تعبير عن دور الأب في الأسرة
دور الأب في الأسرة دورٌ عظيم لا يمكن لأحدٍ أن يسدّ محلّه، فالأب هو عمود البيت، وهو الركن الأساسيّ فيها وخيمة عزّها، وهو الذي يجمع شمل الأبناء والبنات ويحفظ استقرار بيته وأسرته، والأب هو الدرع الحامي الذي يذود عن أسرته عواصف الأيام ويحميهم من جميع الظروف وغدر الحياة وتقلباتها؛ لأنّ الأب هو الأمان والسكنية والاطمئنان، ولا يمكن أن يشعر بقيمة الأب وعظمة دوره في بيته وأسرته إلّا من عاش في بيتٍ بلا أب، لأنّه سيشعر بمقدار النقص والفراغ الذي يتركه الأب وخصوصًا عندما يحتاجه ولا يجده، لأنّ النصيحة الحقيقية لا تكون إلّا منه، والحبّ النقي تمامًا لا يمكن أن يكون أنقى من حبه، لهذا فإنّ دور الأب في الأسرة دورٌ جوهري لا يمكن تجاوزه، لأنّه يحمل عبئًا كبيرًا عن الأم والأبناء، ويسند مسيرتهم في الحياة.
الأب هو الخيمة الكبيرة التي تضمّ الأسرة، وهو السماء العالية التي ينعم بها الأبناء والبنات لينطلقوا في فضائها دون أن يفكروا في غدر الأيام، لأنهم يعلمون تمامًا أنّ وجود الأب نعمة تُساعدهم على تحقيق أهدافهم وطموحاتهم في الحياة، فالأب عكّاز القلوب الذي يتكئ عليه الجميع في الفرح والحزن، وهو نعمة كبيرة يجب تقديرها قبل فقدانها، لهذا فإنّ الله -تعالى- جعل رضا الأب من رضاه، وجعل عقوقه من أكبر الكبائر، وأوصى الأبناء بالوالدين حُسنًا مكافأةً لهم على تعبهم وجدّهم، ولو قيلت في الأب آلاف الكلمات والعبارات والقصائد فلن توفيه حقّه أبدًا، فهو الذي يتعب ليلًا ونهارًا ليؤمن لقمة العيش والحياة الكريمة لأسرته، وهو الذي يُجاهد الأيام كي يرى أبناءه في المراتب المتقدمة.
يقولون دومًا عن الأب بأنّه استقامة الأيام، لأنّ وجوده مرتبطٌ بالشعور بالأمان، ومجرّد سماع صوته في أركان البيت يجعل الأبناء يطمئنون إلى أنّ هناك سندًا لهم في حياتهم، كما أنّ الأب هو المعاون الأوّل للأم والذي يُعينها على تربية الأبناء وتأمين كلّ ما يحتاجون، وهو الصدر الحنون الذي يعطف على الجميع ويسدّ النقص، وهو الذي يفرد ظلّه مثل الشجرة المثمرة كي يستريح جميع أفراد أسرته من وعثاء الأيام، وهو القائد الذي يقود دفة السفينة ليصل بأسرته إلى برّ الأمان، وهو المعلّم والمؤدِّب، ولهذا فإنّ أبًا واحدًا أفضل من ألف مربي، لأنّ دور الأب في الأسرة دورٌ عظيم يبدأ من اللحظة التي قرر فيها أن يُنشئ أسرته حتى آخر لحظات العمر، فالأبوّة مَهمّة سامية لا يمكن لصاحبها أن يستقيلَ منها أبدًا، بل يجب أن يكون دومًا على قدر المسؤولية تجاه أسرته وبيته.