محتويات
الثامن من آذار عيد المرأة العالمي
اليوم العالمي للمرأة أو اليوم الدولي هو احتفال يُقام سنويا ويحدث في اليوم الثامن من شهر آذار، وفيه دلالة كبيرة على احترام المرأة وحبها وتقديرها، لما قامت وتقوم به من إنجازات اجتماعية واقتصادية وسياسية فقد باتت لها اليوم فروعٌ خضراء مثمرة تمتدُ إلى ما لا نهاية، وتُعطى المرأة إجازة في هذا اليوم في بعض الدول مثل؛ روسيا والصين وكوبا،
نالت المرأة مؤخرًا العديد من الحقوق التي لم تكن لتحصل عليها سابقا، بالرغم من ظهور حالات عنف شديدة ضد المرأة في كثيرٍ من الأحيان.
المرأة: مكانة عظيمة في الدين والمجتمع
لقد نالت المرأة مكانة عظيمة في ديننا الإسلامي وفي مجتمعاتنا العربية؛ إذ حفظ لها هذا الدين الحنيف العديد من حقوقها بعد أن كانت تعيش في ظلام الجاهلية، فقد جاء الإسلام وحرّم وأد البنات وحفظ لهن حقوقهن ورفع من مكانتهن بيننا، وألزمهن بالعبادات وأمرهن بالستر وطاعة الرحمن واتباع السنة النبوية الشريفة وفي ذلك كله حماية لها.
منح ديننا الإسلامي المرأة العديد من الحقوق الشرعية التي لم تكن لتنالها مسبقًا؛ مثل حقها في التعليم والزواج واختيار الشريك وحقها في الميراث وفي الرعاية الصحية والجسدية والنفسية، وحقها في الإنفاق مِن قِبل الزوج ودعمها ماديا ونفسيا، ولم يُحتم عليها ديننا العمل من أجل كسب رزقها وإنما أمر الرجل بالإنفاق عليها وأن يحميها من سياط الأيام.
نالت المرأة مكانة عظيمةً بين الناس اليوم في مجتمعاتنا؛ فقد حصلت على العديد من الحقوق إلى جانب ما أعطته لها شريعتنا من حقوقٍ سامية، مثل حقها في التصويت والانتخاب والترشح لرئاسة المجالس وكافة المناصب ضمن المؤسسات المختلفة، لتكون لها أيادٍ بيضاء في شتّى المجالات بعد أنّ كانت غالبيتها محصورة على الرجال.
ضمنت المرأة حقها في العمل وشغلت المناصب المتعددة مثل القيادة والإدارة، إذ كان دور المرأة في السابق يقتصر على تنظيم المنزل وتربية الأبناء ورعاية الزوج، ولكنها أصبحت الآن تمتلك أعمالًا وتديرها كما أصبحت تمتلك دخلا يُدر عليها المال الذي تحتاجه لبناء مستقبلها ومستقبل أبنائها، مع بقائها متربعةً على عرش الأسرة، غير متجاهلةٍ لما لديها من مهمات.
نرى اليوم أنّ المرأة باتت تستطيع إكمال تعليمها والدراسة ونيل الشهادات حتى ولو كانت متزوجة فذلك لا يحُّد من قدراتها ولا يُثبطُ من عزيمتها، فهي قادرة على الخروج وقصد المراكز التعليمية المتعددة، وفي هذا تقدم كبير لها؛ مما سيُزيل ظلام الجهالة عن النساء وسيرفع من مكانتهن ويمكنهن من الحصول على وظائف مناسبة ومرموقة ذات دخل جيد.
المرأة: قلب رقيق وفعل رفيق
رفع ديننا الإسلامي من مكانة المرأة كونها أُمًا تحمل وتنجب وترعى أبناءها وتحنو عليهم؛ فهي صاحبة القلب الرقيق والفعل الرفيق وهي التي تحنو على صغارها وتعطف عليهم، وهي سحابة صيفٍ تحمل معها الظلال والبرودة العذبة، ترعاهم في مرضهم وتطعمهم وتقوم بعمل كل ما يسعدهم وتضحي من أجلهم، وتفرح لفرحهم وتحزن لحزنهم.
