حنان الأم فطرة من الله
فطر الله عز وجل الأمهات جميعًا على حُب الأولاد والعطف عليهم، وجعل في قلوبهن حنانًا ليس له مثيل في هذا الكون الفسيح، فهي الأم القادرة على رعاية شُؤون أبنائها وحمايتهم بلا كللٍ أو ملل، فهي تعمل دون توقف من أجل إسعادهم ورؤية الابتسامة على وجوههم منذ نُعومة أظفارهم.
نعلمُ جميعًا أنّ حنان الأم ليس محصورًا فقط على البشر، وإنّما فطر الله سُبحانه وتعالى الحيوانات أيضًا على حُب أبنائها والعطف عليهم، كالدببة والطيور وغيرها الكثير، وكل أُنثى في هذا الكون جُبلت على العطف والرحمة والحنان.
حنان الأم يزداد ولا ينقص
حنان الأم يزداد ولا ينقص فلو كبروا الأولاد واستقلَ كل واحد منهم في حياتهِ فإنّنا سنجدُ أنّ الأم دائماً مشغولةً في تفقد أحوال أبنائها والسؤال عنهم، كما تشعر الأم بالخوف الشديد على أبنائها، فلو خرج أحدهم من المنزل فهي لا ترتاح ولا يهدأ لها بال حتى يعود، ولو سافر أحد أبنائها فإنّ قلبها يُسافر معهم وتظلُّ تدعو لهم بالسلامة.
تبذل الأم كل غالٍ ونفيس من أجل أبنائها فلا تُخفي النقود عنهم ولا تبخل عليهم بالطعام بل على العكس تُطعمهم مما تأكل حتى لو كانت هي في أشد حالات الجوع، فهي ستشعر بالشبع حتمًا عندما يشبع أبناءها، وبالراحة والسعادة عند رؤية الابتسامة على وجوههم وبين قسماتهم، وتشعرُ أيضاً بالألم كلما تألموا أو أصابهم المرض.
رأيتُ مرةً بينما كنت أتمشى في الطريق امرأةً واقفةً وبجانبها ابنها الصغير تُحاول قطع الشارع، وفي غفلةٍ صغيرة انطلق ولدها محاولًا الوصول قبلها للطرف المقابل، لا أدري ما نوع الصرخة التي خرجت منها، كما أطلقت لقدميها العنان واحتضنت ابنها حتى كادت تخنقه، راعني ذاك المنظر وعلمتُ كم يُساوي حنان الأم.
كثيرٌ منا يظنُّ أنّ الأولاد عندما يكبرون تُصبح الأم أقل خوفًا عليهم وأقل رعايةً لشؤونهم، ولكن العكس صحيح فلا ينقص من حنان الأم شيء بل على العكس يزداد حبها وعطفها وحنانها وخوفها عليهم، حتى تمتد تلك المشاعر إلى أحفادها، الذين هم قطعة من فلذات أكبادها، فهي الحنونة أمًا وأختًا وجدّة وخالة وعمّة.
حنان الأم كنز ثمين
أخيرًا، يُعتبر حنان الأم أحد الكنوز الثمينة التي لا يُساويها شيءٌ في هذا الكون، ولو حصل لا قدر الله وفُقِدَ هذا الكنز من حياةِ إنسان فلن يُعوضه شيءٌ في هذا الوجود، فالله عز وجل يرحمُ الأبناء ببركة الأمهات فيا حسرةً على الإنسان لو غابت الأم من حياته، فلا شيء يشفع له عند الله إلا أعماله الصالحة، ولا شيء يُجبر كسر قلبه إلا الصبر والدعاء.