة هذا الحلم، وعدم الاستماع للأشخاص المحبطين الذين يملكون طاقةً سلبيةً كبيرةً ويرون الجانب الفارغ من الكأس، كما يجب أنْ نقترب من الأشخاص الناجحين لأنّهم مثال وقدوة طيبة تستفيد منها ومن خبراتها، فهم مثل البئر الطيب الذي يرتوي منه الجميع.
في نهاية الأمر، هناك قاعدة ثابتة تقول إنّ من لا يُحارب لأجل تحقيق حلمه فلن يجني غير الندم، خاصةً إنْ ضاع هذا الحلم منه ورأى غيره وقد احتفل بنجاحه في تحقيقه؛ لهذا يجب أنْ يكون شعار كل شخص لا لليأس، ويجب أنْ نكون على قدْر المسؤولية حتى نستحق هذا الحلم، ونعيش تفاصيله الجميلة كما نريد.