تعبير عن فضل الوالدين
إنّهما درّتانِ لامعتان، يرتقيانِ بالمسلم إلى جنات الخلد، من دونِهما تنعدم بهجة الحياة ولذة البقاء، إنّهما الوالدان اللذان قَرَن الله طاعتَهما بعبادته عندما قال: {وقضى ربك أن لا تعبدواإلّا إياه وبالوالدين إحسانًا} [١]، ففضلهما عمّ وانتشر حتى شهد لهم رب الأرباب -سبحانه تعالى- فكيف للولد ألّا يكون بارًّا بهما، وكيف له ألّا يستشعر فضلهما، فهما سبيل النجاة للمسلم في الدنيا والآخرة، وهما الحبل الواصل بينه وبين ربّه والذي يقوّي الصلة الله فبعد المسلم عن ربه يجعل والداه يعينانه على التقرّب منه، ويدعوان له بالرحمة والعودة إلى الله -سبحانه وتعالى- وكل الكلام الذي قد يقوله الإنسان لا يوفّيهم حقهم ولا يردّ دينهم الذي عليه منذ أتوا به إلى هذه الدنيا ورعوه كل هذه الرعاية، وفيما يأتي تعبير عن فضل الوالدين وكيف يكون برّهما.
يكون برُّ الوالدين بالإحسان إليهما، وطاعتهما في السرّاء والضرّاء، وتلبية طلباتهما، والدّعاء لهما في جميع الأوقات، وعدم الإساءة لهما حتى لا يكون ولدهما من الخاسرين، وقال ذا النون: " بر الوالدين بحسن الطاعة لهما ولين الجناح وبذل المال"، وإذا كان من الطبيعي أن يشكر الشخص من قدّم إليه الإحسان ويحاول أن يردّ له فضله عليه، فالأولى من ذلك رد فضل الوالدين الذي لم يتوقف لولدهما منذ ولِد حتى بلوغه وكبره، فالوالدان هما الدرة المكنونة التي تخبّئ فيها الحب وتُظهر العطاء في كل وقت وحين ويضمر الوالدين أيضًا الخوف الدائم على أولادهم من كل ما قد يضرّهم أو يؤذيهم، وهذا القليل تعبير عن الوالدين وعن جمال ما يحملانه.
وإذا أراد أحدٌ أن يستشعر فضل بر الوالدين فبلا رَيْبِ سيسعد في الدّارين، ففي الآخرة سينال نصيبه من الأجر والمغفرة والتجاوز عن السيئات، وفي الدنيا تتفتح أبواب السعادة والرزق الرّخاء من حيث يحتسب ومن حيث لا يحتسب، وسيُوَفَّق في جميع أموره الدنيويّة والآخرويّة وذلك بدعائهما، ألا يكفيه ذلك فضلًا وأجرًا، غير أن فيه تفريجًا للهموم والكروب، ويكون بارُّ الوالدين مُجابَ الدعوة بإذن الله، وكما يُقال فإن الجزاء من جنس العمل فإن بر المسلم لوالديه والإحسان إليهما يجعلُ أولاده يبرّونه في الكبر ويحسنون إليه ويبتغون رضاه في كلّ أمر، ويعدّ بر الوالدين من أحبّ الأعمال إلى الله فقد قدّمه الله -سبحانه وتعالى- على الجهاد في سبيل الله، وبعدَ المعرفة تُقام الحُجّة، لذلك على المسلم أن يلتزم ببرّ الوالدين والإحسان إليهما في جميع الأمور حتى ينال درجة البر ويكونا شفيعَيْن له يوم القيامة وينال الفضل من ذلك البر، وفيما سبق تعبير عن فضل الوالدين وبرّهما.
المراجع
- ↑ سورة الإسراء، آية: 23.