تعبير عن عقوق الوالدين وعواقبه

كتابة:
تعبير عن عقوق الوالدين وعواقبه

عقوق الوالدين من أعظم الكبائر

عقوق الوالدين من أعظم الكبائر التي نهى عنها الله ورسوله؛ إذ إنّ عقوقَ الوالدين سببٌ في غضب الله واكتساب الكثير من السيئات، وسببٌ في دخول جهنم والحرمان من الجنة؛ لهذا يجب الامتناع عن هذا الخلق البشع الذي يُسبب حزن الوالدين وحسرتهما وغصة في قلبيهما.

العاق لوالديه شخصٌ يعمل الحسنات فتأخذها الريح وكأنّها غبار، فلا يُكتب له الأجر والثواب طالما كان شخصًا عاقًا لا يُؤدي حقّ والديه عليه؛ لأنّه ناكرٌ للجميل ولا يعرف التمييز بين الحق والباطل، فالعقوق كبيرة من الكبائر.

عقوق الوالدين سببٌ في الهم والغم وضيق الرزق وعدم التوفيق في الحياة الدنيا، وهذا يعني أنّ العاق لوالديه يخسر دينه ودنياه، ولا يكون له قَبول بين الناس، وربما تأخذه الحياة إلى اتجاهاتٍ عديدة بعيدة عن رضا الله تعالى؛ لأنّه يخسر دعاء والديه، وتقف الدنيا كلّها في وجهه، ولا تتيسر أموره أبدًا.

فهو شخصٌ يحرق حسناته ويحرق كلّ حياته مقابل أن يتبع الشيطان الذي يرشده إلى هذا العقوق؛ لأنّ من يخسر رضا والديه فقد خسر الدنيا وما فيها وخسر الجنة، وطُرد من رحمة الله تعالى، وأغلقت الأبواب في وجهه.

عقوق الوالدين ذنبٌ عظيم يجب التكفير عنه بطلب الرضا من الأم والأب، ومنحهما كلّ ما يحتاجان من برّ كي تستقيم الحياة للأبناء، فالابن العاق بوالديه مثل الشجرة التي لا أصل لها ولا جذور، وربما تقع في أيّة لحظة.

عقوق الوالدين مهلكة لصاحبها

عقوق الوالدين يُؤدّي إلى التهلكة، فالعاق لوالديه يفقد هيبته واحترامه بين العباد، وينظر إليه الجميع نظرة احتقار وازدراء؛ لأنّه لا يُعامل والديه كما يجب، كما أنّ العاق لوالديه غير مستجاب الدعوات لأنّ الله تعالى غاضبٌ عليه.

هذا كلّه يجعلنا نُفكر كثيرًا قبل أن نقع في العقوق؛ لأنّه من أخطر الذنوب وأكثرها تأثيرًا في حياة الإنسان العاق، الذي يفقد دنياه وآخرته، ويفقد مصداقيته، كما أنّ العاق بوالديه سيُلاقي الجزاء نفسه الذي قدمه من أبنائه، الذين لن يحترموه ولن يكونوا بارّين به أبدًا، بل سيُقلدونه في العقوق وربما أسوأ.

علينا أن نتجنّب العقوق كما لو أنّه مرضٌ خطير، أو سرطان ينهش في الجسد، فنحن حين نُقرّر أن نكون بارّين بوالدينا نكسب رضا الله تعالى ونجعل لأنفسنا قيمة واحترامًا، ونُصبح سندًا لآبائنا وأمهاتنا وقدوةً حسنةً لأبنائنا وحتى لجميع أفراد المجتمع.

لهذا؛ علينا أن نكون مضرب مثل لأهالينا وللآخرين في الوفاء وتقديم الرعاية والعنية للوالدين، وطلب الرضا والدعاء منهما في جميع الأوقات، وتفضيلهم على جميع الناس وحتى على أنفسنا، وألّا نسمح لأيّ حزنٍ يسكن قلبيهما بسبب عقوقنا المجحف لهم.

برّنا بوالدينا يستدعي أن نُظهر هذا قولًا وفعلًا، وأن نكون عند حسن ظنهما دائمًا، خاصةً أنّ العقوق يُهلك السيئات، ويمنع قبول الطاعات، ويجعل كلّ ما نقوم به من حسنات يذهب هباءً منثورًا.

