تعبير عن عظماء الإنسانية

كتابة:
تعبير عن عظماء الإنسانية

المقدمة: عظماء الإنسانية مشكاة البشرية ونورها

الحياة مليئة بالأشخاص العظماء الذين أفنوا حياتهم لأجل صلاح البشرية وتطور كوكب الأرض في مختلف المجالات، فمنهم مَن أمضى حياته في الاختراعات العلمية التي غيرت وجه الحياة وزادتها رفاهية، ومنهم مَن كان أديبًا عظيمًا، ومنهم الطبيب والمهندس والمفكر وعالم الدين والدّاعية، ومنهم المعلم الذي أفنى حياته في تعليم الأجيال وتثقيفها.

ومهما اختلفت مهمة أو مهنة هؤلاء العظماء إلّا أن تأثيرهم في الحياة كان له الأثر الواضح؛ إذ تركوا بصماتهم خلفهم، وبقيت اختراعاتهم واكتشافاتهم بفائدتها إلى اليوم.

العرض: للتاريخ عظماء صنعوه

للتاريخ عظماء كثيرون تتابعوا عبر الزمن، وصنعوا المجد للإنسانية جمعاء، فالشخصيات العظيمة تسعى بكلّ ما فيها كي تُحدث فرقًا إيجابيًا في الحياة، وهذا ينعكس علينا جميعًا لأننا نحن مَن يستفيد من اختراعاتهم واكتشافاتهم، ونحن مَن نتأثر بكلّ ما يصنعوه من أجلنا، ونسعى لأن نكون مثلهم لأنهم يقدمون لنا نموذجًا رائعًا في الإنسانية.

ومن أبرز الشخصيات الإنسانية التي صنعت التاريخ شخصيات الأطباء الأوائل الذين اكتشفوا الأمراض واخترعوا لها الأدوية، واكتشفوا مسبباتها واخترعوا اللقاحات التي تقينا منها.

مِن أعظم الشخصيات التاريخية في التاريخ الإنساني مَن صنعوا حضارات الشعوب التي ظلت شاهدة على اليوم لتصبح تاريخًا عريقًا يفتخر به القاصي والداني، فهؤلاء شيدوا البنيان وبنوا المدن ونشروا الحضارة في جميع الأماكن، وهم الذين زرعوا الأشجار الخضراء، وأسهموا في تطوير الزراعة والصناعة.

وهم الذين أحدثوا تغييرًا جذريًا في المجتمعات التي نشؤوا فيها، وهم الذين غيّروا الكثير من الأفكار التقليدية التي كان يؤمن بها الناس رغم أنها أفكار خاطئة؛ لذلك يستحق هؤلاء العظماء كل التقدير والاحترام.

الكثير من عظماء الإنسانية المشهورين أسهموا بقيادة الثورات وقيامها على الحكم المستبد، والكثير منهم كان قائدًا للناس يرشدهم إلى الطريق الصحيح، والكثير منهم أيضًا أسهم في تغيير مسارات بلدانهم وشعوبهم نحو الأفضل، لإيمانهم المطلق بأنّ التغيير يبدأ من تغيير أفكار الشعوب وتغيير توجهاتهم التقليدية.

فقد كانت الكثير من المجتمعات تغرق في الجهل والظلام، وتتبنى المعتقدات الخاطئة لولا ظهور أشخاص عظماء تنبهوا إلى ضرورة أن يحدث ثورة في المجتمع كي يصبح حاله أفضل ويتطور ويزدهر وينمو دائمًا.

من أِهم وأشهر عظماء الإنسانية الذين أحدثوا تغييرًا كبيرًا نيلسون مانديلا الذي كان من المؤثرين في مجال حقوق الإنسان، وقاد الكثير من الحملات دفاعًا عن الضعفاء والأشخاص المهمشين، واستطاع أن يوجه أنظار العالم إلى العديد من القضايا، ونيلسون مانديلا من جنوب إفريقيا.

حيث حصل على شهادة جامعية في القانون وكان من أعضاء المؤتمر الوطني الإفريقي، وعمل كل ما يستطيع كي يلغي سياسات الفصل العنصري التي كانت سائدة في وقته، وعمل على العمل ضد الاضطهاد ليحقق هدفه المنشود هذا.

