تعبير عن فصل الشتاء قصير
فصل الشتاء فصل الخير والعطاء، وهو الفصل الذي تجود فيه السماء بالأمطار التي تُحيي الأرض وتروي عطشها بإذن الله، وفصل الشتاء هو وردة الفصول الأربعة وأكثر الفصول صخبًا، وهو الفصل الذي يُثير شجون القلب، خصوصًا أن صوت المطر المتساقط يزرعه في القلب الأمل، ويُثير الذكريات، ويجعل الأفكار تصحو من نومها، كما أنّ فصل الشتاء فصل قوس قزح وهو بداية الحياة، وبداية دورة الفصول، ففيه تتعرّى الأشجار من أوراقها، وتختبئ الحيوانات في جحورها، والكثير منها يدخل في سباتٍ عميق، كما تختفي فيه معظم الحشرات، وتُهاجر الطيور إلى مناطق أكثر دفئًا، لهذا فإنّ للشتاء خصوصية مختلفة تُميزه عن جميع فصول العام.
ما إنْ يبدأ فصل الشتاء، حتى يتهيّأ الجميع للسهر في ليله الطويل، كما يُخبّؤون له الحكايات الكثيرة التي لا يُناسبها إلا أجواء الشتاء الرائعة، فالمشي تحت المطر المتساقط في فصل الشتاء يُشعل في القلب الحنين، ويجعل الأفكار متدفقة، ويزيد من الإلهام، فرغم البرد الذي قد يكون شديدًا في معظم أيّام هذا الفصل، إلّا أنه لا يمنع من ممارسة الكثير من النشاطات التي تُصبح أكثر جمالًا تحت المطر، كما تكتسي الأرض فيه بثوبها الأبيض، فيُصبح المرح فيه أكثر، وتنفض الأرض والنباتات الغبار عن نفسها، ويتميّز فصل الشتاء بأنّه فصلٌ يختزن الكثير من الطاقة الإيجابية، كما أنه يُعزز الحالة المزاجية ويُساعد في التخلص من الاكتئاب والتوتر، ويُقلّل من الشعور من القلق والتعب والإرهاق، كما يتميز فصل الشتاء بملابسه السميكة التي تُعطي أناقة وجاذبية من نوعٍ خاص، ممّا يُضفي عليه جمالًا وروعة، كما أن فصل الشتاء هو فصل العائلة، ففيه تجتمع العائلة حول نار المدفأة ويسردون القصص والحكايات وتتعالى ضحكاتهم.
تقفُ الكلمات والعبارات صامتة أمام جمال فصل الشتاء، فالغيوم والعواصف والأمطار تحمل الكثير من المشاعر، لذلك مهما قيلت فيها من كلمات فإنها لن تصفَ المشاعر الجيّاشة التي تتدفق في لحظة تأملٍ واحدة لكل هذه الأشياء، لهذا فإن الجميع ينتظرون فصل الشتاء كما لو أنه ضيفٌ عزيز قادم، ويفرحون بقدومه كما لو أنه يأتي محملًا بالهدايا، وعلى الرغم من تجهّم السماء واختفائها خلف الغيوم في هذا الفصل الرائع، إلّا أنّه يترك خلفه الخير الكثير ليأتي الربيع بعده محملًا بالألوان الزاهية التي أضفى عليها فصل الشتاء بهجة كبيرة، أمّا شمسه التي تُشرق على استحياء، فإنّ الجمال كلّه يسكن في أشعتها الذهبية التي تتسلل من خلف الغيوم وكأنّها طفلة خجولة تخاف من صوت المطر.