تعبير عن رحلة مدرسية

كتابة:
تعبير عن رحلة مدرسية

تعبير عن رحلة مدرسية

تعدُّ المدرسة البيتَ الثاني للطالب؛ فهو يقضي فيها عشراتِ الساعات أسبوعيًّا، ويكون جزء كبير من وقته في المنزل مُشتَغِلاً في التحضير للدروس التي سيأخذها في اليوم التالي، أو لمذاكرة ما أخذه الطالب في المدرسة كي يكون جاهزًا للخضوع للامتحانات المدرسية في أي وقت، ويعدُّ النشاط الترفيهيّ أحد أهم الأدوات التعليمية، حيث تُسهم الرحلات المدرسية في ربط المعلومات العلمية التي يأخذها الطالب على مقاعد الدراسة بتطبيقات هذه العلوم على أرض الواقع من خلال ما يتم في الرحلات العلمية الشيقة، كزيارة بعض المناطق التي تحتوي على أنماط معينة من الصخور، ليتم الكشف عن أهم صفات الصخور المتشكلة في تلك المناطق، والأسباب التي أثرت في تكوينها عبر مئات السنين.

وقد تكونُ الرحلات المدرسيّة تستهدف بعض المناطق الأثرية والتراثية والتي من خلالها يتعرف الطالب على تاريخ وطنه، وعلى بعض الأحداث التاريخية السابقة على أرض الواقع، فعندما يقوم الطالب مثلاً بزيارة موقع معركة مؤتة فإنه يستذكر التضحيات التي قدمها الصحابة الكرام -رضوان الله عليه- على أرض الوطن الطاهرة، ويتخيل أماكن وقوفهم وطريقة استشهادهم، ومجريات المعركة كما وردت في المراجع التاريخية الموثوقة، ويشعر الطالب بصعوبة الوقوف في هذه الظروف التضاريسية والمناخية الصعبة وما واجهه المسلمون حينها فيدرك أهمية التضحية بالروح والمال في سبيل الوطن، وكيف أن هؤلاء الصحابة الكرام واجهوا الموت برحابة صدر لأنهم علموا أنه لا سبيل إلى حماية الدين ودحر أعدائه إلى بالتضحية بأنفسهم لإعلاء كلمة الله تعالى.

وفي الرحلة المدرسة يتعرف الطلاب إلى الوجه الآخر لمعلميهم خارج إطار البيئة التعليمية التي تتسم بالجمود النسبي، فيُظهِر المعلمون قدراتهم في قيادة المجموعات وتنظيمها، وممارسة بعض الألعاب الجماعية والرياضات المختلفة، كما يستغل المعلمون الرحلة المدرسية لكسر بعض الحواجز التي توجد في نفوس بعض الطلبة وتخليص بعض الطلبة مع صفات قد تضرّهم في العملية التعليمية أو في حياتهم الخاصّة مثل صفة الخجل الزائد أو العناد الزائد، وعلى الوجه المقابل فإن الطلاب يستغلون الرحلة المدرسة في تفريغ الطاقات التي لا تسمح لهم البيئة المدرسية الصارمة بإظهارها، وهكذا يكون الجميع شركاء في الاستفادة من هذا النشاط اللامنهجيّ.

ويجب على إدارات المدارس أن تبذل قُصارى جهدها في تأمين مستلزمات السلامة العامة في الرحلات المدرسية وذلك من خلال وجود عدد مناسب من المعلمين ذوي الخبرة في إدارة الرحلات المدرسية ومجموعات الطلاب الكبيرة، بالإضافة إلى وجود صندوق للإسعافات الأولية في الباصات التي يتمّ تسييرها لهذه الرحلات، وأن تكون هذه الباصات ذات كفاءة عالية تساهم في نقل الطلاب من وإلى منطقة الرحلة بأمان، وأن يتمّ اختيار مناطق مناسبة لإقامة الرحلات المدرسية بحيث لا يكون هناك خطر على الطلبة والمعلمين أثناء إقامة هذه الرحلات كي يعود الجميع إلى منازلهم بأمان.

7725 مشاهدة
للأعلى للسفل
×