من عظماء الإنسانية غاندي الذي عمل أيضًا للمطالبة بحقوق الإنسان بعد أن دعا شعبة إلى حدوث عصيان مدني كي يحصل وطنه على الاستقلال، ونجح في ذلك، ورغم دخوله غلى السجن عدة مرات إلا أنّ هذا لم يثنه عن الاستمرار بمطالباته لتحسين أوضاع شعبه.

وظل ذكر غاندي إلى اليوم وظل شعبه مدينًا له بالانتصارات التي حققها رغم أنه قتل على يد هندوسي، وهذا إن دلّ على شيء فإنما يدلّ على أهمية العمل الإنساني والسعي إلى رفعة الشعوب واستقلالها مهما كانت الظروف والأحوال، لأن الحرية تبدأ هكذا.

من عظماء الإنسانية المسلمين الخليفة الراشدي عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- الذي كان معروفًا بعدله وحكمه الذي لا يوجد له مثيل أبدًا؛ إذ كان الرخاء في زمنه عامًا، وكان يحمل هم كل صغير وكبير تحت حكمه، حتى إنه كان حاكمًا زاهدًا في الدنيا لا يرتدي أفضل من الآخرين ولا يأكل ولا يلبس أفضل من عامة الشعب.

لهذا كان وما زال الخليفة الفاروق عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- مثالًا يحتذى في الخير والعمل والدعوة إلى الإسلام بالحكمة والموعظة الحسنة، وهو مثال في العدل والأمانة وفعل الخير.

من عظماء الإنسانية العالم المسلم ابن سينا، الذي كان له بصمات واضحة في حياة الناس إلى اليوم؛ حيث كان طبيبًا مشهورًا أوجد العلاج للعديد من الحالات المرضية، وعمل على اكتشاف الأدوية، وفتح الآفاق للعلماء من بعده كي يتابعوا المسير.

خاصة أنّه اشتهر بالطب والفلسفة، ومثله أيضًا العالم والطبيب المسلم ابن النفيس الذي اكتشف الدورة الدموية وفسّرها، ممّا فتح الطريق إلى فهم كيفية عمل القلب والوصول إلى علاج العديد من الأمراض، وكذلك العالم المسلم أبو بكر الرازي.

لا يقتصر دور عظماء الإنسانية على الطب والعلوم وحقوق الإنسان، فمنهم مَن كان قائدًا حربيًا لكنه إنسان بكل ما تحمله الكلمة من معانٍ، ومنهم القائد صلاح الدين الأيوبي وغيرهم من عظماء الإنسانية الرائعين الذين لم يقتلوا الأبرياء، ولم يكونوا يومًا إلّا فاتحين لأجل نشر الخير.

وهؤلاء جميعًا وغيرهم هم قدوتنا في الحياة، وعلينا أن نبذل جهدنا، كي نكون مثلهم في تصرفاتهم وأخلاقتهم، وأن نسير على نهجهم في الحياة حتى نصل إلى مجتمعات راقية، مُحِبّة للخير والعدالة ونشر كل ما هو إنسانيّ.

الخاتمة: عظماء مسلمون ميّزهم الله

ختامًا، يزخر التاريخ الإسلامي بالكثير من الشخصيات العظيمة، وأعظمها على الإطلاق هو النبي محمد -عليه الصلاة والسلام- بل هو أعظم شخصية في تاريخ الإنسانية جمعاء، لأنه نزل برسالة الإسلام السمحة، ونشر دين الحق، وكان مثالًا في الأخلاق العالية المثالية.

والنبي محمد -عليه السلام- هو قدوة للجميع؛ لأنه يجمع في شخصيته كل الصفات الحميدة، فهو يدعو للدين وطلب العلم وحفظ العهود والمواثيق، والكثير من المسلمين العظماء تأثّروا به وتركوا بصمات واضحة في الحياة لأنهم ساروا على خُطاه.

4856 مشاهدة
للأعلى للسفل
×