عقوق الوالدين خسارة الدنيا والآخرة

عقوق الوالدين خسارة في الدنيا والآخرة، ونقصٌ في البركة وضيقُ في الرزق وعدم اتّساع البال، أمّا البار بوالديه فيكون قلبه منشرحًا للحياة ومقبلًا عليها، ويشعر أنّ الله تعالى راضٍ عنه وأموره في الحياة ميسرة دومًا.

العاق لوالديه لا يعلم قيمتهما إلّا بعد أن يفقد وجودهما، وهو شخص غير أهل للثقة، وهذا يجعلنا أن نُفكر كثيرًا قبل أن نثق في شخص عاقّ لوالديه، ولا يُوجد أيّ شيء في الدنيا ولا أيّ ظرف أو حال يجعلنا نعقّ والدينا، ومهما كانت الأسباب فإنّها جميعها غير مقنعة؛ لأنّ الأم والأب هما العينان التي نرى بهما الحياة فتُصبح جميلةً ملونةً بألوان الورد.

لهذا؛ علينا أن نُحاول قدر الإمكان إدخال السرور إلى قلبيهما، وتلبية حاجاتهما النفسية والمعنوية والمادية، وطلب الرضا منهما في كلّ وقت، وأن تكون لهما الأولوية في كلّ شيء، والامتناع عن أيّ شيء يُسبب لهما الأذى، وعدم رفع الصوت في وجودهما أو التقدم عليهما أبدًا؛ لأنّ هذا من العقوق.

إذا أردنا أن نُجنب أنفسنا عقوق الوالدين، فعلينا أن نتبع هدي النبي محمد-عليه الصلاة والسلام- في طريقة تعاملنا مع آبائنا وأمهاتنا، وأن يكون نهجنا معهما دومًا لطيفًا لينًا ورقيقًا وليس فيه ما يجعل الحزن يسكن في قلبيهما بسببنا مهما كانت الأسباب.

عقوق الوالدين يُدفع بالعلم والدين

في الختام، عقوق الوالدين ليس من الأمور التي يُستهان بها، ولا يجوز ترك العاق لوالديه دون هداية أو إرشاد أو تأديب؛ إذ إنّ عقوق الوالدين يُدفع بالعلم والدين، فالعلم الذي يعتمد على التوعية بأهمية ارتباط الأبناء بآبائهم وأمهاتهم، وكيف أنّ مقدار التأثير النفسي للبر يكون عميقًا جدًا على الإنسان البار بوالديه.

كيف أنّه يتمتع بمستوى عالٍ من الرفاهية النفسية، ويشعر أنّه مرتاح البال وهادئ وحياته مجديه وربه يُحبه، وهذا بحدّ ذاته يُؤثر في الصحة الجسدية، ويُخفف من حدة القلق والتوتر، ويزيد من الإنتاجية.

الإنسان العاقّ بوالديه يُخالف الشرع، ويجعل من نفسه مطية للشيطان؛ لأنّه يُخالف ما جاء في آيات القرآن الكريم والأحاديث النبوية التي أمرت كلّها ببر الوالدين والإحسان بهما في حياتهما وحتى بعد مماتهما.

إنّ البرّ والعقوق للوالدين لا يقتصر على حياتهما، بل يُمكن أن يكون الإنسان داعيًا لأمه وأبيه بالخير بعد وفاتهما، ويتصدق عنهما، وينفذ عهودهما ومواثيقهما، ويصل رحمهما، وهذا كلّه برٌ بهما، ويُمكن أن يفعل العكس بعد وفاتهما ويكون عاقًا.

البر والعقوق وجهان مختلفان جدًا للأبناء، فاحرص أن تكون من الأبناء البارّين الذين كسبوا الدنيا والآخرة، واستقامت حياتهم كما يجب، ولا تكن كمن جاء إلى الدنيا كي يخسر كلّ شيء، فالحياة أعظم ما فيها ابتسامة الأب والأم في وجه الأبناء، وهي ابتسامة الرضا والبر.

4084 مشاهدة
للأعلى للسفل
×