تمتلك المرأة قلبًا حانيًا سواء كانت أختا أو أمًا أو زوجة، للمرأة شموسٌ تسطع في كل ركن من هذا الكون الفسيح، وإنّ لي أختًا حنونة تعطف على إخوتي وتقوم مقام أمي، خاصةً وأنها الكبرى بين أخواتي، إذ تعطف علينا وتحبنا وتساعد أمي في تربيتنا وتعليمنا، كما أنها تحمل على كاهلها مسؤولية العناية بالمنزل ورعاية الشؤون اليومية مع والدتي.
إننا لا ننكر أنّ الزوجة تقدم لزوجها كل ما تستطيع القيام به من مسؤوليات؛ فهي قلما تظهر تعبها أو تشكو من واجباتها تجاه منزلها وزوجها، بل على العكس تقوم بكل ما تستطيع على أكمل وجه، كشجرة زيتونٍ عتيقة تعطي إلى ما لا نهاية ولا تهزها أعاصيرُ الطبيعة، ترعاه في مرضه وتصبر عليه وتقف بجانبه في حال تعرض لضائقة مادية.
نعلمُ جميعًا أنّ دور المرأة لا يختلف أيًا كان موقعها، فهي تسهر على راحة أبنائها وترعاهم في مرضهم وتُشفق عليهم، وتحرص كل الحرص على تعليمهم ومتابعة كافة شؤونهم الدراسية، تجود عليهم بالخيرات كما يسقي المطر الأرض الجدباء بعد أعوام الجفاف، فلا تتردد في إسعادهم وشراء الألعاب والحاجيات لهم، كما تحترم أصدقاءهم وتستقبلهم في منزلها وتكرمهم وكل ذلك من أجل أولادها.
كثيرًا ما نرى نساءً يحملن قلبًا رقيقًا، إذ يعطفن على جاراتهن ويتفقدن أحوالهن، ويسألن عنهن خاصة أولئك النساء الطاعنات في السن، من خلال زيارتهن وخدمتهن وتقديم كل ما تستطيع، فهي لا تتذمر أو تشعر بالقهر جرّاء ازدياد مسؤولياتها، وإنما تشعر بالقوة والطاقة والقدرة على إنجاز كافة المهام الصعبة بدافع إنساني بحت، إذ تفتح بذلك أبواب الخير والعطاء.
تقوم العديد من النساء بأعمال تطوعية بكامل إرادتها، وقد سمعنا عن كثير من النساء اللواتي انتسبن للجمعيات الخيرية، التي تقدم خدماتها للفقراء والمحتاجين، وشاهدنا نساءً يقمن بالمساهمة في عمليات إعداد الطعام وطهوه والمساهمة في البازارات الخيرية، بأناملٍ ذهبية تقوم المرأة بالحياكة والتطريز أو صنع الحلويات وبيعها، ومن ثمّ تقديم ريعها للفقراء، أو من أجل رَفد ورعاية الأيتام.
المرأة نصف المجتمع وتلد النصف الآخر
وأخيرًا، تعتبر المرأة نصف المجتمع فهي تحمل على كاهلها العديد من الأمور التي تُساعد في رفعة المجتمعات من خلال أبنائها، فهي التي تنتج النصف الآخر للمجتمع، وهي الحريصة على متابعة شؤون أبنائها وتربيتهم بالطريقة الصحيحة، وتحرص على إخراج رجال يُعتَدُّ بهم فتربيهم على الأخلاق والفضيلة وتحمّلهم مسؤولية الأوطان والدفاع عنها.
تعلم المرأة أبناءها كيفية المحافظة على مرفقات الوطن وممتلكاته والأماكن العامة والخاصة فيه، وتحرص على تقديمهم للناس بأجمل صورة فهي التي تدفعهم للدراسة وتشجعهم على نيل أعلى الشهادات والعمل فيما يخدم مصلحتهم ومصلحة البلاد والعباد.